مرسي وإخوانه في مواجهة سائر المصريين
اﻟﻘﺎھﺮة – ﻣﺼﺮ ﺗﻨﺰﻟﻖ ﻣﻦ ﺳﯿﺊ إﻟﻰ أﺳﻮأ؛ ﻻ ﺷﻲء ﻳﺸﻲ ﺑﻨهاﻳﺔ ﺳﻌﯿﺪة.
ﻓﺎﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺘﺠﻪ إﻟﻰ اﻻﻧهيار اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ وﺳﯿﺎﺳﯿﺎ واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺎ وأﻣﻨﯿﺎ، ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣﯿﻦ ﻋﻠﻰ اﻹطﺎﺣﺔ ﺑﺤﺴﻨﻲ ﻣﺒﺎرك، ﻓﻲ
ﺛﻮرة طﺎﻟﺒﺖ ﺑـ"ﻋﯿﺶ، ﺣﺮﻳﺔ، ﻛﺮاﻣﺔ، وﻋﺪاﻟﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ".
اﻟﻐﻀﺐ اﻟﺸﻌﺒﻲ واﻟﺴﯿﺎﺳﻲ واﻟﺤﺰﺑﻲ، ﻳﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺮﺳﻲ، اﻟﻘﺎدم ﻣﻦ رﺣﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ
اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ، وﺣﻜﻮﻣﺘﻪ "اﻟﺮﺷﯿﻘﺔ" ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ھﺸﺎم ﻗﻨﺪﻳﻞ ووزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ اﻟﻠﻮاء ﻣﺤﻤﺪ إﺑﺮاھﯿﻢ، اﻟﻤﺤﺒﻮب
ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ وﻧﺎﺋﺐ اﻟﻤﺮﺷﺪ اﻟﻌﺎم ﺧﯿﺮت اﻟﺸﺎطﺮ، اﻟﺬي ﻳﻌﺪ اﻟﯿﻮم رﺟﻞ ﻣﺼﺮ اﻷﻗﻮى، وﻣهندس ﺗﺠﺮﺑﺔ
اﻹﺧﻮان ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ.
ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ھﺬه اﻷﻳﺎم ﻻ ﺛﻨﺎء أو ﻣﺪﻳﺢ ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺮﺳﻲ واﻹﺧﻮان، إﻻ ﻣﻦ "اﻹﺧﻮة واﻷﺧﻮات" اﻟﻤﻨﺘﻤﯿﻦ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ، أو
اﻟﻤﻨﺘﺴﺒﯿﻦ ﻟﺬراﻋﮫﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ؛ ﺣﺰب اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﻌﺪاﻟﺔ.
ﻓﺎﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﺬي ﻗﺒﻊ ﻓﻲ زﻧﺎزﻳﻦ ﻣﺒﺎرك، وﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﮫﺔ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﯿﻊ.
اﻟﻜﻞ ﺿﺪه؛ ﺑﺪءا ﺑﺎﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﻳﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺜﻮرة وﺑﻌﺪھﺎ، ﻣﺮورا ﺑﻤﻦ ﺻﻮﺗﻮا ﻷﺣﻤﺪ ﺷﻔﯿﻖ اﻟﻤﺤﺴﻮب
ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ، واﻟﺬي ﺣﺼﺪ 50 % ﻣﻦ اﻷﺻﻮات، وﺻﻮﻻ إﻟﻰ اﻟﻨﺨﺐ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻨﻘﺎﺑﯿﯿﻦ
اﻟﻤﮫﻨﯿﯿﻦ، وأﺧﯿﺮا رﺟﻞ اﻟﺸﺎرع "اﻟﻐﻠﺒﺎن" اﻟﻤﻨﻐﻤﺲ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﻮﻓﯿﺮ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻌﯿﺶ.
ﺗﺤﺖ اﻟﻄﺎوﻟﺔ، ﺗﺴﺘﻌﺮ ﺣﺎل ﻣﻦ اﻟﺸﺪ ﻣﻊ اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﺾ "أﺧﻮﻧﺔ اﻟﺪوﻟﺔ" واﻧﺘﺸﺎر اﻟﻤﯿﻠﯿﺸﯿﺎت
اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﯿﺚ ﻓﻲ اﻷرض ﺧﻮﻓﺎ ودﻣﺎرا، وأﻳﻀﺎ ﺑﯿﻦ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ وﺟﮫﺎز اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات. ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺼﺮ ﻣﻊ ﻏﺎﻟﺒﯿﺔ
اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ، ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﻗﻄﺮ، ﻳﻐﻠّﻔﮫﺎ اﻟﺠﻤﻮد. واﻹدارة اﻷﻣﯿﺮﻛﯿﺔ ﻏﯿﺮ راﺿﯿﺔ ﻋﻦ إرھﺎﺻﺎت اﻟﻔﺘﺮة اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﯿﺔ، ﻟﻜﻨّﮫﺎ
ﻟﻦ ﺗﺮﻓﻊ اﻟﻐﻄﺎء ﻋﻦ ﻣﺮﺳﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﻘﯿﺪات اﻟﻮﺿﻊ اﻹﻗﻠﯿﻤﻲ، وﺧﺸﯿﺘﮫﺎ ﻋﻠﻰ أﻣﻦ إﺳﺮاﺋﯿﻞ ﻣﻊ ﻋﺪم ﺗﻮاﻓﺮ ﺑﺪﻳﻞ
داﺧﻠﻲ ﻣﻘﻨﻊ.
ﻟﻜﻦ، ﻓﻲ رأي اﻟﺮﺋﯿﺲ واﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻓﺈن اﻟﺤﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﯿﻄﺎن. ﻓﮫﻢ ﻣﺎ ﻳﺰاﻟﻮن ﻣﺴﻜﻮﻧﯿﻦ ﺑﻌﻘﺪة اﻟﻤﺆاﻣﺮة، ﻛﻤﺎ
ﺣﺎﻟﮫﻢ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﻮد اﻟﺜﻤﺎﻧﯿﺔ اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ؛ ﻣﺆاﻣﺮة ﻳﺤﯿﻜﮫﺎ اﻷﻋﺪاء، ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻳﺮﻓﺾ اﻹﺧﻮان رؤﻳﺔ أﺧﻄﺎﺋﮫﻢ اﻟﻤﺘﻨﺎﺳﻠﺔ ﻓﻲ
إدارة اﻟﺪوﻟﺔ وﺑﻨﺎء ﺗﻮاﻓﻖ وطﻨﻲ.
ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻘﺪ ﻣﺮﺳﻲ وﺗﺠﺮﺑﺔ اﻹﺧﻮان ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ إﻣﺎ ﻋﻤﯿﻞ ﻣﺘﺂﻣﺮ، أو ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻔﻠﻮل اﻟﻤﺆﺗﻤﺮة ﻣﻦ "اﻟﺪوﻟﺔ
اﻟﻌﻤﯿﻘﺔ" ﺑﮫﺪف إﻓﺸﺎل ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻹﺧﻮان ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ، أو ﻣﻦ ﻓﺌﺔ اﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ واﻟﺤﺎﻗﺪﻳﻦ واﻷﻋﺪاء اﻟﻤﺘﺮﺑﺼﯿﻦ واﻷﺻﺎﺑﻊ
اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ وﻣﻨﻔﺬي اﻷﺟﻨﺪات اﻟﻤﺸﺒﻮھﺔ.. واﻟﺤﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺮار.
وﺗﻄﻐﻰ ﺣﺎل ﻣﻦ اﻹﻧﻜﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺋﯿﺲ، واﻟﻤﺮﺷﺪ اﻟﻌﺎم وﻧﺎﺋﺒﻪ، ﺣﺎل ﻏﺎﻟﺒﯿﺔ ﻛﻮادر ﻣﻜﺘﺐ اﻹرﺷﺎد ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
اﻟﻤﻘﻄﻢ. ﻓﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺗﮫﻢ اﻟﻌﻠﻨﯿﺔ، وﻣﻮاﻗﻔﮫﻢ اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ، ﻻ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﮫﻢ ﻣﺴﺘﻌﺪون ﻟﺒﺪء ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻣﻊ اﻟﺬات، ﺑﻌﺪ أن
ﺗﻜّﺸﻒ ﻣﺎ ﻛﺎن داﺧﻞ "ﺻﻨﺪوق اﻹﺧﻮان اﻟﺴﺮي" اﻟﺬي أﺧﺮج ﻛﻮادر داﺧﻞ وﺧﺎرج اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ اﻟﻜﻔﺎءة
واﻟﺨﺒﺮة، وإن ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻗﺪرة اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ "اﻟﻐﻼﺑﻰ" ﻋﺒﺮ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات ورﻓﻊ ﺷﻌﺎر "اﻹﺳﻼم ھﻮ اﻟﺤﻞ".
واﻟﻨﺘﯿﺠﺔ، ارﺗﺒﺎك ﻣﺤﺴﻮب ﻋﻠﯿﮫﻢ، ﻳﻔﺎﻗﻤﻪ اﻟﻐﻠﯿﺎن واﻻﺣﺘﻘﺎن اﻟﺪاﺧﻠﻲ.
أﻣﻦ اﻟﺒﻼد واﺳﺘﻘﺮارھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﻚ. ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺻﻮب اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠّﻊ إﻟﯿﮫﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺳﻌﺎة
اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ دول ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻋّﺪة دﺧﻠﺘﮫﺎ رﻳﺎح اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ، أو وﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ أﺑﻮاﺑﮫﺎ، أوُﺻّﺪت ﺧﻼل اﻟﻌﺎﻣﯿﻦ اﻟﻤﺎﺿﯿﯿﻦ.
ﻓﻲ ﻣﺴﺘﮫﻞ آذار (ﻣﺎرس) اﻟﻤﺎﺿﻲ، وﻋﺪ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﺑﺈﻋﺎدة اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﺧﻼل ﺷﮫﺮ. وﺑﻌﺪھﺎ ﺑﺄﻳﺎم، ﺗﻌﮫﺪ
ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ اﻹﻋﻼﻣﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻹﻧﺘﺎج اﻹﻋﻼﻣﻲ. وﻗﺒﻠﮫﺎ ﺗﻌﮫﺪ ﺑﺘﮫﯿﺌﺔ اﻟﻈﺮوف اﻷﻣﻨﯿﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر. ﻟﻜﻦ اﻟﺠﻤﯿﻊ ﻣﺎ
ﻳﺰاﻟﻮن ﻓﻲ اﻻﻧﺘﻈﺎر، ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻳﺘﺴﻠﻞ اﻟﻌﻨﻒ إﻟﻰ اﻟﺸﺎرع، وﺗﮫﺐ رﻳﺎح اﻟﻔﺘﻨﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﯿﺔ وﺳﻂ ﻣﺨﺎوف ﻣﻦ ﻋﻮدة اﻟﺠﯿﺶ
ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻟﻔﺘﺮة اﻧﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﺛﺎﻧﯿﺔ.
اﻟﺮﺋﯿﺲ ﻣﺮﺳﻲ ﻓﻲ ورطﺔ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﯿﻊ؛ ﻳﻘﻔﺰ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى.
ﻓﺘﺢ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻰ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﺠﺒﮫﺎت: اﻟﻘﻀﺎء، وأزﻣﺔ "اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﻌﺎم"، و"اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ". ﺣﺮب ﻋﻠﻰ ﻣﺸﯿﺨﺔ اﻷزھﺮ
وﺷﯿﺨﮫﺎ أﺣﻤﺪ اﻟﻄﯿﺐ وﺗﻼﻣﯿﺬه. ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺿﺪ اﻹﻋﻼم اﻟﺨﺎص اﻟﺬي ﻳﻘﻒ ﻟﻠﺮﺋﯿﺲ "ﻋﻠﻰ رﻛﺒﺔ وﻧﺺ"، ﺑﺤﻖ وﺑﺪون
ﺣﻖ، وﺟﺤﺎﻓﻞ اﻟﺼﺤﻔﯿﯿﻦ وﻣﻘﺪﻣﻲ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺤﻮارات اﻟﻤﺘﻠﻔﺰة اﻟﺼﺎﺧﺒﺔ وﺻﺤﻒ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﻳﺔ وﺟﯿﺶ ﻣﻦ
ﻛﺘﺎب اﻷﻋﻤﺪة اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ، وأﺧﯿﺮا اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﻤﺜﯿﺮ ﻟﻠﺠﺪل ﺑﺎﺳﻢ ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻘﺪم "اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ" اﻟﺴﺎﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﺎﺋﯿﺔ
أﻗﺒﺎط ﻣﺼﺮ وﻣﺴﯿﺤﯿﻮھﺎ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺎﻟﺘﮫﺪﻳﺪ واﻻﺳﺘﻔﺰاز واﻟﺨﻮف، ﺣﺎﻟﮫﻢ ﺣﺎل اﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ اﻟﻌﺮب واﻷﺟﺎﻧﺐ.
اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻻ ﺗﺘﺤﺮك ﻟﻤﻮاﺟﮫﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻜﺮاھﯿﺔ واﻟﺤﻘﺪ وﺗﻜﻔﯿﺮ اﻵﺧﺮ وﺣﺮق اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ، ﻣﻊ أﻧﮫﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻛﻞ اﻷدوات
اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﻳﺔ. ﺣﺮب ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ، ﺑﻤﺎ ﻓﯿﻪ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻟﻤﺮأة، اﻟﻤﺘﮫﻢ ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻟﺔ واﻟﺘﺂﻣﺮ واﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺠﮫﺎت
ﺧﺎرﺟﯿﺔ ﺗﺮﻳﺪ اﻹﺿﺮار ﺑﻤﺸﺮوع اﻹﺧﻮان. ﺣﺮب ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻦ واﻷدب واﻟﺴﯿﻨﻤﺎ، وﻋﻠﻰ اﻟﺴﯿﺎﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﻌﺪ راﻓﺪا ﺣﯿﻮﻳﺎ ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ. ﺣﺮب ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺗﻼوﻳﻨﮫﺎ؛ ﺑﺪءا ﺑﺒﻘﺎﻳﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻣﺮورا ﺑﺎﻟﺘﯿﺎرات
اﻟﻨﺎﺻﺮﻳﺔ واﻟﻘﻮﻣﯿﺔ واﻟﯿﺴﺎرﻳﺔ، واﻧﺘﮫﺎء ﺑﺠﺒﮫﺔ اﻹﻧﻘﺎذ اﻟﻮطﻨﻲ. طﻼق ﻣﻌﻠﻦ ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻔﯿﺔ، ﻣﺜﻞ ﺣﺰب اﻟﻨﻮر اﻟﺬي
ﺷﻖ ﺗﺤﺎﻟﻔﻪ ﻣﻊ اﻹﺧﻮان. اﻟﺸﻌﺐ ﻳﺘﺄھﺐ ﻟﻮﺟﺒﺔ إﺟﺮاءات ﺗﻘﺸﻒ ﻛﺜﻤﻦ ﻟﻘﺮض ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﻤﻨﺸﻮد،
ﻹﻧﻘﺎذ اﻟﺨﺰﻳﻨﺔ وﻋﺠﺰھﺎ اﻟﻤﻘﻠﻖ.
ﻟﻜﻲ ﻳﻨﺠﺢ أي ﺣﺎﻛﻢ، ﻋﻠﯿﻪ إﺟﺎدة اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ إﺑﺮام ﺻﻔﻘﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ "ﻓﺮق ﺗﺴﺪ"، أو
ﻛﺴﺐ رﺿﺎ اﻟﺸﺎرع ﻋﺒﺮ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﺗﻨﻤﯿﺔ وﻧﮫﻀﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ رﺋﯿﺲ وزراء ﺗﺮﻛﯿﺎ رﺟﺐ طﯿﺐ
أردوﻏﺎن، ﻣﺎ ﻏﻄّﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﯿﻮﺑﻪ اﻷﺧﺮى، وﺗﺤﺪﻳﺪا ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻠﻒ ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺤﺮّﻳﺎت اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ.
ﻣﺮﺳﻲ ﻟﻢ ﻳﻔﻠﺢ ﻓﻲ رﺳﻢ ﺧﻄّﺔ اﻧﻌﺎش اﻗﺘﺼﺎدي، أو ﺗﻨﻤﯿﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﻣﺒﺮﻣﺠﺔ. ﺧﺴﺮ اﻟﻐﺎﻟﺒﯿﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻧﺼﺎره.
ﻟﻜﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺼﺮ اﻟﯿﻮم ﻟﯿﺴﺖ ﻣﻊ اﻹﺧﻮان، ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ھﻲ ﻣﻊ ﻏﯿﺎب ﺑﺪﻳﻞ ﺟﺎھﺰ وﻣﻘﻨﻊ ﻳﻘﻮد اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ.
ﻓﺠﺒﮫﺔ اﻹﻧﻘﺎذ -ﺣﺎل ﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻷﺣﺰاب اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ واﻟﻮﺳﻄﯿﺔ- ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﯿﺎت ذات طﺎﺑﻊ ﻧﺠﻮﻣﻲ؛ ﺗﺴﻤﻌﮫﺎ
ﻋﺒﺮ اﻟﻔﻀﺎﺋﯿﺎت، ﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺮى ﻟﮫﺎ ﺗﺄﺛﯿﺮا ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع. ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻳﻠﻤﺲ "اﻟﻐﻼﺑﻰ" أﻧﮫﺎ ﻣﮫﺘﻤﺔ ﺑﺘﺤﻘﯿﻖ ﻣﻜﺎﺳﺐ
ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب ﺑﻨﺎء اﻟﻮطﻦ، وﻣﻮروﺛﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ، وﻣﺠﺘﻤﻌﻪ اﻟﻤﺤﺎﻓﻆ دﻳﻨﯿﺎ.
ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ذﻟﻚ، ھﻞ ﻣﻦ أﻣﻞ ﻓﻲ ﻛﺴﺮ ﺛﻨﺎﺋﯿﺔ "اﻹﺧﻮان واﻟﻔﻠﻮل"، وﺳﻦ ﺧﯿﺎر ﺛﺎﻟﺚ ﻗﺒﻞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﯿﺔ
واﻟﺮﺋﺎﺳﯿﺔ؟ ﻛﻼ، ﻟﯿﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺮﻳﺐ.
ﻓﺎﻟﺠﻤﯿﻊ (وﻟﯿﺲ اﻹﺧﻮان ﻓﻘﻂ) ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﻦ إدارة اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺸﺄن اﻟﻌﺎم. ﻛﻤﺎ أن
اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻻ ﺗﻤﺘﻠﻚ ھﻲ اﻷﺧﺮى أي ﺗﺼﻮرات اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷزﻣﺔ اﻟﻄﺎﺣﻨﺔ، إﻻ ﻋﺒﺮ ﻓﺮض ﺧﻄﺔ ﺗﻘﺸﻒ
ﺳﺘﻤﺲ اﻟﻔﻘﺮاء واﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ.
ﻟﻜﻦ ﺻﺒﺮ اﻟﻨﺨﺐ ﺑﺪأ ﺑﺎﻟﻨﻔﺎد.
اﻹﺧﻮان ﺧﺴﺮوا ﻣﻘﻌﺪ ﻧﻘﯿﺐ اﻟﺼﺤﻔﯿﯿﻦ ﻓﻲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﻨﺼﻔﻲ، ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺷﺨﺼﯿﺔ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﯿﺎر
اﻟﻨﺎﺻﺮي وﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺟﺒﮫﺔ اﻹﻧﻘﺎذ. ﺗﻠﻘﻮا ﺿﺮﺑﺔ أوﺟﻊ ﻓﻲ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﺼﯿﺎدﻟﺔ؛ إذ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪﻳﻦ ﻓﻲ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت
اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﻨﺼﻔﻲ، ﺑﻌﺪ 18 ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺳﯿﻄﺮﺗﮫﻢ ﻋﻠﯿﮫﺎ. وﻧﺠﺤﺖ ﻋﺸﺮ ﺷﺨﺼﯿﺎت، ﺑﻤﻦ ﻓﯿﮫﻢ ﻣﮫﻨﯿﻮن ﻣﺴﺘﻘﻠﻮن أو
ﻣﺤﺴﻮﺑﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮى واﻟﺤﺮﻛﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ، ﻣﺜﻞ "ﺣﺰب اﻟﺪﺳﺘﻮر"، و"اﻟﻤﺼﺮﻳﯿﻦ اﻷﺣﺮار"، و"اﻟﻤﺼﺮي
اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﻲ"، و"ﻣﺼﺮ اﻟﻘﻮﻳﺔ".
وﻗﺒﻠﮫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﺠﺎﻟﺲ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎت ﻣﺼﺮ، ﺣﯿﺚ ﺧﺴﺮوا ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻗﻞ ﻧﻔﻮذھﻢ ﻓﻲ
اﻟﺼﺮوح اﻷﻛﺎدﻳﻤﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺪن اﻟﻜﺒﺮى، واﺣﺘﻔﻈﻮا ﺑﻨﻔﻮذھﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺎطﻖ اﻟﺼﻌﯿﺪ اﻟﻤﺤﺎﻓﻆ وﻏﯿﺮھﺎ.
وﻳﺘﺴﺎءل ﻋﺪﻳﺪون ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮوﻓﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﻘﺎﺑﯿﺔ واﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ﻣﺆﺷﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﯿﺤﻘﻘﻪ اﻹﺧﻮان ﻓﻲ
اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﯿﺔ واﻟﺮﺋﺎﺳﯿﺔ؟
ﺳﺘﺘﺮاﺟﻊ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﯿﺪ ﺷﻌﺒﯿﺔ اﻹﺧﻮان ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ، ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻮﻗﻌﺎت ﺳﺎﺳﺔ وﺣﺰﺑﯿﯿﻦ وﻣﺮاﻗﺒﯿﻦ، ﻟﺘﺼﻞ
إﻟﻰ 40 %. ﻟﻜﻨﮫﻢ ﻟﻦ ﻳُﮫﺰﻣﻮا، ﻟﻐﯿﺎب اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﻤﻘﻨﻊ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺛﻨﺎﺋﯿﺔ اﻷﻣﯿﺔ واﻟﻔﻘﺮ. واﻟﻜﺮة اﻵن ﻓﻲ ﻣﻠﻌﺐ
ﺟﺒﮫﺔ اﻹﻧﻘﺎذ واﻷﺣﺰاب اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ واﻟﻌﻠﻤﺎﻧﯿﺔ ﻟﺘﺒﻨﻲ ﺑﺮاﻣﺞ ﻋﻤﻠﯿﺔ، ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻄﺎب ﻏﯿﺮ اﻟﺮاﺿﯿﻦ ﻋﻦ
اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺤﺎﻟﻲ. ﻋﻠﯿﮫﻢ ﺗﺤﺪي ﺑﻨﺎء ﻗﺪراﺗﮫﻢ اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﯿﺔ، واﻛﺘﺴﺎب اﻟﻘﺪرة ﻟﺘﺄطﯿﺮ اﻟﺸﺎرع وﻟﯿﺲ اﻟﻨﺨﺐ.
ﻟﻜﻦ اﻷﻣﻞ ﻣﺎ ﻳﺰال ﻗﺎﺋﻤﺎ. ﻓﺎﻹﺧﻮان ﺗﻜّﺸﻔﻮا، وﻟﻦ ﻳﻌﻮدوا ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻟﻌﺐ دور اﻟﻀﺤﯿﺔ. واﻟﻘﻮى اﻷﺧﺮى ﺗﺘﮫﯿﺄ
ﻟﺪﺧﻮل اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ، واﻟﻤﮫﻢ أن ﺗﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ إﺧﻔﺎﻗﺎﺗﮫﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪة؛ ﻓﻔﻲ اﻻﺗﺤﺎد ﻗﻮة. ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺼﻠﺔ، ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﯿﻊ أي
ﻓﺼﯿﻞ ﺣﻜﻢ ﻣﺼﺮ وﺣﺪه. وﺗﺠﺮﺑﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺻﻮب اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺟﯿﻼ أو ﺟﯿﻠﯿﻦ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻀﺢ ﻣﻌﺎﻟﻤﮫﺎ، وﺗﺴﺘﻘﺮ
اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﺑﻌﺪ اﻟﺜﻮرات.
وﺷﻌﺐ ﻣﺼﺮ اﻟﯿﻮم ﻟﯿﺲ ﻛﻤﺎ ﻛﺎن زﻣﻦ ﻣﺒﺎرك، ﺑﻌﺪ أن اﻧﻜﺴﺮت ﻋﻘﺪة اﻟﺨﻮف إﻟﻰ اﻷﺑﺪ.