أحمد أبو خليل يكتب...البندورة المُعلّقة تقود المرحلة الانتقالية

تمر كل من مصر وتونس وليبيا واليمن بمرحلة انتقالية، وهناك مطالب بمرحلة انتقالية خامسة خاصة بسورية. لكن كما يبدو، تحظى فكرة "الانتقالية" بالكثير من الجاذبية بما يجعل استخدامها يتعمم وينتشر في ميادين شتى، بعيدة عن السياسة.
في الأردن مثلاً، ومع بدء النقاش الموسمي حول مسألة البندورة، أعلنت الجهات المعنية بالخضار يوم أمس، أن البندورة في البلد، تمر الآن بمرحلة انتقالية، وأوضحت أن انتاج بندورة الأغوار الوسطى والجنوبية قد توقف مؤخراً، ونحن بانتظار نضوج بندورة المناطق الصحراوية مع نهاية هذا الشهر.
ووفق التصريحات المعلنة، تقوم "البندورة المعلقة" المتوفرة وحدها الآن في الأسواق، بقيادة المرحلة الانتقالية للبندورة الأردنية.
ومثلها مثل باقي قيادات المراحل الانتقالية، فإن البندورة المعلقة، تكلّف كثيراً، وعالية السعر، وتعتمد على مظهرها الخارجي، ولكنك بمجرد أن تحاول تذوقها طازجة Hو مطبوخة، فإنك سرعان ما تكتشف المقلب. إن حبة البندورة المعلقة، ورغم ما تتمتع به من هيئة متماسكة ولون منسجم وحجم متناسق، لكنها لا تتمكن من القيام بالمهام الملقاة على عاتقها؛ مُقطّعة في صحن سلطة، أو مفرومة في صينية "قلاية"، أو حتى "مفغومة" مباشرة بين فكي أسنان آكلها.
تدعي البندورة المعلقة أنها تقوم بمهمة نبيلة، ولكنها كزميلاتها من القيادات الانتقالية، ما إن ينتهي دورها حتى تجعلنا نعاف البندورة الدائمة المستقرة.
ملاحظة هامة: فيما يتصل بالبندورة السورية، فإنني أتمنى أن يكون نضوجها طبيعياً، ذلك أن أية "بندورة انتقالية" في سورية، لن تكون فقط "مُعلّقة"، بل ستكون "مخمجة" أيضاً.