يا عيب الشوم



يفترض بالجامعات ان تكون مراكز اشعاع ثقافية وعلمية لتبادل الافكار واحترام الرأي والرأي الآخر .. ويفترض بالطالب الجامعي ان يكون شخصا مهذبا في سلوكه وتفكيره...

ويفترض بالاهل قبل ان يطيروا فرحا لان ابنهم تمكن من الحصول على مقعد جامعي ان يحسنوا تربيته ويزودوه بالنصائح التي تجعله محط احترام زملائه..

نشعر بالخجل ونحن نرى بعض الطلاب وقد تسلحوا بالجهل بدل العلم وحملوا السكاكين والاسلحة بدل الكتب وسلكوا طريق الزعرنة التي هي من صفات ( الهمل ) الذين لا يشرفنا معرفتهم ولا التعامل معهم ..

ان الطالب الذي يفقد أعصابه ويهجم على زملائه كثور هائج هو شخص متخلف فكريا..

فمقومات الطالب الجامعي حسن الخلق والادب الجم والاقبال على العلم والمعرفة ..

اذكر حين كنا ندرس في الجامعة أن تجرأ زميل ورفع صوته على زميل له واستقوى عليه لسبب تافه .. فاتخذ طلبة الشعبة قرارا بمقاطعة ذلك الطالب لعدة ايام انتصارا للزميل ( المحترم ) .. وكان قرار الشعبة كافيا لتلقين الزميل الاهوج درسا قاسيا منعه بعدها من أي تصرف متهور ..

لقد كان مجرد رفع الصوت والتجاوز لفظيا على أحد الزملاء يشكل اهانة لجميع الطلبة .. فما بالكم بالذي يجري اليوم في جامعاتنا من تصرفات لطلاب لا يستحقون ان يقال عنهم طلاب علم ..

فالذي يأتي للجامعة متوكئا على قنوته او متحزما بشبريته او متغاويا بمسدسه لا يستحق ان يكون طالبا وان من يعتدي على زملائه هو شخص متخلف مكانه المصحات النفسية وليس دور العلم ..

ان للجامعات حرمة من ينتهكها لابد من محاسبته و إن استمرار حصول مشاجرات دامية في جامعاتنا مؤشر على ان هناك طلابا لا تستحقون الجلوس على مقاعد الدراسة الجامعية ولا بد من استئصالهم ..

نشعر بالالم ونحن نشاهد القطعان البشرية تتقاتل في الحرم الجامعي مستخدمة كل الاسلحة المتاحة ..

ونتألم أكثر عندما نقف على اسبابها ودوافعها ..

آن الأوان لتغليظ العقوبات بحق كل من يتخذ من الزعرنة والسرسرة اسلوبا لفرض وجوده على زملائه ..

وآن الاوان لوقف كل اشكال التوسط لهذه الفئة الجاهلة فتوسطنا لهم يزيدهم صلفا ووحشية ..

نريد من رؤساء الجامعات الذين شهدت جامعاتهم مناوشات ومشاجرات بالأسلحة الحية اتخاذ قرارات حازمة ونريد من ألاهل ان يعيدوا تربية ابنائهم لئلا ينخرطوا في سلك المجرمين واصحاب الاسبقيات ..

ونقول لهذه الفئة المريضة نفسيا والمختلة عقليا يا عيب الشوم عليكم وعلى تصرفاتكم .