من سيربح المعركة.. النواب أم دولة الرئيس؟

 بقلم الأستاذ رياض النوافعه

ليس برنامجاً ترفيهياً على شاكلة برنامج من سيربح المليون؟ للإعلامي المخضرم جورج قرداحي، بل صراعاً من نوع آخر بين شخصية وطنية كانت تعدّ سابقاً داعماً وطنياً للطبقة الكادحة، والفقيرة من أبناء الوطن، وما بين نواب مازال الأمل لغاية هذه اللحظة معقود بالشريحة الأكبر منهم؛ لكي يرمموا جسور الثقة التي انهارت سابقا بفعل العطايا، والهدايا من المحسوبين على صنّاع القرار في الدولة على مجالس لم يشفع لها سوى أنها عزلت بأمر ملكي بعدما باتت عبئاً على الوطن، والشعب.

يدرك دولة الرئيس أن المعركة هذه المرة تختلف عن سابقاتها من حيث نوعية بعض السادة النواب، والقواعد الشعبية التي تنتظر وتترقب موقف نائبها، لكي تتعالى حناجرهم الغاضبة أصلاً من قرارات سابقة اتخذها دولته، وسيتخذ جزءا آخر منها على حساب مدخراتهم التي أوشكت على النفاذ. ومع أنه يمتاز كما يقال بذكاء خارق، وبلاغة عربية قد تبكي الحجر وهو يتوجّد أمامهم على قناديل الكهرباء التي ستنطفئ بفعل الخسائر المتلاحقة لشركة وطنية سادها الترهل الإداري، ولم تسعفها التطورات على الصعيد العربي التي أرميت بسهام الديون الطاحنة، وبتنا أمام خيارين النور أو الظلام.

دولته لأول مرة في تاريخ الحكومات الأردنية سيدخل معركة الثقة وحيداً بدون الاستعانة بصديق أو بدعم لوجستي عن طريق التواصل مع ما يطلق عليهم بنواب الألو، والذين عادة ما يضعفون أمام المغريات الحكومية، لأنهم يدركون أن المقاعد النيابية زائلة لا محالة. أمّا المغانم الحكومية ستدوم طويلاً وقد تنزلق لمصطلح ما يسمى بالتوريث. ولأكن لأنها لعبة من نوع مختلف يدرك دولته مكامن القوة، والضعف عند نوابنا المحترمين، وربما يبدأ مسلسل الإغراءات بشواغر حكومية توارت للأنظار بعد ميلاد الحكومة الطاهرة كفيلة أن تقدم لدولته حاجز الثقة التي يبحث عنها وحيداً في ظل حراكاً شعبياً تشتد حناجره بين الحين والآخر.

لأكن ما يؤرق دولته ظهور بعض الزعامات النيابية والمحسوبة على التيار الموالي للحكومات السابقة لا بل قدمت لها مشاريع ثقة بدون عناء يذكر بل تجاوز حاجز المائة، وكأنها هدية نيابية لحكومة سحرية. ولآن أصبحت تبعث برسائل إعلامية شديدة اللهجة لحكومة رشيقة بأوزان خبرة ثقيلة لم تشفع لها برضا شعبي، بعدما استثنت محافظات، وبوادي كانت دائماً ينابيع عطاء لمملكتي الأردنية العزيزة.

إذن المواطن يدرك أنه لا يمكن أن يثق بمجلس نيابي حتى يشاهد أفعاله بأروقة مجلس النواب، فهو لا يراهن على السجالات الإعلامية، والبلاغة الحادة باتجاه حكومتنا الرشيدة، لأنه يعيّ أن الوقت الضائع من المباراة قد ينقلب السحر على الساحر.