العنف المجتمعي .. المخطط اكبر من هذا !

العنف المجتمعي .. المخطط اكبر من هذا !
... لا علاقة للإستثناءات التي تمنح للطلبة من ابناء العشائر والبادية والجيش والأجهزة الأمنية والمخيمات والمعلمين فيما يتعلق بالعنف الدائر في جامعاتنا ، ومن يقول ذلك ويروج له ، فأنه سيمنح النظام فرصة الدفع التي ينتظرها اصلا لالغاء تلك المنح ، وانت تعلمون من المستفيد ، فظروف التعليم وبيئة التدريس في المحافظات او البادية المهمشة البعيده او المخيمات لا تتساوى باي شكل من أشكال مع واقع التعليم وتوفر الظروف البيئة والتعليمية في تلك المحافظات ولذلك وجب الاستثناء .
ما يجري في جامعاتنا منهج وبرنامج تشويه صورة ابناء الوطن ، فالالتزام الديموقراطي والانضباط الذي ابداه شعبنا في كافة المحافظات في التعامل مع الانتخابات النيابية واحترام مؤسسات الدولة وكذلك الانتخابات الطلابية كانت مثالا رائعا لمجتمعنا طيلة العقود الماضية ، لكن التدخلات والتلاعب والتزوير ومنهج افساد المجتمع وتشويه صورته وصورة ابنائه من العشائر تحديدا ، تحارب أي صورة طيبة لمجتمعنا الأردني حتى يثبتوا قولهم وإدعائهم اننا شعب لم نتأهل بعد للدولة المدنية !! ، وان ما يحدث بعد الانتخابات البرلمانية او البلدية تحديدا ماهي الا ردود فعل غاضبة على التدخل والتزوير والتلاعب بنتائج الانتخابات والتدخلات السافرة التي تجري في كل موقعة ديموقراطية بغية خلق ء تلك الصورة المشوهة ،ولو سارت الأمور كما يفترض بدرجة من الشفافية والحيادية والنزاهة لما حدث ما حدث ،لكن المطلوب أن يقال هاهم ابناء الوطن والعشائر كيف يفكروت ويتقاتلون وينقسمون ، وانه من المبكر عليهم على حد تصريحات سابقة أن ينعموا بما يتمتع به بقية شعوب العالم من أنظمة ديموقراطية عادلة ، ولابد من التدخل والتوجيه ،وقد ايقنت بعض وسائل الاعلام والدول ومنها الولايات المتحدة الأمريكية تلك اللعبة ، لكنها ولطالما انها تخدم اهدافها وسياساتها في المنطقة ، فلا تمانع من التدخل الرسمي الاردني والتلاعب بنتائج الانتخابات تحت اوهام الخطر الاسلامي او العشائري او المحافظ الذي يحارب مشاريع التصفية الأمريكية في المنطقة .
احداث المناطق والجامعات ليست احداث عابرة ولا مصادفة أن تندلع تباعا ، وليس من باب الصدف ان تندلع المشاجرات المجتمعية في مختلف المناطق مصادفة ، فالرسالة والمنهج الذي يعمل على تحقيقه النظام هو استكمال مشروع المؤامرة التي تجري على الارض و تستهدف ابناء الشعبين الأردني والفلسطيني على السواء من خلال اعداد وصناعة الفوضى المنظمة هنا وهناك وتمرير مشاريع التصفية ،وقد تجلت تلك المسائل من خلال التشكيل الوزاري الأخير المرتكز على منح الحقوق السياسية لابناء المكون الفلسطيني والعمل بنظام محاصصة واضحة الاهداف باتجاه توطين ابناء الشعب الفلسطيني والغاء حق العودة الى بلادهم وعبر كذلك عملية تجنيس اكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني المقيمين في الأردن وابناء الأردنيات التي سيتولاها بلا شك وزير الداخلية الحالي دون العودة بالاستئناس لرأي الاجهزة المعنية او الالتزام بالقانون ومطالب الحصول على الجنسية دستوريا ن او حتى بالعودة لقرار فك الارتباط ، ومن ثم سينتقل الوضع لتجنيس القادمين من مخيمات سوريا ولبنان لاحقا , وان كل ما يجري هو مؤامرة على الشعبين الأردني والفلسطيني بلا شك ، كل هذا يستدعي اجراء تلك الفوضى وتمرير المؤامرة واثارة الفتن بين ابناء الشعبين تحت عناوين كثيرة قادمة .
كيف يمكن لنظام يحارب شعبه بالتجويع والذل والفتن وتشويه صورتهم ان يحظى بالولاء ! وكيف يمكن لعاقل أن يتخيل أن مشاريع التوطين والمحاصصة قد تمر مرور السلام لشعبين يعرفان حجم المؤامرة ، وهل للنظام مصلحة في اثارة الفتن بين ابناء الشعب ؟ ومن المستفيد من تلك الفتن والاثارة التي يسعى النظام لتحقيقها غير اعداء الوطن والشعب والامة .
الغريب في الأمر أن المستهدف الرئيس هنا هم ابناء فلسطين اولا ، فحلم العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة مهدد بايجاد وطن بديل على الأرض الأردنية يجري العمل به منذ سنوات من اطراف دولية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل والنظام في الأردن رغم كل إدعاءاته بالنفي ، وكذلك بدعم ومساندة ساسة ومنظمات فلسطينية تعمل في الأردن وفي الخارج ، ، فمؤسسات الشعب الفلسطيني تبدو وكأنها متواطئة هي الأخرى في دعم المشروع ، فلا موقف ولا صوت يعلو من طرفها ولا حتى تلميحا حيال تلك المؤامرة ،حيث قبلت حماس بقطعة الأرض في غزه وأنشات لنفسها إمارة فصلتها كليا عن فلسطين ، وكذلك فالسلطة الفلسطينية التي يقودها " معتدلون " مستسلمون لمشاريع التصفية راضون عما يجري من مخطط ، وان كل ما يحلم به البعض في الأردن من اللاهثين خلف مصالحهم ومكاسبهم يقررون وبصوت عال ان الاردن هو وطنهم وان المحاصصة امر حتمي طالما وحسب قناعاتهم ان لاعودة ولاتحرير ولا استقلال لفلسطين ، فصعد الكثير منهم منابر الفتن وبدأوا يتحدثون عن الغاء حلم العودة والدعوة المشبوهة لأن يحقق الفلسطينيون حلمهم في الأرض والدولة على حساب الشعب الأردني ذو الاقلية السكانية بعد تجنيس ال 3 مليون فلسطيني خلال عامين قادمين ما لم يسقط المشروع بوحدة ابناء الشعبين .
من حق الشعب الأردني ان يعلم بحجم المؤامرة ، ومن حق الفلسطينيين أن يعلموا بالمؤامرة التي تحاك ضد احلامهم التاريخية التي قدموا خلالها مئات الألاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين وملايين اللاجئين وكل معاناة الحدود والطرد والتهميش ،ولابد للشعبين من الوقوف في وجه كل المؤامرة التي تحاك ضدهم ، فاليد الواحده لاتصفق ، وعلى المعتدى على حقوقهم من أبناء الشعبين المواجهة والتحد لاسقاط كل مشاريع تصفية اوطانهم وإالغاء هوياتخم وتدمير أحلامهم ،وبعد ذلك يمكن للشعبين الحديث عن وحدة تاريخية تحت أي مسمى ، لكن البداية دوما في التصد وافشال كل المشاريع التصفوية.