من سيدافع عن القدس ، اتفاقية الملك عبدالله وعباس أم الانتفاضة ؟

عندما تم الاعلان في عمان عن توقيع الملك عبدالله الثاني والرئيس المنتهية ولايته محمود عباس " اتفاقية الدفاع عن القدس " إعتقد البعض أن المقصود بهذه الأتفاقية اعلان حرب على قوات الاحتلال الصهيوني في حالة انتهاكه حرم المسجد الأقصى ، و لكن بعد الاطلاع على بنودها إتضح انها لم تضف شيئا جديداً على ما هو قائم ، فالأردن وفي عهد الهاشميين منذ 1921 و مروراً بعام 1950 عندما أصبحت الضفة الغربية جزءاً من المملكة الأردنية الهاشمية بعد توحيد الضفتين ولغاية اللحظة هو الوصي على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس ، اذاً ما هي الأضافة التي يمكن أن تحققها هذه الاتفاقية للدفاع عن هذه المدينة المقدسة ؟ 
لا أعتقد أن هذه الاتفاقية ستشكل درعاً واقياً وجداراً حامياً لهذه المدينة ومقدساتها الاسلامية والمسيحية ، فالتجارب أثبتت أن قرارات العدو الصهيوني لا تخضع لمنطق الاتفاقيات والعهود ، ولا تؤثر في عزيمته طائرات الشجب الورقية ، ولا دبابات و مدرعات الاستنكار الكرتونية ، ولا مبادرات الاستسلام العربيه ، ان القوة والقوة فقط هي اللغة والوسيلة التي تُحجم غطرسة هذا العدو الغاصب ، فلن يستطيع خادم الحرم القدسي "الملك عبدالله الثاني " وعباس أن يردعان العدو الصهيوني بهذه الاتفاقية وانما يستطيعان أن يركعا هذا العدو بدعمهم لانتفاضة ثالثة تزلزل أركان الصهاينة ، و تُعيد كافة الحسابات الأمريكية والصهيونية في المنطقة . 
ان الانتفاضة الثالثة هي من ستمنح الشرعية لوصاية الأردن على المقدسات الاسلامية و المسيحية في المدينة المقدسة ، و هي التي ستعزز من جديد ثقة الشعب الأردني بقيادته ، كما أنها هي القادرة على فرض المصالحة بين حماس و فتح ، و هي التي ستجبر أمريكا و الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة على فرض الحلول واجبار العدو الصهيوني على التنازل وعدم المماطلة في اعطاء الشعب العربي الفلسطيني حقوقه. 
الانتفاضة وليس اتفاقية الملك عبدالله الثاني وعباس هي السلاح الاستراتيجي الذي سيحمي المنطقة بأسرها و ليس القدس فقط من مخططات التحالف الصهيوني الأمريكي ، و ستفرض الانتفاضة الفلسطينية أجندتها في المحافل الدولية لأنها ستجعل أحلام الصهاينة تنقلب الى كوابيس نظرا لسيطرة الاسلاميين في دول المواجهة و باقي الدول العربية بالاضافة الى الحريق الذي ستشعله الانتفاضة في الداخل بأحلامهم . 
hussamabc@yahoo.com