د. عدنان البخيت : العالِم الأكثر تميزاً

لم نتعود أن نكتب عن أشخاص بعينهم في هذه الزاوية لأنها زاوية عامة تتناول القضايا العامة التي تهم المواطنين لكن ما دفعني إلى الكتابة عن د. عدنان البخيت اليوم هو تميز هذا العالم بعلمه وما قدمه من خدمات جليلة للأردن وفلسطين والعالم العربي بشكل عام، فتاريخه العلمي والأكاديمي تاريخ مشرف ومتميز لذلك استحق الكتابة والإشادة والأمة التي لا تكرم علماءها لا تستحق هؤلاء العلماء.

منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو ) عندما قررت تأليف كتاب من خمسة أجزاء عن تاريخ الإنسانية وهو بالتأكيد كتاب مهم جدا اختارت د. عدنان البخيت ليكون المحرر المسؤول على مستوى العالم عن الحقبة الإسلامية من سنة 570 إلى 1400 م.

د. البخيت هو الذي ساعد على تثبيت الحقوق العربية في فلسطين عندما قام بتصوير جميع الوثائق الموجودة في فلسطين كاملة وتلك الوثائق تثبت الحقوق الوطنية والقومية والتاريخية للفلسطينيين في بلدهم.

أما على الصعيد الأردني فقام بجهد كبير جدا عندما جمع الوثائق التركية الخاصة بشرق الأردن بما فيها الملكية والإنتاجية الزراعية والحياة الإجتماعية والأحوال الشخصية. كما أسس مركز الوثائق في الجامعة الأردنية الذي ليس له مثيل في الدول العربية وهو يرأسه حاليا.

د. البخيت أسس للعمل الجماعي تحت مسمى تاريخ بلاد الشام وتبنته الجامعة الأردنية والجامعة السورية وشاركت به كافة الجامعات العربية.

تلك القامة الأردنية الكبيرة -مهما كتبنا عنها- لن نعطيها ما تستحق من تقدير لما حققته من إنجازات، فهذا العالم هو الرئيس المؤسس لجامعة آل البيت ، كما شارك بتأسيس جامعة مؤتة وتولى رئاستها.

لقد حاز د. عدنان البخيت العديد من الجوائز العلمية وتوج ذلك بحصوله على جائزة الملك فيصل العالمية التي تعد مساوية لجائزة نوبل العالمية حيث حاز العديد ممن حازوا جائزة الملك فيصل جائزة نوبل.

مهما كتبنا عن هذا السنديانة العتيقة الراسخة جذورها في أعماق الأرض فلن نعطيه حقه فهو رجل المهمات العلمية الصعبة وهو رجل المواقف الذي يستطيع الدفاع عن وجهة نظره بكل كفاءة واقتدار وهو الأستاذ الجامعي الذي درّس مئات الطلاب وأعطاهم من علمه الكثير الكثير وترك بصماته واضحة في كل المواقع التي عمل فيها.

وبعد فمن حق كل أردني متميز أن تقال عنه كلمة حق ومن حق كل أردني قدم للوطن عطاء متميزا أن نذكره للأجيال الشابة الذين لا يعرفونه ومن حق كل القامات الكبيرة العالية الشامخة أن تنال التقدير والاحترام الذي تستحق بل من حقها علينا نحن الذين لنا زوايا صحفية أن نذكّر بها دائما ما دامت الروابط الثقافية والمنتديات والتجمعات مقصرة تماما في هذا المجال ولا تهتم أحيانا إلا بالأصدقاء والمعارف والمحاسيب والأنسباء.