" أحلام" ؛ تطلب يـد " عبدالله شيخ الشباب" من أهله الكرام !!


بقلم : عبدالله شيخ الشباب


منذ التحاقي بالجامعة ولحد الآن ، وأنا ألاحظ على زميلة لي اسمها " أحــلام " ؛ تعطيني دائماً كل الإهتمام ؛ وتقوم بمطاردتي من مكان لمكان ، وتحاول أن تكلـّمني في كل لحظة وأوان ؛ على الفاضي والمليان ؛ متذرعة في كل مرّة ؛ بذرائع شتـّى ؛ من مختلف الأشكال والألوان ؛ في كل الأيام.

وهي على الرغم من تمتعها بقدر كبير من الجمال ، و تملــّـكها المال و العقار والخـدّام؛ فقد تفاجأت بها قبل أيام ؛ وهي تقول لي : أنها معجبة بي من زمان ، و تريد منّي أن أبادلها العشق والغرام !!؟؟

فقلت لها : يابنت الحلال :!! أنا شاب فقيربسيط ؛ على قد الحال ، وإني من الهموم والأحزان لا أقدر أن أنام !!؟؟ فرسوم الجامعة أتسلــّـفها من حـُسام وهمـّـام ، كما إني وبسبب الفاقة وضيق الحال ؛ لا أفطر ولا أتغدى ولا أتعشـّى في أغلب الأيام ، وأبقى معظم الوقت من غير طعام !!؟؟ وذلك ؛ حتى أوفر ثمن الكتب والمساطر والأقلام !! فكيف تريدين منّي يا "أحـلام " أن أبادلك الحب والهيام ؟؟

ولهذا فإني أرجو منك أن تتركيني في حالي غارقاً في الأحزان، وأرجو أن تبتعدي عن طريقي الآن ، وأرجومنك أن تتركي عنك هذه الأوهام !!؟؟ لأن عشقك لي وغرامك بي؛ يعتبر في نظر بعض النـّـاس اللــّـئام ممنوع و حرام .

فقالت لي : ياعبدالله !! يامن دخلت قلبي بدون استئذان ، أنا لا أهتم بما يقوله حـُسـام وعصام ، ولا يهمـّـني ما تقوله ابتسام ومرام ، لأن حياتي مـُـلـْـكاً لي ، وليست مـــُـلـْكا لهم؛ يافارس الأحلام.

ثم قالت لي بكل ثقة واطمئنان : قـُـمْ جهـّـز نفسك من الآن!!؟؟ لأنني سآتي بعد أيام ؛ لكي أطلب يدك من أهلك الكرام !!؟؟ وسأكون راكبة على حصان أبيض جميل كالفرسان ؛ و آخذك معي على ظهره بعد عقد القران ؛ الى منزل نسكن فيه لوحدنا بعيداً عن أعين الأنام ؛ حتى نعيش ونأكل فيه وننام ، ولكي نـُخـلـّف فيه بنات وصبيان ؛ في قادم الأيام.

وفجأة وبدون استـئذان!! قامت " أحـلام " بطبع قبلة حارّة من الشـّفتان ؛ أحرقت بها شفتاي الإثنتان ؛ وألهبت بها قلبي النـّعسان ،وجعلتني أشعر بالدّوخان !!؟؟ وجعلتني أحسّ بقشعريرة وخدران ؛ مازالت مخلفاتها تسري في جسمي لحد الآن ؛ لدرجة أنه مازال ينتابني في بعض الأحيان ؛ شعور داخلي عميق في الوجدان ؛ يجعلني لاأدري إن كنت مازلت نائماً أم صحيان !!؟؟ لأنني مازلت لحد الآن ؛ أشعر وكأنني غائص في بحـر من الأحلام ، مع أنني ؛ منذ أن قامت " أحـلام " بطبع قبلتها على شفتاي الإثنتان ؛ وحتى هذه اللحظة ؛ لم أستطع أن أنـا م .

وخاصة بعد أن قالت لي بالحرف الواحد ، وبالفم المليان : " أنا قررت أن تكون أنت زوجي والسـّلام !!؟؟ لأنك أنت الإنسان ؛ الذي أبحث عنه من زمان ؛ فأنا مغرمة بك منذ أن وقعت عيناي عليك في بداية العام ؛ وقد قــرّرْت أن أعيش معك حياتي في النـّور وليس في الظلام؛ أمام جميع الناس ، وأمام كل العوام ؛ طول العمر ؛ منذ الآن وحتى آخر الأيام . "

وبينما أنا مصدوم من كلامها ؛ بعد ثوان ؛ قالت لي : " ياعبدالله ؛ يافارس الأحلام !! سأعطيك مهلة للتفكير عشرة أيام ، وبعدها سوف لن أقبل منك أي عـُذر من الأعـذار مهما كان " ، ثم قامت مسرعة ، وركبت سـيـّارتها ، وانطلقت فيها كأنها سهماً من السـّهام ، وغادرت المكان في الحال ، و لم تـتـْرك لي فرصة ؛ أن أنطـــق ولو بحرف واحد من الكلام !!

وقبل أن أصل بكم ياأخـوان الى الختام ؛ أود أن أخبركم بأمر هام ؛ وأود أن أطلعكم على أن الذي يـُقــْـلقني صراحة الآن؛ هو أنه قد مرّ على هذه الحادثة ثمانية أيام ، وقد بقي على الموعد يومان اثنان .

ولهذا فأنا مازلت مهموماً وحيران ، وغير قادرعلى أن أفكر أو أن أنام ، وأصبحـْت كل ماأخشاه الآن ، هو أن تـُنـفـّذ "أحلام " قرارها وتـقوم بالإتيان، وتأتي لطلب يدي من أهلي في نفس الموعد الذي حدّدته بالتـّمام ، ثم أتورط بها بعد ذلك ؛ طيلة ما سأعيشه مستقبلاً في قادم الأعوام !!؟؟

لأن " أحــــلام " ؛ تعتقد أنها قادرة على أن تشتريني بالمال ، لاسـيـّما أنها رأت وضعي التـّعبان و عرفت أنني من الدّيون هـلـُكـان ، ولأنها تعتقد أنني رُبـّما قد أقبل على نفسي ؛ أن أكون زوجاً بلا كيان ، وأن أكون مجـرّد ؛ زوج السـّت أحلام !!

لكن الأمر الذي لاتعلمه عنـّي " أحلام " لحد الآن ؛ هو أن " عبدالله شيخ الشـّباب" ليس من ذلك الصـّنـْـف من الرجال الخرفان ؛ وأنه ليس من أمثال بسـّام وهشام وعدنان ؛ الطرشـان ؛ الذين يقبلون على أنفسهم أن تتحكم فيهم الـنـّسوان ، والذين يقبلون على حالهم أن يكونوا في حياتهم مثل الأغنام .

حقيقة ؛ أنا محتار، و لاأدري ما الذي يمكنلي أن أفعله الآن !! وخاصة لأنني اكتشفت أن " أحلام " ؛ فتاة حسـّاسة ، وشديدة التأثر ؛ بما تشاهده على الفـضائيـّـات من برامج ومسلسلات وأفلام ؛ ولأنني اكتشفت أيضاً أنها تعيش طول الوقت في الخيال والأحلام .

ولهذه الأسباب ؛ فإني لاأريد أن أتورّط وأضُـيّع مستقبلي مع " أحـــلام " ؛ مع أني أعلم أن الزواج ؛ هو أمر طبيعي جداً و حلال في جميع الأديان ، وأنه ليس ممنوعاً ولاحرام .

ولهذا فإني آمل منكم ياقـــرّاء ياكرام، أن تـُسعفوني في الحال ، وأن تـُشـيروا عليّ ؛ بما يجب عليّ أن أتصرفه مع "أحـــلام " ؛ مع تأكيدي لكم ؛ بأنّني لست عليها مـُرْغـماً ولا ولهـان ؛ لأن مستقبلي الدّراسي الآن ؛ هو أهم مليون مرّة من "أحلام . "

لكن في بعض الأحيان ؛ تكون هنـاك للضـّرورة أحكام ؛ وخاصة ؛ لأني أعلم أن أموال " أحلام " ؛ قادرة على أن تــُنقذني من الفقر والحرمان، وقادرة على أن تـُخـلـصني من سوء المعيشة وسوء الأحوال ، و قادرة بأموالها التي لاتأكلها النـّيران ؛ على أن تزيل عنـّي ؛ كل ما أواجهه في حياتي من صعوبة معيشة ، وقلة مال ، وأحزان ؛ التي أعاني منها ؛ منذ سنين وأعوام .

عبدالله شيخ الشباب
طالب جامعي ـ اولى هندسة
abdullah1600@hotmail.com