نائب ووزير.. ومواطن مستوزر.!

ﻟﻦ ﻧﺨﻠﺺ ﻣﻦ إﺷﻜﺎﻟﯿﺔ اﻻﻧﺘﻈﺎر اﻟﺘﻲ ﻻ طﺎﺋﻞ ﻟها وﻓﯿها، ﺳﻮى ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻀﯿﺎع وﺗﺪﻧﻲ اﻹﻧﺘﺎﺟﯿﺔ وﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ
اﻻﻧﺘﻈﺎر..!
ﻧﻨﺘﻈﺮ ﻣﺎذا، طﺎﻟﻤﺎ أن ﻛﻞ اﻵﺗﯿﻦ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﻌﺎم، وﺟﻮه ﻣﺘﻌﺪدة ﻟﺬات اﻟﻌﻤﻠﺔ، وﻣﺎ ھﻲ إﻻ ﻟﻌﺒﺔ ﺗﺒﺪﻳﻞ "طﻮاﻗﻲ" ﻛﻤﺎ
ﻳﺤﺴُﺐ اﻟﻤﻮاطﻦ اﻟﻌﺎدي اﻟﺬي أﻟَِﻒ وأدﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻤﺆاﻣﺮة، وأن ﻛﻞ ﻣﺎ ﺷﮫﺪﻧﺎه وﻧﺸﮫﺪه ﻣﻦ ﻣﺸﺎورات وﻣﺪاوﻻت
وﺗﺼﺮﻳﺤﺎت وﺷﺪ وﺟﺬب ﻣﺎ ھﻲ إﻻ "ﻓﯿﻠﻢ ھﻨﺪي ﻟﻦ ﻳﻨﻄﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺸﺎھﺪﻳﻦ"..!
اﻟﺤﻤﺪ أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ إﻋﻼن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﯿﺮ ﻣﺨﺪر اﺳﺘﻮﺟﺐ ﺣﻘﻨﺔ ﻟﻲ ﻟﻌﻤﻠﯿﺔ (اﻧﺤﺮاف) وﺗﯿﺮة ﻣﺰﻋﺞ، ﻓﻠﻢ
ﻳﺘﺴﻦ ﻟﻲ أن أﻛﺘﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺣﻮل ﺷﻜﻞ وﺗﺸﻜﯿﻠﺔ وﻗﺮاءة وﻧﻈﺮة ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻣﺎ ﻗﺒﻠﮫﺎ وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ، ﻣﺎ أﻋﻄﺎﻧﻲ
ﻓﺮﺻﺔ أﻛﺒﺮ ﺑﻌﺪ "اﻟﺒﻨﺞ" ﻟﻘﺮاءة رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن أﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻜﯿﻞ.
ﻣﺴﺎء اﻟﺴﺒﺖ،ُرﻓﻌﺖ اﻷﻗﻼم وﺟﻔﺖ ﺻﺤﻒ اﻷﺣﻼم، وﻋﺎدت ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻷدرﻳﻨﺎﻟﯿﻦ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮاھﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ
ﻛﺒﯿﺮة ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺬﻳﻦ اﻧﺘﻈﺮوا.. طﻮﻳﻼً ﻻﺗﺼﺎل ھﺎﺗﻔﻲ ﻟﻢ ﻳﺄت أﺑﺪاً، ﺣﯿﻨﮫﺎ ھﺪأت اﻟﻨﻔﻮس وﺛﺎرت ﻣﻌﺎً، ﻋﻠﻰ
أﻣﻞ اﻧﺘﻈﺎرٍ آﺧﺮ.. ﻓﻲ اﻟﻤﺮة اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ!!
وﺿﻊ اﻟﺴﻮق، ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺒﯿﻊ واﻟﺸﺮاء، أُﻣﻮر اﻟﺒﻠﺪ، ﻛﻠﮫﺎ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﺣﺪث ﻣﺎ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮫﺎ ﺑﻪ، ﻟﻜﻨﮫﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﺜﻞ ﺑﺎﻗﻲ
اﻷﺷﯿﺎء، ھﻜﺬا ﺗﺄﺗﯿﻚ اﻹﺟﺎﺑﺔ دوﻣﺎً ﻋﻦ اﻟﺴﺆال.. "ﻛﯿﻒ اﻟﺤﺮﻛﺔ ھﺎﻷﻳﺎم؟"، "ﻟﺴﺎ ﺧﻠﯿﻨﺎ ﻧﺸﻮف ﺷﻮ ﺑﺼﯿﺮ"..!!
ھﺎ ھﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أُﻋﻠﻨﺖ وﺗﻮﻗﻔﺖ ﻣﺎﻛﯿﻨﺎت اﻹﺷﺎﻋﺔ، وُﺳﻜَِﻨﺖ اﻷﺳﻤﺎء ﻓﻲ ﻣﻘﺎرھﺎ.. ﺛﻢ ﻣﺎذا، ﻣﺎ زﻟﻨﺎ ﻧﺠﯿﺐ "ﺧﻠﯿﻨﺎ
ﻧﺸﻮف ﺷﻮ ﺑﺼﯿﺮ".
اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ أن ﺛﻤﺔ وزﻳﺮاً ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ طﺎﻣﺢ داﺋﻤﺎً ﻟﯿﺒﻘﻰ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت واﻟﺘﺸﻜﯿﻼت وﻓﻲ ﻛﻞ
اﻟﻌﮫﻮد، وأن ﺛﻤﺔ ﻣﻮاطﻨﺎً أو ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ ﻣﻮاطﻦ طﺎﻣﺤﻮن ﻻﻋﺘﻼء ﻣﻨﺼﺐ وزاري ﻳﺠﻤﻊ اﻟﻤﻜﺎﻧﺔ واﻟﻠﻘﺐ واﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺤﻤﺮاء
وأُﺑﮫﺔ اﻟﻤﻨﺼﺐ واﻷواﻣﺮ واﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺎت.. وأن ﺛﻤﺔ ﻧﺎﺋﺒﺎ ﺗﻢ اﺧﺘﯿﺎره ﻣﻤﺜﻼً ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎن ﻓﻘﻂ.. ﺑﻌﺪ أن وﻋﺪ ﺑﺄﻗﺴﻰ
وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ واﻟﻮﻗﻮف ﺑﻮﺟﻪ ﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وردع ﺗﺠﺎوزاﺗﮫﺎ، ﺣﺎﻟﻢ ھﻮ أﻳﻀﺎً ﺑﺎﻟﺘﻮزﻳﺮ، وﺛﻼﺛﺘﮫﻢ ﻳﺮون ﻓﻲ
اﻟﺼﻮرة اﻟﻨﮫﺎﺋﯿﺔ أي (ﻣﻌﺎﻟﯿﻪ) اﻟﮫﺪف اﻷﺳﻤﻰ.
أﺛﻨﺎء اﻧﺸﻐﺎﻟﻨﺎ ﺑﺎﻻﻧﺘﻈﺎر، ﻳﺨﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻨﺎ أن ﻧﺘﺼﻞ ﺑﺄﺻﺪﻗﺎء ﻟﻢ ﻧﺘﺤﺪث إﻟﯿﮫﻢ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ، ﻟﻨﺬﻛﺮھﻢ أﻧﻨﺎ ھﻨﺎ، ﻟﻌﻞ اﻟﺘﺬﻛﺮة
ﺗﻨﻔﻊ، ﻓﺘﺪﺧﻞ أﺳﻤﺎؤﻧﺎ اﻟﺒﻮرﺻﺔ، أو ﻟﻌﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة "ﻣﺎ ﺣﻚ ﺟﻠﺪك.." أن ﻧُﺴﻄﺮ ﺗﻌﻠﯿﻘﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﺼﺤﻔﯿﺔ
ﻓﻨﺪرج أﺳﻤﺎءﻧﺎ ﻣﻊ اﻟﻤﻨﺼﺐ اﻟﺤﻠﻢ..!!
ھﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ أن ﺗَُﺸَﻜﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺸﺎورات ﻣﺎراﺛﻮﻧﯿﺔ ﻓﺘﺤﺖ اﻟﺒﺎب ﻟﻜﻞ اﻟﺘﻜﮫﻨﺎت، أن ﺗﻘﺎﺑﻞ ﺑﺬات اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
اﻟﺘﻲُﺷﻜﻠﺖ ﻓﯿﮫﺎ ﺣﻜﻮﻣﺎت "اﻟﺪﻳﻠﯿﻔﺮي" اﻟﺠﺎھﺰة، وأن ﺗُﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﺒﯿﺎﻧﺎت ﻟﻢ ﺗﺨﺘﻠﻒ ھﻲ اﻷﺧﺮى ﻋﻦ ﺳﺎﺑﻘﺎت ﻟﮫﺎ؟ 
وھﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺸﻜﯿﻚ ھﻮ ﺳﻤﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺧﻄﻮة ﺑﺨﻄﻮة ﻣﻊ اﻟﺘﺸﻜﯿﻞ.. وﻛﯿﻒ ﺗﺨﺮج اﻟﺘﺸﻜﯿﻠﺔ
اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ اﻟُﻤﻨﺘﻈﺮة واﻟﺘﻲ طﺎل إﻋﺪادھﺎ ﺑﺸﺨﻮصُﺟﺮﺑﺖ وﻟﻢ ﺗﺴﺘﺄذن ﺑﺒﺼﻤﺔ..!! اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاطﻦ
اﻟﺬي اﻧﺘﻈﺮ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ھﺎﺗﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺷﮫﺮ، وﻟﯿﺴﺖ ﻓﻲ اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺤﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء إﻟﻰ اﻷﺑﺪ وﻻ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟﺬي
ﻳﺮى أﻧﻪ اُﻧﺘﺨﺐ ﻟﯿﺼﺒﺢ وزﻳﺮاً..!!
اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺘﻌﻆ ﻣﻦ أن ﺣﻜﻮﻣﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻻﺗَُﻔﺼّﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺳﺎت اﻷﺳﻤﺎء وﻻ ﻟﺤﺼﺘﮫﺎ ﻓﻲ (اﻟﻜﯿﻜﺔ)، وأﻧﻨﺎ ﻻ
ﻧﻘﺮأ أن اﻻﻋﺘﺬار ﻋﻦ ﻣﻨﺼﺐ وزاري ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إﻋﻼﻣﻲ ﻧﺎﺟﺢ أو رﺟﻞ أﻋﻤﺎل ﻛﺒﯿﺮ ھﻮ أﻣﺮ طﺒﯿﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ذﻟﻚ أن
اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻨﺎﺟﺢ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن وزﻳﺮاً ﻓﺎﺷﻼً.. اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ أن ﻋﻠﯿﻨﺎ ﺗﺼﻠﯿﺢ اﻻﻧﺤﺮاف ﻓﻲ اﻟﻮﺗﯿﺮة.. ﻛﻠﻨﺎ أو اﻟﺒﻘﺎء
ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﯿﺮ (اﻟﺒﻨﺞ)..!!