السياحة إلى الخلف
نتحدث كثيرا عن السياحة ونعقد المؤتمرات والندوات الخاصة بالسياحة ونطالب بزيادة موازنة هيئة تنشيط السياحة من أجل زيادة ترويج الأردن سياحيا وننشر أرقاما عن عدد السياح الذين يزورون بلدنا والمبالغ المتحققة من السياحة والتي تصل إلى المليارات لكن الحقيقة أن السياحة إلى الأردن تتراجع بشكل ملحوظ سواء على مستوى السياحة الداخلية أو السياحة الخارجية أما الذين يعلنون عن أعداد السياح والمبالغ المتأتية من ذلك فهم يبالغون كثيرا لأن ما يعلنونه ليس قريبا من الواقع في شيء.
أما السياحة الداخلية فقد تراجعت كثيرا وأصبح الناس يذهبون إلى شرم الشيخ وطابا والغردقة لأن الرحلة إلى هناك أقل كلفة من الرحلة إلى العقبة أو البحر الميت وهنالك أناس يذهبون في السنة بضع مرات إلى شرم الشيخ ولا يفكرون أبدا بالذهاب إلى العقبة.
المشاريع السياحية التي نفذتها وزارة السياحة معظمها مشاريع فاشلة فهذه قرية الحمة السياحية بدلا من تحسينها هدمت بالكامل مع أنها كانت متنفسا شعبيا لآلاف المواطنين الذين كانوا يستمتعون بمياهها المعدنية ولم تفكر وزارة السياحة حتى الآن بجلب أحد المستثمرين لاعادة بنائها من جديد وهذا ينطبق على حمة الشونة الشمالية أما حمامات ماعين فهي للطبقة الغنية فقط من الأردنيين القادرين على الدفع أما المواطنون العاديون فلا يحلمون بالوصول إليها أبدا.
ونأتي إلى المشاريع السياحية التي نفذت في ثلاث مدن أردنية هي الكرك ومأدبا وجرش فقد كلفت هذه المشاريع عشرات الملايين من الدنانير لكنها دمرت هذه المدن وجعلت أهلها يهربون منها؛ فالشوارع أصبحت ضيقة جدا ولا تستوعب السيارات وأزمات السير الخانقة تجعل أي مواطن أو زائر يفكر ألف مرة قبل أن يذهب بسيارته إلى هذه المدن وبسبب ذلك تراجعت التجارة وتردت الحالة الاقتصادية في هذه المدن وأصبحت الأرصفة التي يبلغ عرضها أكثر من ضعف عرض الشارع مكانا لوقوف السيارات وليس مكانا لمرور السائحين غير الموجودين في الأصل.
السياحة إلى الأردن أو داخل الأردن بحاجة إلى إعادة دراسة وإلى خطط مدروسة يقوم بها خبراء أردنيون وليس خبراء مستوردين كما حدث في تخطيط المشاريع السياحية التي نفذت في المدن وبغير ذلك ستتراجع السياحة أكثر فأكثر في السنوات القادمة.
وإذا أردنا أن نتحدث عن السياحة من الخارج إلى الأردن فهذه السياحة تراجعت كثيرا في السنوات الماضية إما بسبب الأحداث العاصفة التي مرت بالمنطقة والتي ما زالت تمر حتى الآن أو بسبب الحالة الاقتصادية الراهنة وغلاء الأسعار؛ ما يؤثر على السائح سلبا أو بسبب ضعف الترويج السياحي من قبل وزارة السياحة وهيئتها فالبترا التي أصبحت قبل بضع سنوات إحدى عجائب الدنيا السبع لم تأخذ حظها من التسويق في الخارج كما هي باقي الآثار الأردنية العريقة مثل جرش وأم قيس والبحر الميت والعديد من المناطق الأثرية والسياحية الأخرى ومن زار مدينة أثينا في اليونان على سبيل المثال يشاهد حول موقع الأكروبولس الأثري الصغير جدا والذي هو عبارة عن ساحة حولها عدد من الأعمدة مئات الباصات السياحية التي تقل آلاف السياح الذين جاءوا لرؤية هذا الأثر والذي لا يساوي شيئا قياسا على الآثار الموجودة عندنا.
المشاريع السياحية التي نفذتها وزارة السياحة معظمها مشاريع فاشلة فهذه قرية الحمة السياحية بدلا من تحسينها هدمت بالكامل مع أنها كانت متنفسا شعبيا لآلاف المواطنين الذين كانوا يستمتعون بمياهها المعدنية ولم تفكر وزارة السياحة حتى الآن بجلب أحد المستثمرين لاعادة بنائها من جديد وهذا ينطبق على حمة الشونة الشمالية أما حمامات ماعين فهي للطبقة الغنية فقط من الأردنيين القادرين على الدفع أما المواطنون العاديون فلا يحلمون بالوصول إليها أبدا.
ونأتي إلى المشاريع السياحية التي نفذت في ثلاث مدن أردنية هي الكرك ومأدبا وجرش فقد كلفت هذه المشاريع عشرات الملايين من الدنانير لكنها دمرت هذه المدن وجعلت أهلها يهربون منها؛ فالشوارع أصبحت ضيقة جدا ولا تستوعب السيارات وأزمات السير الخانقة تجعل أي مواطن أو زائر يفكر ألف مرة قبل أن يذهب بسيارته إلى هذه المدن وبسبب ذلك تراجعت التجارة وتردت الحالة الاقتصادية في هذه المدن وأصبحت الأرصفة التي يبلغ عرضها أكثر من ضعف عرض الشارع مكانا لوقوف السيارات وليس مكانا لمرور السائحين غير الموجودين في الأصل.
السياحة إلى الأردن أو داخل الأردن بحاجة إلى إعادة دراسة وإلى خطط مدروسة يقوم بها خبراء أردنيون وليس خبراء مستوردين كما حدث في تخطيط المشاريع السياحية التي نفذت في المدن وبغير ذلك ستتراجع السياحة أكثر فأكثر في السنوات القادمة.