ما جرى يوم الجمعة فوز المنتخب والمنسف والمقلوبة أنقذوا حكومة الرفاعي وسقوط شعبية النواب والإخوان مبكرا و"المجاليان "كانا في المواجهة


أخبار البلد – كتب عمر شاهين  -   كنت قد كتبت تحليلا ( الرفاعي لم يدخل بعد معركة الأصابع) منذ يوم الأحد وضحت فيه القوى التي ستشارك في مسيرة يوم الغضب  والحمدلله نجح بنسبة 80% ومع انه استفز الكثير والذين اتهموني بعدة تهم كنت أرد عليها أني اكتب الواقع وليس المأمول والمقال موجود في مدونتي (http://omarshaheen.maktoobblog.com/ ).

 

انتهى يوم الجمعة بإلف خير وكانت الأجهزة الأمنية الأكثر سعادة فلم تضطر لأي اشتباك، وهذا سببه الأول المشاركون الذين حافظوا على تقديم آرائهم بكل تفاعل دون أن يصدر أي شيء منهم. ومع أنهم قبل أسبوع اعتصموا في ذيبان وهتفوا في الكرك ولم يؤذوا أحدا، إلا أن الخوف على البلد لاحق باقي أيام الأسبوع ،وطبعا لم يكون خوفا حقيقيا على الوطن، لأنهم لو كانوا يملكون هذا الشعور لتجنبوا مثل هذا اليوم وتركوا في بطن الشعب ما يسكته، وكل من اعتصم أو طالب بالاعتصام أراد رغيف الخبز وليس أي شيء آخر أرادوا العنب وليس مقاتلة الناطور.

 من الصدف أن حزب الجبهة الأردنية الموحدة، كان حاضرا بقوى في مسيرة وسط عمان، وكانت مواجهة لم تتم مع من يراقب بقوة بين الأمين العام للحزب وفي الجهة الأخرى الباشا حسين المجالي مدير الأمن العام، المجاليان أبناء الشهيد هزاع ، تنفسا الصعداء بأنها لم يكونا في طرف الحلبة أما الأخ الثالث النائب أيمن المجالي فسيكون مع معركة مستقلة اسمها الغضب ضد النواب كان أكثر من أطلقها أبناء محافظته الكرك.

     الحكومة تنفست الصعداء لانتهاء ما حدث بسرعة غير مسبوقة، واثبت الشعب الأردني انه لن يسكت طويلا، وأراد كسر قاعدة عربية نشرت في اليمن  تتقصد ذكر صبر الشعب الأردني أمام الضرائب الموجهة نحوه، فنزل إلى الشارع ، ولكن لم يكن أي إعلامي يمتلك خطوة ذكية بتوجيه سؤال لأي من الحضور ما هو الحل الذي سيكون بيد رئيس وزراء ما بعد الرفاعي .

 الحضور كان اقل من المتوقع ، وأراح الحكومة بشكل كبير، ولن تنفع المبالغات أن تضخمه، وهذا ليس عيبا، بل نتاج طبيعي من تاريخ مدن لم تعتد المسيرات ضد قوانين الحكومة، وهناك حالة خوف مسبقة، من مواجهة الأمن في الشارع، وخشي الأكثر انفلات الحال، أما الباقي فلا يهمه أن يصرخ جوعا، أو يجير جوعه لجهة سياسية، ولكن ما جرى درس كبير وخسارة لمن اتجه لشارع قبل أن يتأكد من الحضور.

 ارتاح الرفاعي ولكنه لن يهرب من تلك الشعارات التي خرجت من المدن، واستهدفته شخصيا، وبشكل محرج، وكم أتمنى أن يملك شجاعة رشيد كرامي ويقدم استقالته،وقبله ايمن الصفدي ، فامام العالم المراقب كشف زيف ثقة 111 والتي كان عرابها ، ايمن الصفدي، وهنا يوضع سؤال واضح هل كانت حقا الانتخابات نزيهة وهل هؤلاء النواب جاءوا من إرادة الشعب، يستحيل هذا فثقة 111 لم تعبر عن رأي الشعب إذا هناك خلل كبير أجيب يوم الجمعة.

خطباء الجمعة والإعلام الرسمي المقروء والمشاهد وقفوا مع الرئيس ، ولكنهم استفزوا الناس ، كثيرا ولا استغرب من ذلك الخلاف الذي حدث في ذيبان، فأظن أن خطيبهم مثل خطباء محافظة الزرقاء، الذين انهالوا بالدفاع عن امن البلد ، وكأن المعتصمين هددوا باجتياح عمان، كم تمنيت لو أن احد الشيوخ تحدث في الأسابيع السابقة عن جريمة ظلم الناس ورؤساء الوزراء، و غلاء الأسعار ووووووو  أما الإعلام الرسمي فقد عبر عن مسيرات ضد الغلاء ونسي أن يذكر المطلب الأخر وهو إسقاط حكومة الرفاعي.

الإخوان المسمين والنواب لم يشاركا، فالإخوان يريدون أن يكون أي اعتصام علامة مسجلة لهم، واللون الأخضر السائد، والمايركرفون لهم فقط، فيما قال بعض المحللين أن هناك صفة تمت في الخلاء،وما اكثر صفقات الاخوان مع الحكومات،  وما حدث يعيد الحراك السياسي إلى واقعه الحقيقي إلى المعارضة ذات الطابع السياسي العفوي .

بالرغم من الهجوم على الأحزاب  لعدم مشاركتها ، فان حزب الجبهة الأردنية الوحدة ، وحزب الوحدة والبعث تواجدوا، وشاركوا وكانوا بين الناس وانسحبوا  عندما امسك البعض المايكروفنات، حتى لا يسيس جوع المواطن، فالظرف ليس لبطولات السياسية، بلا لرؤية بطولات الطعام في بطون الجوعى. فلما لم يذكر وجود الأحزاب المشاركة.

   المظاهرات انتهت بسرعة وقبل ان نكتب تقارير بدئها، وكانت شكلية، وليس كما توقع لها، ويبدوا أن فرحة الأردنيين بفوز منتخب، فرغ شحنات الاحتقان ضد الحكومة، وهناك من قال أن عشق الشعب الأردني لتناول المقلوبة والمنسف يوم الجمعة عجل بمغادرة المشاركين المسيرات واللحاق بطبخة العائلة، ولذا على الرئيس أن يكون ممتنا لهذا التقليد الجميل الذي أنقذ حكومته فقد تدخلت المقلوبة والمنسف مبكرا فطلبت آكليها.

 

ما حرى يوم الجمعة ضربة قاضية للمعارضة الأردنية وحتى للشارع اللذان اثبتا أنهما ممزقان، وهناك حبال مقطعة، بعض الرموز، فكانت النقابات وأكثر من الأحزاب أكثر الغائبين،  وشخصيات تعاملت بتحريض الخروج من بعد فظنت نفسها الخوميني، وهناك من كان يملانا باطروحاته العنصرية ، واليوم طالب بالشارع أن يكون معه، المعارضة تحتاج  لقياديين وحدويين، ومع أن الشارع مليء منهم، لكن بعض أصحاب الاطروحات الضيقة وزج أنفسهم بحثا عن بطولات واهية أفسد المسيرات، فمن قسم الشعب الأردني استطاع أن يجيش البعض حوله ولكنه خسر الباقي.

يوم الجمعة مر بسلام مؤقت، فهناك ساعات طويلة سوف تمر على الأردنيين تذكرهم ، بقة الحال المادي، وستكون أي حركة للمواطن الذي يركض وراء لقمة ضائعة عبارة عن مسيرة مع وقف التنفيذ، أما دولة الرئيس فلو كنت محله  لأقلت عراب ثقة 111 الذي بشرنا بالقرارات الصعبة وحرض الناس على رئيسه ومن ثم على الرئيس أن يستدرك انه شعبية منخفضى بهذا الحد لا تؤهله سياسيا ليرأسهم.

Omar_shaheen78@yhoo.com