جامعة الزرقاء والمعايطة..شكرا

عمركلاب يكتب : جامعة الزرقاء والمعايطة..شكرا

كشفت جامعة الزرقاء في عقابها السريع لنجل وزير الاعلام عن مهنية عالية واكاديمية تكفل الاعتبار لعضو هيئة التدريس وصون كرامة الاكاديمي , وبالمقابل كشف وزير الاعلام والثقافة عن ثقافة مجتمعية محترمة عندما اقتاد نجله الى مركز الامن لتوديعه الى القضاء في مسلك ليس غريبا على ادب وتهذيب الزميل سميح المعايطة الذي نعرفه ونقدر موقفه ونتمنى له الخير .

الغريب كان تداعيات المشهد برمته وثقافة البغضاء التي سادت الحادثة بحق الوزير وابنه , وكأن ابناء الوزراء قادمون من كوكب اخر وليسوا نتاجا لثقافة مجتمعية وتربية تُسهم العائلة في ثلثها على اكثر حد , فيما تُسهم الحالة المجتمعية من حارة ومدرسة وجامعة ووسائل اعلام بالباقي .

الفعل الذي قام به الطالب بحق استاذه الجامعي مدان بكل لغات الارض واول من ادانه الاب المكلوم بين مستقبل ابنه وواجبه الرسمي والابوي وانحاز الرجل الى الواجب والاخلاق ومع ذلك لم يسلم من النقد اللاذع والتشكيك في خطوته المحترمة بل إنسحبت ظلال وظيفته على انسانيته المكلومة بفعلة الابن , فعاقبه المجتمع او بعض المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي دون مراعاة لظروف اب أقدم ابنه على فعل مدان ودون رحمة لعائلة الوزير والمواطن قبل كل شيئ .

حادثة العنف في الجامعات باتت قهوة صباحية للمواطن الاردني وكل التحذيرات واشارات التحذيرالتي اطلقها رؤساء الجامعات والاعلام لم تجد بالا عند المسؤولين , وخطوة جامعة الزرقاء ورئيسها الدكتور يوسف ابوالعدوس خطوة في المسار الصحيح وتستحق التقدير , ولكنها ليست الحل لقطع دابر العنف الجامعي والعنف المجتمعي , فالعقاب مطلوب ولكن بعد توفير البيئة الامنة والحاضنة الثقافية والاجتماعية النشطة للطالب الجامعي والفرد الاردني , وإشغال الشاب بالنشاط الوطني والفعل الثقافي بدل ان يشتغل بنا وبالمجتمع وجامعته وهذا دور رسمي مسنود من الجامعات والمجتمع المدني وليس دور الجامعة فقط .

الحادثة تكشف عن تنامي ظاهرة البغضاء في مجتمعنا , وبروزظاهرة النميمة كمكون ثقافي في عقل بعض المعلقين ونشطاء التواصل الاجتماعي وخلط غير حميد بين المنصب الرسمي وحساسية الظرف الاجتماعي وكأن ابن الوزير المعايطة هو الوحيد الذي انتج ظاهرة العنف , رغم انها ظاهرة نشتكي منها جميعا وقوبلت بطبطبة من مسؤولين كبار ونواب واعيان مارسوا الضغط على جامعات من اجل بقاء طلبة متخصصون في العنف على المقاعد الجامعية , عكس الزميل المعايطة الذي مارس دورا اجتماعيا يُشكر عليه بدل ادانته او السخرية منه كما فعل بعض النشطاء على مواقع النميمة الاجتماعية دون مراعاة لظرفه كأب وظرف اسرته .

كلنا معرضون لمسلك او فعل خاطئ منا او من ابنائنا ,والقسوة في التعامل مع الخطأ تسمح بتوالد العنف وتكرار الخطأ , والرحمة فوق العدل , في ثقافتنا وفي ديننا الحنيف , والقفز عن الرحمة يعني استشراء ظاهرة العنف وهذا لا يعني عدم العقاب وضرورة المحاسبة , لكنه يعني الرحمة بالاباء من سلوك الابناء واحتضان المخطئ كي يعود عن الخطأ فهو شاب في مقتبل العمر وما زالت الحياة امامه على سعتها .

السلوك الذي قدمه الزميل المعايطة سلوك نبيل يستحق الشكر عليه , فهو لم يطبطب او يستخدم وظيفته لتمرير الخطأ الذي ارتكبه فلذة كبده , وموقف جامعة الزرقاء فيه الكثير من التربية والحكمة الادارية ولا داعي لمحاولة العبث او تصفية الحسابات في مواقف تستحق الدعاء للزميل العزيز ولاسرته بتجاوز هذه المحنة فقلوبنا معهم ومع الدكتور الفاضل الذي تعرض للاعتداء المدان .

omarkallab@yahoo.com