ذيبان.. ما بين المرارة والحرمان!!


لأنها ذيبان وليس العاصمة الحبيبة عمّان، ولأنها لا تجيد لغة الصمت على ما تعانيه من مرارة، وحرمان، انتفض أهلها ضد سياسة الإقصاء والتهميش عبر عقود مضت، لا بل وصفت أحياناً بالمدينة المنسية، لتجاهل الحكومات المعاقبة في إنصافها، وإشعال مواقد التنمية فيها لما تتمتع به من ميزات سياحية، وزراعية، ومائية كفيله بجعلها إقليماً تنموياً، بدلا من الأقاليم المتنوعة في المملكة، والتي لم تحقق للوطن سوى الخسائر المتتالية، والتي أرهقت خزينة الدولة بل صمّمت مناصبها لشخوص بعينها من باب سياسة الاسترضاء المتبعة حاليا في الأردن.

ذيبان لم تعد متواجدة على الخريطة التنموية، والصناعية في المملكة، لا بل ما زالت ذيبان مصدراً مائيا للعديد من محافظات المملكة ولا سيما العاصمة عمّان، بينما أهلها يعانون من الانقطاع المتكرر لهذا المصدر الهام، لينعم أصحاب الذوات بموسم صيفياً خرافياً عندما يقضون أغلب وقتهم في باحات قصورهم المدللة ببرك الماء الأسطورية، والغريب أنهم لا يفكرون عن مصدرها لعلهم يتذكرون هذه المدينة المنسية والتي تئن بالفقر، والحرمان، لا بل شبابها مازالوا يصطفون بطوابير التوظيف بحثاً عن مصدراً يتعايشون معه في هذا الزمن الصعب، والذي يكتسي بالفساد ، والسياسات التي أطالت ما تبقى من جيوب الشعب.

عانت ذيبان عبر سنوات مضت من سياسة التلاعب اللفظي، و التي تعتمد على المواعيد المتكررة من قبل الحكومات المتكررة، واجزم أنها لو نفذ منها النصف، لا صبحت ذيبان إحدى المدن الاروبية الجميلة، لما تتمتع به من معالم سياحية وأجواء مثالية كفيلها لجعلها إقليماً سياحياً بامتياز.

ما زال الأهل، والعشيرة في ذيبان يتهامسون في مصير الكلية الزراعية والمدينة الصناعية والكثير من المشاريع التي وعد بها اللواء بعد الزيارة الأخيرة لجلالة الملك عندما حل ضيفاً عزيزاً على أهله من أبناء بني حميدة، ولا كن كالعادة يجدون المسؤولين على الملفات الخدماتية، والاقتصادية في المملكة أن لواء ذيبان مازال يحتاج للكثير لكي ينضم لمدن النخبة في الأردن، لأنهم يدركون أنهم لن يستفيدوا شيئاً من هذه المشاريع، لأن مصالهم ليس في هذه المدينة المنسية والتي لا تزيد من ثرواتهم ولا تعزز من نفوذهم.

ذيبان كالعادة ما زالت بعيدة عن المناصب الرفيعة في الدولة بالرغم من الولاه المطلق لدولتهم الأردنية، وحبهم الفطري لها، وهم على أتم الاستعداد أن يفتدوه بالأرواح ومع ذلك منصب الوزير، والرئاسة ما زال حلماً يراود أهلها منذ زمن، ومع حنان أصحاب الذوات المتدفق علينا ننعم أحيانا بمنصب وزير في تعديل وزاري لا يستمر شهرين حتى يكون معالينا من أوائل الخارجين بالرغم من وزارة أحيانا تكون شكلية وتدخل من باب الاسترضاء.

أخيرا نتمنى أن تكون ذيبان على الخريطة التنموية والاقتصادية للوطن، لكي يشارك أهلها في بناء الدولة التي ساهموا في نهضتها عبر جيلاً من النشامى، والنشميات من أبناء اللواء.