كثرة الضغط تولد الانفجار ولن يدع الأردنيون الطغاة في طغيانهم يعمهون ..... فأشارة "خطر" تهدد النظام

فايز شبيكات الدعجه
يمتدح كتاب (فرسان الصحراء) احد الحكام اللصوص وقطاع الطرق، الذي كان يرتكب الجنايات على أبناء عمومته وأقاربه وجيرانه بداية القرن الماضي، وكان ذلك اللص يقود عصابة تجوب الصحراء بقصد سلب الأهالي والتعدي على الأشخاص والأموال وكل ما يتصل بأعمال اللصوصية . يصفه الكتاب بأنه عاش حياته بين معارك وغزو ،ونصر وراء نصر ،ومكاسب ومغانم، وكان كريما مع أهله وضيفه، محسنا لمن أساء أليه ،ودودا مع أهل بيته وواصلا رحمه ،ولم يرد طلب احد ببابه، وكان ينصر المظلوم غريبا كان ام قريبا ، وكانت حروبه وغزواته كثيرة، يغزو الناس ويسلبهم حلالهم ومالهم ،وكان معروفا عنه عدله في تقسيم الغنائم على قومه كلا حسب عمله ،يقوم بتقسيم الإبل والمكاسب فيعطي البواردي ناقة واحدة ،والغازي يعطي كل ثلاثة منهم ناقة واحدة وهكذا، وكان يعشق الإبل ويتغنى بها في أشعاره، ، وكانت جميع إبله من الكسب والمغازي.
اختلفت الوسائل والتسميات اليوم ،لكن الأهداف والنتائج لم تتغير ،ولا زلنا نمتدح بنفس العبارات من يجوب تفاصيل عيشنا ،ويسلب أموالنا برفع الدعم عن المحروقات ،ورفع الأسعار، والتسبب بقتل سبعة مواطنين ،وغزو شركات الفوسفات وبترول العقبة والبوتاس والاسمنت والكهرباء والاتصالات وميناء العقبة وشركة أمنية والملكية الأردنية ومشروع سكن كريم وسرقة المنح الخليجية وارتكاب جريمة الكازينو. مع احتفاظ تام بصفات إكرام الأهل والضيف ،والإحسان للمسيء ،وصلة الأرحام ،ونصرة المظلوم ،وكانت جميع مكاسبه من الكسب والمغازي على جيوب الفقراء.
كثرة الضغط تولد الانفجار ،ولن يدع الأردنيون الطغاة في طغيانهم يعمهون، ويبدو أننا على وشك الدخول في مرحلة ما بعد الربيع ،ولن يستمر ذوو القتلى السبعة صامتين وقد فقدوا أبنائهم بلا قضية ،ويتحمل المداحون والسحيجة والفاعلون الأصليون ومعاونوهم والشركاء ممن سرقوا غذاء الأطفال والمساكين والضعفاء وتقاسموا أموال الشعب الأردني بينهم بعدالة .يتحمل هؤلاء الفرسان جميعهم مسئولية التسبب بظهور شارة الخطر، ودفع البعض لفقد الأعصاب وإعادة فتح سيرة ماجد العدوان وصايل الشهوان وفهد العسلف، ولفت الانتباه إليهما مجددا بمقاربات وتشبيهات تصف حال الأردنيين بين الأمس واليوم ونشرها عبر المواقع الإخبارية ،والقول بأننا تراجعنا إلى المربع الأول والعيش في ظروف بداية القرن الماضي .
من الغباء تجاهل هذه النقلة النوعية التي تخطت حاجز الربيع ،فهي تمثل شارة الخطر الحقيقية الأولى وقد تتنامى، ولا يخدعنكم من حولكم من أنذال بالتقليل من شأنها ،فكل ما عداها وما سبقها من أحداث واحتجاجات ومسيرات مجرد نسائم ربيع ساكن .fayez.shbikat@yahoo.com