الحكومة الطاهرة النقية
|
|||
أقسم رئيس الوزراء المكلف الدكتور عبدالله النسور على أن حكومته ستكون طاهرة نقية خالية من الشوائب، وهي أوصاف ضرورية في كل وقت لكننا في أمس الحاجة لهذه الأوصاف اليوم أكثر من أي وقت مضى، فالربيع العربي لا يقبل المجاملة ولا تنطلي عليه مساحيق التجميل الكاذبة، فلم يعد هناك مجال للمجاملات ولا الصفقات ولا الجهوية ولا المحسوبية ولا الشللية بل المطلوب الشفافية الحقيقية وليس الشعارات الإعلامية الخالية من المضمون. والرئيس النسور يشهد له كثيرون بالذكاء والفطنة وبالتالي هو على علم يقيني أن الحكومة التي تنقذ الوطن لا يمكن أن يكون فيها ملوثون مشبوهون معروفون لدى الناس بأنهم ذئاب الكراسي الذين يصطادون لجيوبهم ويؤمنون بأن الفرصة واحدة لا تتكرر وعليهم أن يضربوا ضربتهم ولا يلتفتون للناقدين. هؤلاء يا دولة الرئيس يلوثون سمعة الحكومة ويسيئون للظرف الخاص الذي تمر به البلاد وأنت في غنى عن النقد الذي سيجلبه هؤلاء لك ولحكومتك. الحكومة الطاهرة لا يجوز أن تكون فيها نجاسة ولا لصوصية، الحكومة الطاهرة تحتاج إلى أطهار السمعة جيباً وخلقاً يشهد لهم القاصي والداني بذلك، الحكومة النقية لا يجوز أن يكون فيها شوائب وحشائش ضارة، ولا أزايد على أحد وليس لدي اسم أوصله لدولتك رغم أنك طلبت ذلك من الأعيان في قاعة الصور. إنني من دعاة فصل السلطات لتأخذ كل سلطة دورها، وقناعتي بأن السلطة الرقابية هي السلطة الأهم لأنها هي اليد العليا التي تعطي الثقة وتحجبها، وهي التي توافق على الموازنة أو تردها، وهي التي تطرح الثقة بالوزير فتبقيه أو تخرجه، وهذه المعاني هي التي نريد تعميقها، وليسمح لي السادة النواب بأنني أخالف من يريد الوزارة منهم الآن، لأن المجلس الحالي ليس مجلساً حزبياً قد انتخب على أساس البرامج بل الفردية هي الطابع وبالتالي ليس أمامنا برنامج واحد ولهذا لن تكون الحكومة حكومة برامج، وكل ما نريده في هذه المرحلة أن نصر على ما قاله الدكتور النسور أن تكون حكومة " طاهرة " وعلى النواب أن يفحصوا هذا الطهر ليتأكدوا من طهر كل وزير بتتبع سيرته الذاتية الوظيفية والمالية وما يتمتع به من نظافة وعلم في الوزارة التي ستسند إليه وهذا ما نتمنى أن نراه في مناقشات الثقة بحيث لا يمر أي شخص ملوث أو مشبوه مهما كانت الضغوط لأن الشعب الذي انتخب النواب قد كلفهم بهذه المهمة وهذا ما نتمنى أن يدقق فيه الرئيس المكلف قبل أن يدخل بفريقه إلى قبة البرلمان. |