مقياس .. لفحص وزير إصلاحي قادم!!

مقياس .. لفحص وزير إصلاحي قادم!!

أضاع دولة "أبو زهير" الوقت الكثير في مشاورات، والتي يطلق عليها البعض بالشكلية؛ لأن المواطن يدرك أن وزيرنا القادم لن يكون فقيراً، أو يتمتع بكفاءة فائقة، بالرغم من أصحاب الكفاءات الكثر المتواجدون في بلاد العرب، والغرب يسطرون انجازات بطولية في مختلف الميادين.

مشاورات الرئيس لم تختلف عن سابقاتها في اختيار أصحاب المعالي، فكل نائب يطمع بإيصال بعض الأصدقاء، أو العائلة، أو العشيرة، لكي يجد له منفذاً في تنفيذ برنامجه ألخدماتي، والذي وعد به قواعده الشعبية، من وظائف أشبه ما تكون بالخمس نجوم، وبالرغم من محاولات الرئيس في إقناع أصحاب السعادة أن حكومته ستحاسب شعبياً من أول يوم لتشكيلها، بناء على شخوصها الذين سيتولون قيادة العملية الإصلاحية، إلا أن النواب لن يفرّطوا بتلك الفرصة الذهبية في الحصول على مغانم حكومية مقابل ثقة قد تزيد الفجوة بين الحكومة والشعب.
وبالرغم من الرسائل العديدة التي نثرها الرئيس في مناسبات شتّى أن الطاقم الوزاري لن يخضع للمحاصصة، وللتقسيمات الرسمية كما كان يصنع الوزير سابقا، عندما يدعم من مؤسسة ما، أو شخصيات تتمتع بقوة رسمية وتحسب أحياناً على صنّاع القرار، أو استرضاء لبعض الشخصيات النافذة، كل ذلك مازال وارداً حتى ترى حكومة "النسور" النور.

والغريب أن الرئيس استرسل كثيراً في مشاوراته التقليدية، في الوقت نفسه كانت دولة الفاتيكان تختار رئيسها الجديد بفترة زمنية قصيرة، وكذلك اختارت العديد من الدول أفضل ما عندها من لاعبين، وملكات جمال، وسياسيين، واقتصاديين لمناصب رفيعة في العالم بدون عناء يذكر، لا بل العكس تم اختيار الأنسب لتمثيل تلك الدول في العديد من المناصب الرفيعة.
ولا يعلم دولة الرئيس أن العالم تطور وأن موسوعة الاختبارات في علم النفس قادرة على اختيار حكومته الإصلاحية القادمة، فهناك اختبارات في الموهبة والإبداع، واختبارات في الذكاء، وأخرى بالانتماء، وتقدير الذات، وهناك العديد من الاختبارات التي تقيس تقدير الذات عند الشخص، بالإضافة لأخرى تقيس الخوف والقلق الذي يراود الأشخاص مما يحيل من قدرته على اتخاذ القرار.

لا أعتقد أن مجلس النواب قادر على المساهمة في اختيار طاقم وزرائنا القادم، لأن البعض منهم قد جاء بقوة المال، والأخر جاء بالحظ، بالإضافة للمحسوبين على تيارات بعينة خالية من برامج واضحة.