فلسطين واحدة


حماده فراعنه

خرجت الأحزاب الدينية ، من تشكيل حكومة نتنياهو ، ودخلته أحزاب المستوطنين والمستوطنات ، وبات لهم الثقل والقرار السياسي والأداري والمالي ، ليتم توظيفه لمصلحة التوسع والأستيطان وإستكمال المشروع الأستعماري التوسعي الإسرائيلي ، سواء في مناطق 48 أو مناطق 67 .

فتقسيم فلسطين سياسياً وجغرافياً لم يعد قائماً ، بنظر اليمين وأحزاب المستوطنين ، وباتت وحدة فلسطين واقعية ولازمة ، ومعبرة عن روح أهدافهم السياسية والعقائدية والدينية ، سواء في التطوير أو التنظيم أو الأدارة ، ويكمن التقسيم في نظر أحزاب اليمين الإسرائيلي وأدائهم ، أداة لتكريس الأحتلال وللبرنامج التوسعي الذي يستهدف كل فلسطين ، وليس لجزء منها ، ولم تعد حدود الهدنة ، أو الجدار العازل ، هي حدود الحماية للمشروع الصهيوني ، فقد تجاوزتهما الأحداث والوقائع والمشاريع على الأرض ، حيث يصعب تغييرها وتبديلها وجعلها حدوداً أو خطوطاً أو فواصل بين الطرفين أو بين دولتين متجاورتين .

فالحكومة الإسرائيلية التي تشكلت ، تعد في نظر المراقبين الأشد تطرفاً وعنصرية ، والأكثر نفوذاً للمستوطنين ودعماً للإستيطان والتوسع ، تعمل وفق برنامجها وتوزيع مهامها وتغطية إحتياجاتها ، على تعميق الأسرلة والتهويد والصهينة ، وتوحيد أدوات العمل بين منطقتي 48 و 67 ، لجعل أرض فلسطين بكاملها طاردة لشعبها.

ففي تشكيلة حكومة نتنياهو المكونة من خمسة أحزاب يتنافسون على ممارسة الأستيطان والتوسع ، تم توزيع الحقائب والمهام فيما بينهم بما ينسجم مع تطلعات الضم وإلغاء حل الدولتين وجعل الأرض الفلسطينية بكاملها أرض التطور الأستيطاني ، فقد أسند للوزير سلفان شالوم من الليكود مهمة تطوير منطقتي النقب والجليل من أراضي 48 ، وأسند للوزير نفتالي بينيت من حزب المستوطنين البيت اليهودي ، مهمة تطوير القدس ، ومهمة إستيعاب القادمين الجدد أُسند للوزيرة سوفا لاندفر من حزب إسرائيل بيتنا ، ولنتنياهو نفسه وظيفة الأهتمام والمتابعة للطوائف اليهودية في الخارج ، هذه التقسيمات الوظيفية للوزراء وللعناوين التي يشغلونها تعكس المنطق السياسي ، والرغبة المعلنة للتوسع على حساب الفلسطينيين سواء في مناطق 48 ( الجليل والنقب ) أو مناطق 67 في القدس المحتلة والمستوطنات على أرض الضفة الفلسطينية ، ولذلك ثمة وضوح في التوسع والتمدد بالإتجاهين معاً ، والتعامل مع الجغرافيا الفلسطينية بإعتبارها أرض واحدة غير قابلة للقسمة بإتجاه الدولتين أو إحتمال أن تكون القدس عاصمة للطرفين ، فالبناء والتوسع والإستيطان وتعطيل التطور الفلسطيني وعرقلة نموه يسير بإتجاه واحد فقط ، أن لا حل إسرائيلي بإتجاه التعايش والشراكة أو الرغبة في التوصل إلى حلول وسط ، بإستثناء الهيمنة الإسرائيلية وأن لا دولة ثانية بين النهر والبحر كما يقول ليبرمان رئيس البيت اليهودي وحليف نتنياهو وشريك الليكود في إدارة الحكومة والصراع ضد الفلسطينيين .
h.faraneh@yahoo.com