يزيد أبو تايه .. يكتب ( سالفة عشق ) !!

سالفة عشق !!

هتف بي قلبي يوماً ، بأن أسلك درب هذا العشق الذي أسمع عنه !! وأن أتذوق طعمه ! فما زلت فضولياً أريد أن أعرف العشق ! وأعيش جوه !!

فبينما أنا على هذا الحال من الفضول !! لاح لي قلب ! ونبض له قلبي ! وأستبشرت خيراً ، وقلت : ها أنا في أول بدايات مشوار عشقي !! فهتف قلبي لذاك القلب وحصل بيننا القبول ! ففرحت وأخذت ذلك القلب وحظنته وسلمت قدمي للرياح قابضاُ على ذلك القلب خوفاً من أن يقع مني أو يضيع !!

سألني ذاك القلب : هل تعشقني ؟!

أجبتها متلعثماً : إي صحيح !!

ثم ذهب ذاك القلب !!

فقلت ويخنقني العجب !! : إلى أين ؟!

فقال ذاك القلب وهو ( مقفي !! ) : لا حاجة لي بالعشق !!

فخنقتني العبرة !! وقلت متلعثماً : ولماذا جعلت قلبي ينبض لك ؟! ثم الآن تترك قلبي وحيداً لا مؤنس له ؟!

فلم يرد على كلامي !! ذهب وأقفى !! بعدما تلاعب في قلبي !! ذهب حين أستبشرت بقلبه خيراً !! إي نعم قد ذهب وأقفى !!

أستسلمت لهذا الفشل ! وكرهت العشق ! ويضيق صدري حين أسمع شيء عنه !!

ذهبت إلى البادية حيث موطني ومرتعي ! جلست في بيت الشعر أطالع بعيوني تلك الفيافي ! وأنظر الى قطعان الإبل والأغنام وإلى الرعاة !!

فبينما أنا على هذا الحال ! سارحاً فكري ! جاء إليّ رجلٌ غريب ! وأمسك بيدي وشدّ عليها ! فقال لي : أتعلم ما هو الشوق ؟!

قلت متلعثماً ومصدوماً : لا .. !

قال لي : الشوق هو نبض القلب لذلك القلب !!

نزعت يدي بقوة من يديه ، وقلت : لا من فضلك ! لا تذكر لي العشق ومفاهيمه القاتلة ! لا تذكر لي العشق وتلاعب البشر فيه بالكذب !!

فقط أريدك أن تصف لي سرعة نبض قلبي لهذه البوادي بعيداً عن الناس !! أريدك أن تصف لي تلك اللذة العارمة بين الصحراء وأهلها أصحاب القلوب الصافية !!

فعاد الرجل وقبض على يدي ، وقال : إذن سالفة عشق !!

شهقت وأنخنقت ، وأصبحت أنظر هنا وهناك !! وعيوني تبرقها لمعان الدمع !! فقلت والشهقة تأخذني : نعم ، ذي سالفة عشق !!

بقلم :
يزيد أبو تايه