لماذا جاء أوباما ؟

لا يمكن أن تكون زيارة أوباما للمواقع الثلاثة التي زارها للعناوين المكررة المعروفة سابقاً ، فتحالف الولايات المتحدة مع إسرائيل وضمان أمنها ليس بجديد ويعرفه القاصي والداني ،فكل رئيس أمريكي قال ذلك وأقسم أغلظ الأيمان عليه وقام بزيارة ما يسمى المحرقة ولبس قلنسوة اليهود وأكد على التعاون العسكري وغير ذلك مما تريده إسرائيل . وليس بجديد أيضاً أن يتحدث عن الدولتين ويعلق "بلطف" على الاستيطان بأنه معيق للسلام ، بالطبع يقول هذا في معرض مجاملة الفلسطينيين والعرب !! ويكرر دعمه لسلام من دون أن يستعد للضغط على " إسرائيل ".وليس بجديد أن يتحدث عن دعم السلطة والأردن ولكن ما هو هذا الدعم ؟ هل يمكن مقارنته مع الدعم لإسرائيل ؟ حتى المائتي مليون للأردن إنما هي لوجود مشكلة اللاجئين السوريين وليس للوضع الاقتصادي الأردني .وهل ثمة علاقة للتسوية بما نشرته ( ذا أتلانتك )؟!
هل يمكن أن نقتنع أن هذه الرحلة بطائراتها وسياراتها وبشرها وأمنها وإعلامها إنما كانت لأغراض معروفة سابقاً ؟!! أنا شخصياً لاحترامي لعقلي لا أقبل ذلك ، وأسمح لنفسي في ظل التعتيم أن تذهب للتخمين والتحليل .فهل المسألة وضع اللمسات النهائية للقضية الفلسطينية وأخذ موافقة الأطراف الثلاثة على ذلك ولهذا اقتصرت الزيارة على الجهات الثلاث بالرغم من وجود أصدقاء للبيت الأبيض كدول الخليج ومصر وتركيا والعراق التي كانت بالأمس تعج بالآلة العسكرية الأمريكية . هل تصاعد وتيرة الحديث عن المواطنة له علاقة بذلك ؟ وهل الوضع الاقتصادي الأردني معلم بارز في الحل ؟ وهل انشغال الدول العربية والإسلامية بأوضاعها الداخلية ظرف مناسب ليقلع كل متضرر شوكه بيده ولا مجال لحديث عربي أو إسلامي حيث تأكد الجميع أن حالات الإشغال مفيدة جداً فقد تم شطر السودان وهي أكبر دولة عربية إلى شطرين ولم يلتفت الناس وصمت الوحدويون والإسلاميون ولم يعتبروا البشير في الخندق السلبي وهو الذي جاء للحكم بعباءة الترابي الإسلامية !! وهل للعباءات الإسلامية الجديدة الدور نفسه كي يتم تسويد سمعتهم وبهذا يتم التشويه لهذه الصحوة التي ملأت العالم ؟! . ربما ظن البعض أن ما أعلنه حلف شمال الأطلسي من الانتقال من حرب العدو الأحمر " الاتحاد السوفييتي الشيوعي السابق " إلى حرب العدو الأخضر
" الصحوة الإسلامية " ممثلة بالقاعدة والجماعات التكفيرية مع حرب ناعمة للإخوان بطرق مختلفة عبر فحص الأداء في غزة وتونس ومصر . الأيام حبالى لا تدري ماذا تلد ، ونحن أبناء هذه الأيام نعيش حالة من الحيرة مما يستدعي كل غيور أن يدلي بدلوه كي لا نعيش المزيد من الصدمات الفجائية .