في تفسير الرشفة من شاي

 

الكاتب: المستشار شفيق الدويك

السادية مرض، والرأفة فضيلة، ولا يمكن تحييدهما عند تحليل مواقف أو حالات كثيرة، إجتماعية كانت أم سياسية.


الخير والشر، والأبيض والأسود ، والكرم والبخل، والزهد وعدم الرضا أو الطمع، والإصطياد في المياه الصافية وفي المياه العكرة (ربما تكون آسنة أحيانا)،والإندفاع والتروي، وغير ذلك من متناقضات الحياة تتنفس على مدار الساعة حَواَلَـــينا .


المعنى ببطن الشاعر، والمعنى الواضح الجلي المباشر، موجودان في مواضع عديدة نطالعها كل يوم تقريبا.


الرشفة من كوب الشاي المسكوب من نفس الإبريق لاتحمل نفس التقييم من قبل الشاربين:

يصفها شخص بأن مذاقها مر، ويصفها آخر بأن مذاقها حلو، ثم يصف البقية نفس الرشفة بأنها جيدة، أو سيئة، أو غير مناسبة، أو لا طعم لها، أو...... الخ. يختلف الوصف بإختلاف السمات الشخصية، والأمر طبيعي تماما.


قد نتفق، إذا كنا ندرك بنفس الكفاءة والفاعلية، ولدينا نفس مقدار منحنىيات الخبرات، وغير ذلك من العناصر أو العوامل التي تساهم في تقريب وجهات النظر، أو قد لا نتفق، إذا كان هناك خلل ما في وظيفة الإدراك، وما هو مسكوب في الرأس، ومدى أو مقدار التحكم بالغرائز، والتوجه نحو تحييد عنصر التحيّز المقيت.

تلك هي الحكاية.

مصير أمة ووطن هو ليس رشفة من كوب شاي.