الشرق الاوسط بين الدولة اليهودية والدولة الاسلامية !!

الشرق الاوسط بين الدولة اليهودية والدولة الاسلامية !!

شهد القرن التاسع عشر ولادة الحركة الصهيونية التي تتمثل أهم أهدافها في إيجاد حل للمسألة اليهودية. بدأ عدد كبير نسبيا من أعضاء الجماعات اليهودية في الهجرة إلى أرض فلسطين في نهاية ذلك القرن. أما مؤسس تلك الحركة " تيودورهرتزل" الذي فاوض بريطانيا في هجرة اليهود إلى بلدان أخرى ، مثل أوغندا أو سيناء ، وكانت الاقتراح الأكثر جدية هو إقامة حكم ذاتي يهودي في أوغندا , خصوصا بعد مذبحة كيشينوف التي تعرض لها اليهود هناك الذين طاردتهم الامبراطورية الروسية لاتهامهم بخيانة للامبراطورية آنذاك ، مما أدى إلى مهاجرة عدد كبير من يهود شرقي أوروبا إلى غربي أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط .
أرسل المؤتمر الصهيوني العالمي فيما بعد بعثة إلى اوغندا لبحث اقتراح اقمة وطن قومي لليهود هناك ، المقترح رفض فيما بعد لأسباب وطنية وتاريخية !!
في الثاني من نوفمبر 1917، خلال الحرب العالمية الأولى، وكتقدير للجهود التي قدمها اليهود في الحرب الى جانب بريطانيا , اصدرت بريطانيا وعد بلفور في إقامة دولة يهودية بفلسطين , وبعد قصة المحرقة التي تعرض لها اليهود في الحرب العالمية الثانية , وقعت بريطانيا قرار تقسيم فلسطين والذي أعطى اليهود 55% من الأرض في وقت كان اليهود يشكلون ما نسبته 30% من السكان، وذلك بحجة توطين لاجئي المحرقة المزعومة .
فقامت بريطانيا بالانسحاب من فلسطينوإعلان انتهاء الانتداب البريطاني في منتصف ليل الـ15 من مايو 1948 , ليصار الى اعلان استقلال اسرائيل واعلانها دولة يهودية ووطننا قوميا لليهود .
الكذبة التي صدقها اليهود بان لهم حقا في ارض فلسطين يعود لما قبل 3000 عام , والتاريخ المزور التي اتت به على العالم ساعدها لجلب الدعم الغربي لها وانشاء تحالفات قوية مع الغرب الداعم منذ تأسيسها والى يومنها هذا للسياسات الصهيونية واطماعها التوسعية والعنصرية .
وكان اخر مظاهر الدعم لها في اللقاء الصحفي الذي اجراه الرئيس الاميريكي باراك في اسرائيل والذي دعا به العرب الى تطبيع علاقاتهم مه اسرائيل ودعوة الى اعتراف عربي وفلسطيني باسرائيل كدولة يهودية !! ولم يتحدث بشكل جدي عن احلال السلام في المنطقة وايجاد حلول للنزاعات القائمة .
هذا يعني ان المرحلة الحالية ليس السلام هو الاهم ولا حل الخلافات والتوتر القائم , المرحلة تركز كثيرا على التكتلات والتحالفات , خصوصا ان اوباما قد تعهد لاسرائيل والاردن في زيارته الى التزام الولايات المتحدة بامان الدولتين .

فيما يقابل ذلك تصاعد قوة الاخوان المسلمين والفكر الاسلامي في الشرق الاوسط بعد ثورات الربيع العربي التي شهدتها وما زالت في المنظقة , نحن نلاحظ تصاعدا للتيارات الدينية ونداءات عديدة الى تحويل الدول الى انظمة دينية , المشكلة الكبرى ان هذه الجماعات اليمينية تأخذ التطرف منهجا والعنف وسيلة . ولا ننسى الجمهورية الاسلامية في ايران التي باتت اقرب الى امتلاك السلاح النووي وحيازتها على منظومة صواريخ بالستية وتحديث قدراتها العسكرية بشكل مستمر , والصراع الطائفي في العراق الذي يبدو الغربيين يسعون الى تمزيق العراق الى دويلات طائفية ومذهبية واشعاله بالفتن والدسائس .
السيناريو الذي يحصل ايضا في سورية مخيف جدا للكثير من الاطراف , خصوصا اذا انهار نظام الاسد واستولت كل تلك الجماعات المسلحة والمتطرفة على زمام الحكم في سورية لتحولها الى دولة دينية على غرار ما تم في افغانستان بعد اسقاط الحكم السوفياتي لها . تلك الجماعات التي تمتلك الاسلحة وقد تصل ايديها الى الاسلحة الكيماوية والبيولوجية التي بحوزة النظام السوري الحالي لتشكل قوة وقنبلة موقوتة في المنطقة بلا صمام امان , خصوصا مع الفكر المتطرف الذي لا يتقبل الاخر باي شكل .

هل سنشهد تحولا سياسيا نحو اليمين في سياسات الدول في الشرق الاوسط ؟ هل سنصبح نعيش في دول دينية متنازعة ؟ هل ستتقبل تلك الدول اليمينية وجود دول اخرى بجوارها في المنطقة مخالفة لها بالفكر والعقائد ؟
ان حصل هذا فان الشرق الاوسط بكل مكوناته واطيافه , الى الانفجار !!