تمسك شعبنا الفلسطيني بحق العودة


على الأجيال الفلسطينية القادمة أن لا تنسى حقها في فلسطين، وأن لا تتوقف عن حلم العودة إليها، والمطالبة بها، والإقامة فيها، والتضحية لأجلها، تعدّ قضية اللاجئين الفلسطينيين من قضايا الصراع الجوهرية مع العدو الصهيوني الذي اغتصب أرضهم وشردهم منها بقوة السلاح وبإرتكاب المجازر، وقد شكلت هذه القضية إحدى النقاط الرئيسية فيما يسمى بمفاوضات الوضع النهائي، مما يؤكد مركزيتها خاصة وإنها تشكل قضية أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني، مثلما هي قضية كل الشعب العربي الفلسطيني، والأمة العربية التي تتمسك بحق العودة الطبيعي لهؤلاء اللاجئين إلى وطنهم وأرضهم وممتلكاتهم، هذا الذي كفلته قرارات الشرعية الدولية المتعددة وخاصة القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في الحادي عشر من شهر كانون الأول عام 1948م، وقرارات وقوانين واتفاقيات دولية أخرى. 
 
وحقوق الإنسان وقانون اللاجئين، وقد دأبت الجمعية العامة في دوراتها المتلاحقة على تأكيد هذا الحق يسمح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم والتعويض عن الخسائر، والأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهم جراء طردهم من ديارهم ومدنهم وقرارهم. 

ومن الطبيعي أن يواجه العدو الصهيوني هذا القرار وغيره من القرارات المتعلقة بحق اللاجئين الفلسطينيين بالرفض وعدم الاعتراف، مجرد الاعتراف، بالمسؤولية عن هذه القضية وبالتالي فهو يتهرب من بحثها أو التفاوض حولها مدعيا بأن قضية اللاجئين وعودتهم تعني نهاية الكيان الصهيوني وانهيار الطابع اليهودي للدولة الكيان الصهيوني. 

إن القرار 194 لم ينتهي مفعوله حتى لو تم التوقيع على اتفاق نهائي بين الكيان الصهيوني وأي جهة فلسطينية وإن كنا لا نرى الوصول إلى مثل هذا الاتفاق لأن العدو الصهيوني لا يوقع على اتفاق لا يخدم أطماعه الصهيونية في فلسطين، كما لا تستطيع أي جهة سياسية أن تتنازل عن حق العودة الوارد في هذا القرار أو تجاهله، كما نؤكد أن أصحاب هذا الحق هم مجموع الشعب العربي الفلسطيني ومعه أمته العربية التي تعتبر أرض فلسطين أرضا عربية لا يمكن التنازل عنها للعدو الصهيوني الغاصب، وبالتأكيد نحن نعني بالأمة العربية الشعب العربي في كل أقطار الوطن العربي المتمسك بحقوق الأمة وليس أنظمة تنازلت عن الحقوق العربية إرضاء أو استجابة لمطالب الأمريكية الشريك الداعم للكيان الصهيوني في اغتصاب الأرض والحقوق العربية في فلسطين وغيرها من أقطار الوطن العربي. 
 
حق العودة، يخص كل فرد فلسطيني تم تشريده من أرضه كما هو حق لأبنائه وأحفاده وذريته من بعده الذين لهم الحق في استرداد أرض الآباء والأجداد ولهم الحق في التعويض أيضا عن المعاناة وعذابات التشرد واللجوء. 

نرى أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين يرتبط ارتباطا وثيقا بحق تقرير المصير، لان الشعب أي شعب يقرر مصيره فوق أرضه وليس في بلدان الشتات، كما يرتبط أيضا ارتباطا وثيقا بالدولة الفلسطينية المستقلة. 
 
إن حق العودة لا يسقط بتنازل فرد أو فئة أو جماعة، ولا يسقط بالتقادم مهما طال الزمن، إنه حق وطني وقومي وديني ومن واجبنا جميعا التمسك بيه والنضال من أجل تحقيقه . 

وان ما نطمئن إليه هو تمسك شعبنا العربي الفلسطيني بحق العودة وتمسكه بأرض فلسطين العربية بترابها بمياهها بأشجار الزيتون والبرتقال والليمون، ولن يتنازل عن هذه الأرض العربية أو يساوم عليها مهما طال الزمن ومهما بلغت التضحيات ، حيث قدم هذا الشعب ومعه أحرار الأمة الشهيد تلو الأخر من أجل استعادة الأرض .ِِ

وإنها لثورة حتى النصر.
بقلم الكاتب جمال أيوب.