أقلام برسم البيع

يطل علينا صباحا ومساء ثلة من الأقلام العفنة والتي تهوى النباح واقتيات قيء الكلام في معزوفة شبه يومية بالحديث عن ما يسمى بالوحدة الوطنية ويقسمون الكعكة إلى أردني وفلسطيني معلقين آمالهم على قانون فك الارتباط وتفعيل دور دائرة المتابعة والتفتيش وكأننا تجاوزنا جميع المشاكل التي نعاني منها ولم يبق من مشاكلنا سوى هذه متناسين الكثير من مشاكلنا الحقيقية وعلى رأسها تجار الفساد الذين باعوا البلاد والعباد ونذروا أنفسهم لخدمة أقدام الصهيونية كأقلام مأجورة تربت في مواخير الفرقة والعنصرية وكم تمنيت أن أقرأ مقالا لتجار الوطنية يتحدث عن غير هذا ويلج إلى أعماق ما يعاني منه مجتمعنا من تهديد حقيقي للمنظومة الأخلاقية والتي تحكم المجتمع الذي نعيش فيه جميعا سواء كنا من تجار الفساد أم من أصحاب الأخلاق والذي ينبيء بان هؤلاء الثلة من أشباه الكتبة لا يريدون استقرارا لهذا البلد بقدر خلط الأوراق وخدمة أسيادهم من تجار الفرقة وإظهار حرصهم الزائف والمصطنع متذرعين بالخوف على الوطن ولو استثنينا موضوع الأردني والفلسطيني ما وجدنا لديهم القدرة على الكتابة في موضوع اجتماعي أو سطرا من الإملاء ومن هؤلاء الثلة حتى وان كان موضوع كتابته عن النفط فلا بد ان يعرج على ذكر الفلسطينيين والنظر إليهم كمغتصبين ونسي أن لنهر الأردن ضفتين ولا أدري حسب ثقافتي المتواضعة وجود نهر بضفة واحدة ولا أعلم أن الفلسطيني غادرالضفة الأخرى لنهر الأردن حبا وطواعية بل خرج مغلوبا مقهورا ما اعنيه وما أريد أن أخلص إليه أن أوجه نصيحة لثلة الأقلام الصفراء أن يتركوا العبث في هذا الشأن والكف عن تأليب الأخ على أخيه والزوج على زوجته كون هذا المجتمع أكثر من 60% من أسره تولدت عن طريق المصاهرة بين أردني وفلسطيني والعكس ما نحتاج إليه الأن هو رص الصفوف وحماية الأردن الذي يحتضنا جميعا فالمتربصون به كثر والأقنعة كثر فالأردني الشريف تعنيه فلسطين كما يعنيه الأردن والفلسطيني الشريف يعنيه الأردن كما تعنيه فلسطين وهذا ما حث عليه القرآن الكريم دون أن أسمع ممن يسمون أنفسهم قوميين وإسلاميين فالفساد الفكري لا يقل أهمية عن الفساد الاقتصادي والعقل العفن الذي يمثله بعض أشباه الكتبة لن يعود علينا بالخير كوننا في قلب صفيح ساخن من الأحداث المتسارعة .