مقابلة جلالة الملك.. قراءة من مواطن كادح!!


بالرغم ممّا أثارته مقابلة جلالة الملك مع الصحفي جيفري من زوبعة إعلامية، وشعبية. وبالرغم من المغالطات التي أثارتها الترجمة، وتحليلات الكاتب الشخصية، و التي لا نعلم أي أهداف يريدها الكاتب من بث روح الشقاق بين أبناء الوطن الواحد، فلا بدّ أن نعترف بأن هناك ترسبات قديمة أوجدها شخوصاً تغذوا على ضعف الدولة وإبقائها على أجهزة الموت الرحيم، ليتسنى لهم بناء امبروطورياتهم العملاقة من جيوب الوطن، وهم بالأساس يمثلون بعض الاتجاهات الرسمية؛ لأنهم الأقدر على معرفة مركز الوهن في مفصل الدولة وهو الاقتصاد، لذلك يحاولوا ا أن يبعدوا أنابيب الأوكسجين عن شريان الدولة.

أما ما أثارته المقابلة بخصوص الجزء العشائري، وبالرغم من المغالطات التي أردوها الكاتب من حيث الوصف لبعض الرموز العشائرية، فعلينا أن نعترف أننا نحن الشعب لا نرغب بالتغيير وأننا ننصاع للعواطف، والحمية للعشائرية من خلال إيصال شخوصاً إلى قلب الدولة ومناصبها، لم يغيروا سوى مواقع قصورهم الشامخة في روابي عمان، لا بل غيروا في فكرنا أي أن يبقوا رموزا للعشائرية من باب القيادة، والرفعة، ولكي يبقوا فرساناً يدافعوا عنا أمام الحكومات وقد نحصل على بعض المكتسبات من خلال انخراط بعض أفراد العشيرة في مناصب رفيعة بالدولة.

وإذا كانت الدولة ارتكبت بعض الأخطاء من خلال البقاء على بعض الرموز الذين لا يومنون بالإصلاح، لا بل باتوا عوائق تثبط كل محاولة إصلاحية يقودها النظام في سبيل عبور الوطن إلى ما يسمى بالدولة العصرية التي هي حلم لكل أردني شريف.

فعلينا نحن الشعب أن لا نرمي كل الإخفاق الذي أصاب المسيرة الإصلاحية والتي أعاقتها الكثير من الإشارات الضوئية بفعل بعض الجهات الأمنية من باب حرصهم على الدولة حسب ما يعتقدون، لأننا نحن من أنتخب ورشح، وصفق، وطبل لبعض الرجالات الذين خرجوا من بوابة العشائرية وتسلموا العديد من الوزارات الخدماتية، ومع ذلك ما زالت بوادينا وأريافنا تئن من الفقر، والبطالة، بينما تضاعفت ثرواتهم لا بل ورثوا المناصب لمن لا يتحملون المسؤولية فقط، لأنهم يدركون أن العشائرية ستحميهم في حالة الهلاك؛ لأننا أهل نخوة، وشهامة لا نرضى لا أحد فرسان العشائرية أن يستبدل، أو يضام مهما أرتكب من أخطاء.

ولا نريد أن نبرئ أصحاب بعض الأقلام الصحفية الذين مجدوا بكتاباتهم بعض الرموز الوطنية حتى بات الشعب يتغزل بهم، ومع ذلك خذلوا الشعب نتيجة ضعفهم الأدائي، ولم يستطيعوا أن يقفوا بوجه مؤسسة الفساد، بل صمتوا على الجرائم الاقتصادية حرصاً على مناصبهم.

إذن مقابلة جلالة الملك أصابت وصف الحالة التي يعيشها الوطن بالرغم من المغالطات التي أوردها الكاتب، لا كن علينا أن نعترف أن الترسبات والعقليات المحافظة، وقوى الشّد العكسي كانوا سبباً في تأخر المسيرة الإصلاحية، والبقاء على النظام التقليدي الذي ندفع ضرائب التقيد به الكثير.