ثورة بيضاء

ثورة بيضاء

لقد افاضني وغمرني الأردنيون جميعاً من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال بكافة معتقداتهم وأصولهم وأطيافهم ومذاهبهم بلطفهم ومحبتهم والذي كان بالنسبة لي أكثر من وسام على الصدر فما أعطوني سكن في القلب لأنه من القلب وهذا يضاف إلى زادي وزوادي في المرحلة المقبلة ... الصعبة التي يزيغ فيها المنافقون ويصمد فيها الصادقون ... لكن الرجال هم الذين لا تتبدل مواقفهم بتبدل مواقعهم ونطلب من العلي القدير أن يثبتنا على طريق الرجال ... فبعض الأمور يراد لها أن تكون سماً ... لكنها كانت أكثر من ترياق يرحل الأشخاص أو يرحلون وتبقى المؤسسات .
الحوار وآدابه هو بلسم الأحتقان وصمام الأمان وهو ديدن المستقبل وحيثما يتسع الصدر يتسع الوطن ويصان ... هناك أمور خلافية وتباين في الآراء وهذه طبيعة الحياة والمجتمع ويجب أن لا يكون الأختلاف في الرأي مفسداً للود وهناك أمور تكون جامعة وبديهية فالأنتماء مثلاً هو دم يجري في العروق ومسؤولية وليست وظيفة أو وجهة نظر ... وخطوط الدم هي خطوط النسيج الوطني المتشابكة أفقياً وعامودياً والتي تتجمع في القطب أو القلب ... قطب الرحمة بيت الهاشميين بيت الأردنيين جميعاً وحتى أكون دقيقاً وليس مقلداً حيث تحدث الكثير عن الخطوط الحمر ... مروراً بألوان قوس قزح ولكني أقول أن خطوط الدم الأردني هي خطوط وخيوط النسيج الوطني بكل مكوناته الرسمية والشعبية حيث التراب الأردني ننتمي منه واليه ... وثانياً البيت الهاشمي ... وثالثاً الدولة الأردنية التي تسكن فينا ونسكن فيها ويكلل ذلك ... اما الشعب فالشعب مصدر السلطات ونبعها وهو الذي يحميها وتحميه وتمتد جذورها فيه ... هذه هي خطوط الدم ... الذي يصبح فيها الدم رخيصاً في سبيل الحفاظ عليها والخطر كل الخطر أن يشعر المواطن بأن السلطة جاثمة عليه لا نابتة منه وهنا تبدأ الململة مقدمة الزلزلة وبفعل الأزمة تتحول الأغلبية الصامتة فتصبح أغلبية متحركة ... فالوطن بحاجة إلى مؤسسات شعبية تبلسم الجراح وهي كثر وتستبق الأنشقاق , وهذا يقع على عاتق كل أردني غيور وهنا أدعو إلى التحاور والتشاور فالمسؤولية على الجميع مؤسسات شعبية تفعل ولا تنفعل توحد ولا تفرق تنبت من الهم الوطني وتسير على درب المصلحة والمصالحة الوطنية ... إن القطيعة مع الرأي الآخر وإستصغاره وإستعدائه أو دفعه خارج الحلبه ... هي بداية التقطيع ... إننا جميعاً في مركب واحد والمصالحة الشعبية والحوار الشعبي هما طوق نجاة وصمام امان لما هو قادم وإذا ما تمأسس هذا الجهد سيكون له دور حاسم في فتح الأبواب التي قد تغلق .
ندخل مرحلة الربيع أو الشتاء العربي وبغظ النظر عن الرأي في المصطلح ... بما فيها من أعاصير ورياح وأحداث فاقت حد الخيال ... تجيش في النفس أشياء وأشياء وإنني أسأل وأتساءل هل من الحكمة ان ندخل الجحيم ... وبشوق , وهل من الجهالة أن نعاند القدر , وهل نعبر متشابكي الأيدي ... أم ونحن مشتبكين بالأيدي ومشتقاتها ... لكن أخطر الأمور أن نقول كما قال غيرنا ... أننا لسنا كغيرنا ... وفعلاً لم يكونوا كغيرهم بل أشد فلا أحد معصوم إلا بحبل من الله .
تاريخ الهاشميين في أردننا الحبيب لم يشهد هدر قطرة دم سياسية بل كان الهاشميون لكل أبناء الوطن ودائماً كانوا يفتحون الطريق لكل من يخرج عن الطور ... مكرماً محترماً وقد كانوا سباقين للإصلاح والتغيير وحتى نادوا بالثورة البيضاء التي كان قد أطلقها المغفور له بإذن الله المرحوم الملك الحسين عام 1996 فالراية راية الثورة البيضاء ترتفع من جديد بيد شبل هاشمي هو صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني يرعاه ويحماه الله وخلفه كل الصادقين في مواجهة قوى الشد العكسي وقوى الفساد هؤلاء الذين يريدون أن نرفع " الراية البيضاء" هذا لن يكون وسيحاسب الفاسدون وستهزم قوى الشد العكسي ولا مجال إلا أن يصح الصحيح فهذه أيام الحق وأيام الشمس فما هو مستور اليوم أو مستور العوره ... غداً سيكون تحت عباءة المحاسبة يا أولي المسؤولية ... ويداً بيد مع جلالة الملك ومع كل الصادقين والغيورين سنكمل المشوار الذي ما زال طويلاً وخطيراً وذلك ضمن الثوابت والقناعات الراسخة في أذهان كافة أبناء الوطن بجميع أطيافهم وهي الوطن مقدس والقيادة الهاشمية والوحدة الوطنية وأمن وأستقرار الأردن .



بقلم
فيحان ناصر العيطان