اللعب بالنار...؟

اللعب بالنار...؟
-------------------
نبيل عمرو-عمان
- الخير بالخير والبادئ أكرم ، والشر بالشر والبادئ أظلم.
-مؤسسة العرش الهاشمي ، أركان الدولة بما فيها من سلطات ، تشريعية ، تنفيذية ، قضائية وحتى أمنية ، هي الجهات المسؤولة عن المواطن ، وكذلك عن المقيم ، الزائر ، السائح وكل ما يدب على أرض المملكة الأردنية الهاشمية ، من حياة بما فيها الشجر ، الحجر وما هو فوق الأرض وما في باطنها ، وإن كان بهذا لا يحق لأي كان وتحت أي إدعاء ، أن يمس موقع حجر في رصيف شارع من شوارع الوطن ، خارج سياق القانون وتحت طائلة المساءلة ، فكيف سيكون الحال حين تُصبح حياة المواطن ، الإنسان مهددة ...؟ إن لم يكن بالموت فبالضياع كنتيجة لسحب جنسيته ، وما هو وصف الدولة ومؤسساتها حين تتغاضى عن إنتهاك الدستور ""أبو القوانين"" ورمز العقد الإجتماعي والمرتكز الأساس لإدارة الدولة وشؤون الناس، سياسيا ، إقتصاديا وإجتماعيا...؟
-دعونا نتوقف عند نداء وضع النقاط فوق الحروف ، الذي أطلقه البعض، كضرورة باتت ملحة بجدارة في سياق التراشق ، بين بعض أطراف المكونيين الرئيسيين في المجتمع الأردني ، من شرقي الأردن وغربيه ، وهو تراشق بات مخزيا ، مقيتا ومقززا بين العُصابيين من طرفي المعادلة ، فيما الدولة بكل مكوناتها سالفة الذكر في مقعد النظّارة ، ترى العمى وتتعامى ، وكأن كل هذا يجري في بلاد واق الواق وليس في المملكة الأردنية الهاشمية ، وهي المحاطة بالنيران تشتعل حولها من الجهات الأربع ، ولم تُدرك بعد أن هناك من يُهدد ويتوعد ، تفجير دوائر حكومية، وآخر يفرد أسلحته على الملأ ، رشاشات كلاشنكوف وشراشير الرصاص ، قطع أيدي وتبشير بالموت الزؤام ، إعلان أحكام عرفية ، شن حروب ، توزير وعدم توزير وغير ذلك من خزعبلات.
فك الإرتباط...؟
-----------------
-وإن كنا فرحنا أن الربيع الأردني ما يزال مستمرا بهدوء ، وبتناغم وتكامل مع القمر الأردني ، كنتاج للتوافق بين غالبية الشعب وبين مؤسسة الحكم ، فإن قرار فك الإرتباط وما أنتج من جدلية تكاد تعصف بفرحنا هذا ، وربما نجد أنفسنا لا سمح الله تحت رحمة شرارة ، يُشعلها عُصابي أو مأجور من هذا الطرف أو ذاك ، ونحن نقف على أعتاب زمن مقصلي في غير مسألة ذات أبعاد إستراتيجية ، أهمها قضية فلسطين وما يُحاك حولها ، ومن ثم المسألة السورية ولهيب نيرانها ، وعندها سنصبح كحال المُنبت ، لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ، إن لم يكن أسوأ.
الحسم...؟
----------
-كي لا يأتي يوم ""لاسمح الله"" نردد فيه ليت ساعة مندم ، فإن من الأهمية بمكان أن يكون الدستور ، والمحكمة الدستورية هما الفيصل في هذا الشأن ، ليتم حسم هذه الجدلية حول قرار فك الإرتباط ، بقرار نهائي يخضع له الجميع ، وتخرس الألسنة وتحت طائلة المُساءَلة القانونية والعقوبة المُغلظة ،وكذلك الحال بالنسبة للمواطنة ، إذ لا يُعقل أن يُتهم المواطن بإتهامات عشوائية ومسيئة ، تحت سمع وبصر الدستور والقانون، وبدون رقيب أو حسيب ، فيما الحق الدستوري والقانوني يمنح المواطن حق المطالبة بالعدل والمساواة ، بطرق قانونية وسلمية ، حيث لا حرية ولا ديموقراطية ولا حقوق إنسان ، حين تستمر حالة محمد يرث ومحمد لا يرث ، ما دام الجميع يؤدي ما عليه من واجبات تجاه الوطن .
فلسطين...؟
------------
-فلسطين ، الأرض ، الشعب في الداخل والشتات ، كما المُقدسات ليست بحاجة للتعاطف معها أو البكاء عليها ، فالشعب الفلسطيني يرفض بالقطع أن يُصوُر أنه مجرد ضحية ، وطفل أشعث الشعر وحافي القدمين يقضم كسرة خبز ، فالفلسطيني لم يبع أرضه كما يردد العُصابيون ، ولن يستبدل فلسطين بجنات الأرض ، فهو شعب خلاق ، يُولد ويدفن بإسم الله وإسم فلسطين ، وفلسطين بحدودها التاريخية من البحر للنهر ، وإليكم نموذجا لما يُفكر به الفلسطينيون.

إلى يافا مهما تعاقبت الأجيال

نبيل عمرو-عمان
- تمكنت اليهودية العالمية في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ، من تحقيق بعض أهداف الإله المحجوب يهوه ، بالسيطرة على مراكز صنع القرار الدولي ، مستخدمة فلسفه هذا الإله المُخْتَرَعْ القذرة ، والتي تعتمد على ، وهي أدوات تطورت وزادت فعاليتها في أواخر القرن العشرين ومطلع الحادي والعشرين، الذي يشهد ثورة الإتصالات والمواصلات، تدفق المعلومات وإنتشار مواقع التواصل الإجتماعي ، وهي مواقع متعددة الإستخدامات ، تحمل في ثناياها العلم ، المعرفة ، حوار الثقافات وتبادل المعلومات ، كما تحمل المتفجرات وتعهير وتدمير الإخلاقيات بين الشبان والشابات ، مما سهل ويسهل على اليهودية العالمية وإلى حد كبير الترويج لفلسفة ياهوه ، عبر المال، الجنس ، التجسس ، المخدرات والمثليين والمثليات...!
_ توضيح -
-----------
- إن أتباع يهوه ، وما يتفرع عنهم من أذرع شيطانية كالصهيونية العالمية والماسونية العالمية ، النوادي ، الجمعيات ، اللوبيات وغيرها من المسميات السياسية ، الإقتصادية ، الإجتماعية ، الثقافية ، الإعلامية والدينية ، فإن كل هؤلاء لا يمتون بأية صلة لليهود الذين هادوا بملة سيدنا موسى عليه السلام ، فأتباع سيدنا موسى عليه السلام ، هم الأشد عداءً للصهيونية ولإتباع يهوه وضد إحتلال فلسطين ، ولا يؤمنون بقيام دولة تجمع اليهود ، لا في فلسطين ولا في غيرها من بقاع الأرض ، كما أن الذين هادوا لا يمتون بأية صلة ليهوذا الإسخريوطي الذي تآمر على سيدنا عيسى بن مريم ، المسيح عليه السلام ، فأتباع يهوه والإسخريوطي هم النبت الشيطاني ، إستفحل وباءاً لتدمير البشرية التي يصفها أتباع يهوه ب ""الغويم"" ويعتبرون البشر مجرد خدم وعبيد لهم .
- وعليه ، حين نتحدث عن اليهودي القذر فنحن لا نستهدف دين موسى عليه السلام والمؤمنين به، إنما نتحدث عن فايروس الشر وعصابة العابثين بمصائر الشعوب والأمم ، التي تعمل على تدمير القيم ، نشر الرذيلة ، تفريغ البشر من إنسانيتهم وسلبهم حريتهم ، ليصبحوا عبيدا للمال ، المخدرات ، القمار والجنس وتحت رحمة عين الجاسوسية ، التي تستحوذ عليها اليهودية العالمية وأذرعها ، لا بل تُتقن صناعتها والترويج لها ، إلى الحد الذي دفع بالرئيس الأمريكي أوباما ، في خضم سعيه لفترة رئاسة ثانية ، أن يتحدى تاريخه وتاريخ الآباء الأمريكيين ، ويتخلى عن مبادئ الحق ، العدل ، المساواة ، الحرية ، الديموقراطية وحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني ، ومن ثم يغرق في مستنقع اليهودية العالمية ، ويزيد على هذا بتحد لقدسية الإنسان كأعلى مراحل الحياة والوعي الوحيد عليها ، بالدعوة لزواج المثليين بما في ذلك من إتساق مع أهداف أتباع يهوه ، الذين يعملون على جعل الناس عبيدا لغرائزهم الحيوانية ، لتسهل وسائل السيطرة على هذه القطعان من الأشكال البشرية .

القدس...؟
---------------
- أما وإن كان الشرق الأوسط هو عاصمة العالم > ، وإن كان الهلال الخصيب وتوأمه وادي النيل ، هما مهد الحضارات القديمة والفاعلة ، فإن شعب الديار الشامية ، سورية ، الأردن ، فلسطين ولبنان هو خلاصة هذه الحضارات ، التي نشأت ، أقامت أو عبرت هذه البلاد ، وهو الشعب الأكثر إكتواءً بنيران الإحتلال اليهودي لفلسطين عامة والقدس خاصة ، هذه المدينة التي كانت على مر العصور مدينة السلام ، مهد الديانات السماوية ، الحضن الدافئ للتعايش بين المسلمين ، المسيحيين واليهود ضمن المقولة الشعبية ، ولمن لا يعرف من الأجيال الفلسطينية ، الشامية ، الهلالية ، العربية ، المسيحية والإسلامية فإن النسوة اليهوديات والعربيات كن يتبادلن رضاعة ورعاية أبناء بعضهن، وكان الرجال والنساء يشاركون في أفراح وأتراح بعضهم ، ويتبادلون المنافع التجارية قبل أن تدفع اليهودية العالمية بأذرعها القذرة كالصهيونية والماسونية ، وقبل أن تُنشئ عصابات الهاجانا ، الأرغون وشتيرن وغيرها ، ، التي كانت تقتل اليهودي الذي لا ينضم لإحداها أو لا يدفع لها المال ، كما كانت أيضا تقتل اليهود بإسم العرب لتحريضهم وتأجيج حقدهم على المسيحيين والمسلمين في فلسطين .

لماذا يافا...؟
-------------
- يافا عروس البحر ، المشتبكة مع القدس جغرافيا وديموغرافيا ، هي الحلم وهي الحقيقة ، أما إن كانت القدس دين ،روح وضمير المؤمنين من المسيحيين والمسلمين، فإن يافا حياة وعنوان ثقافي وموئل حضاري ونبوءة لتحقيق الحلم ، القدس ويافا أيقونة ، سحر وتميمة، حضارة وتاريخ يندمجان في التربية الفلسطينية ، العربية المسيحية والإسلامية على إيقاع العودة ، وسؤال التحدي إلى أين...؟ ، ليأتي الجواب بسيطا جدا على لسان الطفل الفلسطيني والعربي ، إلى فلسطين التاريخية التي ستعود إلى عروبتها مهما تعاقبت الأجيال ، ما دام الفلسطينيون يتوالدون ويدفنون بإسم الله وبإسم فلسطين ، وكذلك العرب من المسلمين والمسيحيين ، ليبرز سؤال بتحد آخر، كيف سيتم هذا في ظل موازين القوى الدولية المنحازة بجدارة لأتباع يهوه ...؟
الصراع...!
----------
- لست من الذين يتكئون على الغيب ، أو الذين يرفعون الشعارات الجوفاء ويطلقون العنان لخطابات حماسية ورنانة ، إنما بمنطق عملي غير جدلي ، أستطيع التبشير بأن ركاب سفن العودة قد بدأوا بالتسلح وأن السفن شغّلت محركاتها ، وتنتظر موعد الإقلاع بعد أن بدأ الركاب يأخذون مقاعدهم ، في زمن عربي لن ينتهي ربيعه ، قبل أن تصل هذه السفن إلى يافا ، وتفرغ حمولتها من الرجال والنساء ، المذخرة عقولهم بشتى أنواع العلم ، المعرفة ، التقنيات وبمبادئ إدارة الصراع على أسس تخلو من الرصاص ، القنابل ، البنادق والمفرقعات ، جيل من الشبان والصبايا ، من الفلسطينيين ، العرب المسيحيين والمسلمين قد إستيقظ على بوعي على كيفية إزاحة اليهودي القذر ""من أتباع يهوه"" وإحلال العربي في ضمير العالم ، كبديل حضاري وشريك إنساني في معادلة الصراع الأزلي ، والذي قوامه الأساس الإقتصاد وإدارة المال والأعمال وتبادل المنافع، وبدون إراقة قطرة دم هنا أو هناك .
- هذا ليس مجرد حلم للتمطي على شاطئ يافا ، إنما هزة غربال يستحق عليها المرحوم طيب الذكر جورج حداد وسام المعرفة ، كواحد من أبرز مثقفي الأمة وعيا على اليهودية العالمية ، كما أنها دعوة لمثقفي الأمة لإعادة صياغة شكل الصراع وأدواته مع اليهودية العالمية ، بما يتناسب مع موازين القوى ومقتضيات العصر وما طرأ عليه من متغيرات .
د .محمد مهدي...؟
--------------------
- هناك بون شاسع بين العقل والعاطفة ، في أواسط سبعينات القرن الماضي ، وكانت ما تزال نيران العاطفة مشتعلة ، وما أُخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، وعاصفة فتح تهدر وبيانات التنظيمات الفلسطينية تُدبج ، والصدور تضيق من أي حديث غير ثوري ، في ذلك الوقت أجريت مقابلة صحفية مع المرحوم طيب الذكر الدكتور محمد مهدي ، العراقي الأصل الأمريكي الجنسية ، رئيس جمعية الأمريكيين العرب آنذاك، وكان محور المقابلة قضية فلسطين ، وقد باغتني الدكتور مهدي بسؤال ، حيث قال : هل تعتقد يانبيل أن العرب يريدون فلسطين...؟ وكان جوابي عاطفيا سريعا ومتسرعا وقلت : طبعا وأكيد...! إبتسم الرجل العاقل وبأعصاب باردة قال : آسف إن قلت كذابين ،لأنهم إن أرادوا فلسطين فإن عليهم دق رأس الأفعى ... وحين سألته عن تفسير كلامه قال : إن من يحتلون فلسطين والموجودون فيها من يهود هم ذيل الأفعى ، أما رأس الأفعى فهو في نيويورك ، ولا يمكن أن تموت الأفعى إلا بدق رأسها ، وأردف قائلا إن الصراع الحقيقي هو هناك في نيويورك ، وللمصادفة أن يتزامن حديث الدكتور مهدي ، مع حديث متزامن للمرحومة مسيز مكاي النائبة العمالية البريطانية ، التي شنت عليها الصهيونية حربا شعواء ، حتى أبعدتها عن مجلس العموم البريطاني وهددتها بالموت ، لتعيش بقية عمرها مع إبنتها في كنف المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ، إذ قالت السيدة مكاي آنذاك، إن كان العرب يريدون فلسطين عليهم شراء نيويورك تايمز ، ليفيغارو ، دير شبيغل والتايمز ، فمن يسيطر على الإعلام الدولي ويعتمد خطابا سياسيا وثقافيا حضاريا ، سيتمكن من سحب البساط من تحت أقدام الصهيونية التي بدأت تُحكم سيطرتها على مفاصل صنع القرار الدولي .
ماذا بعد...؟
------------
- قد يبدو السؤال ساذجا بعد كل ما سبق ، لكنه للتذكير والتأكيد أننا نحتاج إلى مزيد من الحرية ، الديموقراطية ، سيادة القانون وحقوق الإنسان وتربية ، تأهيل وتدريب جيوشا عربية طازجة غير ملوثة بعواطف كاذبة ، تؤمن بالعقلانية وصبورة على الزمن ، مسلحة بمختلف أسلحة العلم والمعرفة والتقنيات ، تتولى إدارة الحكومات العربية ، تحرر قراراتها وتتحكم بثروات بلدانها ، تتحرر من عقد الماضي وتذهب إلى المستقبل ، لا تخشى من التعامل مع الآخر ، بل تنانده وتقايضه لمصالحها الوطنية ، القومية والإقليمية ، ومن ثم تشن هجوما على معاقل اليهودية العالمية في مراكز صنع القرار الدولي ، لتحل محلها كشريك حياة لاغنى عنه ، خاصة ونحن ندرك أن ما يهم العالم هو تأمين مصالحه ، أولا وأخير