الديمقراطية مصير

بــرأي مواطـن عـادي
الديمــقراطيـة مصـــير
مالذي يمكن أن يفتح لنا بابا نقاش محايد للوصول ضرورة وحكمة لترسيخ أو توطين الديمقراطية؟ لو استشرفت الواقع ونبشت في إرث المجتمعات العربية، وأخضعت التغييرات الطارئة والحادثة للقياس والدراسة، ستجد أن التركيبة الثقافية لمجتمع هي ما يفتح الباب لتفعيل عقلية الحكمة كدرب للتغير المطلوب بحساب، ونحن بطبيعتنا قوم حكماء، وللديمقراطية كنظام متلطب وملّح ومفترض ولن أقول مفروض "لغاية في نفس يعقوب"، أما التركيبة المكانية الجغرافية لكل مجتمع، فهي التي تحدد لكل مجتمع أي باب يلج منه ومن أيها يخرج، فالموقع الجغرافي يحدد رأس المال من خلال ثرواته المدفونة أو المصنعة، ورأس المال هو من يعيد التشكيل ويحدد كم وكيف وأي اتجاه. ولكن رأس المال وحده لا يصفق ولا يطير، المال يملأ الفراغات المادية التي تخلقها الحاجة، والمجتمع كمخلوق متكامل له قدرة عجيبة، على التغير والتبدل ونبذ الشواذ، وهناك مجتمعات أبدعت فعلا في التنوع والتغير والتخلي عن المراوحة في مكانك در، بل أن رغبتنا في ترسيخ المدنية المتحضرة في مجتمعاتنا، هو وراء محاولة امتلاك أدواتها ليختصر علينا طول الانتظار، فمجتمعاتنا الفتية بلغت الرشد، والتمرد على التقوقع صار واجب، ووسائل التعاطي مع أدوات النهوض أضحى لزوم، والرضى ضمن مقولة "الله هيك بده " مرفوض.
الغربة التي نعاني موجودة كظاهرة؛ في العلاقات التي نعيشها، وفي كل الأمكنة التي نغادرها على عجل بحثا عن وطن ونحن داخل الوطن، وفي كل الأوقات التي نستحثها على الاسراع في التغير ونحن الذين نخافها ونخاف التغيير بحد هجمته.الغربة وحشة وتوحد؛ تطرح أسئلة معلقة مقلقة، ورغم أن ممارسة الأسئلة فن؛ إلا أن القدرة على الإجابة وفتح أبواب الحكمة معجزة حكيم، ومحاكمة تلك العلاقات من منظور التفلسف وإلاغتراب فقط سلبية وأجحاف، فأنت لاتستطيع أن تصف دواءا دون أن تعرف الداء، والغربة عزلة، عزلة قاسية بدءً من عزلة الفرد عن المشاركات اليومية الصغيرة في بيته وحارته ، وصولاً للمشاركة في صنع القرار السياسي، وتقرير المصير كطريق مختصر؛ لترسيخ المدنية ومفهوم الديمقراطية المذكور اعلاه، أولا والعودة من الغربة التي تنسحب على كل التفاصيل المفترضة والمفروضة أخيراً.
غنية كعابنة
==============