المالح والتحرش بالأردن

تخصص المعارض السوري هيثم المالح مؤخراً بالتهجم على الأردن، بعد عدة تصريحات اتسمت بالغوغائية المفرطة،  ومنها على سبيل المثال إعلانه انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، وبعدها نبأ فارغ عن انشقاق بثينه شعبان، و»كشفه» أن اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية قتل في تفجير خلية الأزمة بدمشق، وتبرعه بدفع مليون دولار نقداً « لانعرف متى تمكّن من جمعها « لمن يأتيه برأس الرئيس الأسد، وهاهو اليوم يخرج علينا بتصريح لايعتمد أي صدقية، ويحذر من عملاء للاستخبارات الأردنية، في صفوف المعارضة السورية المسلحة.
يتطاول المالح حين يطالب «الأحرار»، بالتحري عن التاريخ «الجهادي» لأي أردني، قبل التعامل معه، خوفاً من أن يكون مدسوسا من الخونة، وقبلها ادّعى، ودائماً دون سند أو بينة، أن السلطات الأردنية تدرب ميليشيات للسيطرة على الحكم في سوريا، بالتنسيق مع المخابرات الأميركية، وهذه الميليشيات كما يزعم، تتواجد داخل المدن المحررة في أرياف درعا ودمشق وحماة وحلب، لا فضل لهم في تحريرها، بل إن لهم تجاوزات كثيرة أقرب الى التشبيح، لا يصلّون إلا نادرا، ولهم الكثير من التجاوزات الشرعية، تمكنوا من اختراق بعض المجالس العسكرية، وهدفهم هو استلام السلطة بعد سقوط حكم الأسد.
اشتهر الشيخ الثمانيني بكثرة حديثه عن فساد السلطات السورية، ربما ليغطي ما يكشفه بعض «رفاقه» في المعارضة من ملفات فساد تورط فيها، ومنها مبلغ مليون دولار، تلقاها بوصفه رئيس جبهه عسكريه تؤمن بالكفاح المسلح، لكنه أنفقها للإفراج عن ابنه المعتقل بتهمة امتلاك جواز سفر مزور، ساعد على فراره من الولايات المتحده الامريكيه، بعد خلافات مع زوجته، ومليون آخر تلقاه من المليونير المصري نجيب سويرس، لدعم الثوره والكفاح المسلح وجبهه العمل الوطني، ولسنا بصدد الاتهامات لولده بجمع مبلغ تجاوز الثلاثين مليون دولار، لصالح الثورة السورية، لكنه ابتلعها، فالقضية في أيدي الجهات القضائية الألمانية، ولسنا بصدد استقالته من مجلس أمناء الثورة السورية الذي أنشأه ليكون رئيسه.

ينسى المالح، ويبدو أن لتقدمه في العمر علاقة، أن الاردن استقبل قرابة النصف مليون لاجئ سوري، خلال العامين الماضيين، ويتناسى أن قوات حرس الحدود الأردنية تبذل جهودا جبّارةً ومضنيةً، في اسعاف اللاجئين الفارين من أعمال العنف في بلادهم، ويبدو أنه يجهل وجود آلاف العسكريين السوريين المنشقين على الأرض الأردنية، فيخرج علينا بتهمة بائسة، حول تسليم السلطات الأردنية الطيار السوري المنشق العقيد حسن مرعي حمادة إلى نظام الأسد، ويبدو أن لعلاقة المالح بتنظيم الاخوان المسلمين علاقة بكل هذه الاتهامات التي يبذل الرجل جهداً مضاعفاً في ترويجها مع أنها لاتنطوي على ذرة واحدة من الحقيقة.
لمعلومات المالح، إن كان لديه وقت للقراءة، موقف الحكومة الأردنية من ما يجري في سوريا واضح ومعلن، يتمثل في العمل على وقف المزيد من إراقة الدماء، ووقف العنف، وأهمية البدء بحل سياسي يحافظ على الوحدة الترابية لسوريا، وبدء مرحلة انتقالية، من شأنها أن تعيد الأمن والاستقرار الى سوريا والمنطقة، وهي جهود تنصب في المرحلة الراهنة على عدم إنزلاق الوضع السوري إلى حرب أهلية، ولعلم شيخ الحقوقيين كما يحب أن يسمّى، ولا نعيد وصف بعض رفاقه له بأنه شيخ النصابين، أن غالبية الشعب الأردني تؤيد الثورة السورية، وأن النخوة تدفعهم لاقتسام اللقمة الشحيحة مع اللاجئين إلى حماهم من بلاد الشام، وأن كل تخرصاته لن تغير موقف الشرفاء الاردنيين.