( العوده الى الله .. التائب )

الكاتب : برهان جازي

في ناس غريبه عجيبه ... يتخذ من حياته مسار واحد ويبقى عليه الى ان يتوفاه الله .. حتى لو اكتشف مستقبلا انه كان على خطأ ببعض الامور لكنه خوفا من اتهامه بالرجل ( المتذبذب ) يبقى يسير ويدافع عن نظرته وموقفه الخاطئ ولو ادى ذلك الى مساهمته بتظليل البشريه وتمويه الحق .
مثلا اذا وجد انسان ( فاسد / سارق / قمرجي ) وهذا الانسان اخذ جزاءه وسجن واسترد منه المال وتاب الى الله تعالى واصبح انسان مستقيم والله غفور رحيم .. لكن في بعض الناس خلص بظل ماخذ فكره عن هذا الزلمه انو فاسد / عاق / مذنب /سيئ.. اذا ارداد احد ان يذهب ويخطب ابنته .. بوقفوا الناس وبقولولو سيبك منو يا رجل هذا زلمه فاسق فاجر فاسد مع انو تاب الى الله بس خلص شغله طلعت عليه ولا يمكن حلها او نزعها عنو ابدا .. بتلصق فيه ..
في حين لو في شخص مؤمن وبصلي وبصوم وقائم على الفرائض واستمر بهذا العمل والطاعه فتؤه طويله من الزمن ثم فجأه ممكن اثناء سفره الى احد الدول الاوروبيه واختلط بمجتمعهم وعاداتهم وتقاليدهم وتخلى عن صلاته وصومه وضعف ايمان واصبح انسان هامل يسكر ويزني وعرف الناس بأمره وسلوكه الجديد ... ابدا .. ينسوا كل شيء كان يعملوا اكويس ومحترم وبنسوا يدعولوا ان الله يهديه ويعيده الى طريق الصواب كما كان .. ابدا بتطلع عليه السمعه الجديده .. هامل / سكرجي / منحرف .. وبتظل املزقه فيه هذه السمعه طول العمر ..
ما اود ان اقوله .. انا وجدت ان من طبيعة الانسان الغالبيه منها هم ضعيفي الايمان بحبو الحسد والشماته ولن يسمحوا لانسان بالتفوق عليه .. ينتهزوا اقل فرصه للاطاحه بالشخص والتركيز على هفواته ونزواته حتى وان تاب فهذا لا يعفيه من قطع دابر ملاحقته بالسمعه السيئه .
بنيجي بنقول لفلان هذا الزلمه تاب الى الله .. برجع بقولك ... لأ .. فاسد .. صار اكويس ... لأ ... فاسد .. يا زلمه الله غفور رحيم ..لأ .. حرامي .. قمرجي ... في حين هو ينسى نفسه وبتلاقي بعمل السبعه وذمتها لكن فسش حدا داري عنو الا رب العالمين ... لا ينظر الى نفسه واخطائها وارتكاب المعاصي ... ينظر الى غيره .. هي عقدة النقص او الاسقاط ما بعرف .ز.. المهم في خلل بالعمليه .
تشوييه السمعه او اغتيال الشخصيه هو ليس من طبائع المسلمون حتى لم اقرأ او اجد بأي دين من الاديان السماويه تحث على ذلك .. ولا ادري ما هو السبب من وراء هذه الامور .. هل هو الصراع على السلطه .. ام من اجل ان يغطي على عيوبه ويلفت الانظار الى غيره ... او هو من اجل التنافس الغير الشريف بالمجالات السياسيه او الاقتصاديه او الاجتماعيه او غيره .
انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ... علينا نحن كمسلمون بالتذكير والنصيحه الحسنه لأي مسيء لعل وعسى يرتدع ويعود الى طريق الصواب .. هذا سيعطيه دافع جيد لاعادة التفكير بما يصنع .. لكن ان قمت بعكس ذلك وقمت بفضحه والتشهير به وعدم قبوله داخل المجتمع كأنسان تائب وملتزم هذا سيؤدي الى ان يزيد من كفره وظلمه لنفسه اولا وللعباد .. من احيا انسان كمن احيا الناس جميعا .. ومن امات انسان كمن امات الناس جميعا .
هناك كثير من القوانين الدنيويه تنص على معاقبة المخطئ .... وقد يكون مبرره بأنه استغل المرونه والضعف بالقانون مما شجعه على ارتكاب جرمه .. مثلا السارق يسرق ويقول لك حكمها شهر شهرين سنه وبطلع من السجن .. هو ممكن اخذ عقابه بالدنيا ولكن عقابه بالاخره هل سينجو منه وخاصة انه اكل مال العباد .. على الانسان ان ينظر الى ما بعد الدنيا .. هناك عقاب واشد .. هناك جهنم .. هناك اخره .. وايضا هناك جزاء لمن عمل صالحا وهو الجنه برحمة الله .
الرادع الرئيسي للانسان هو مخافته لله .. هو ضميره الحي .. الف ومليون قانون لن يردع الانسان عن ارتكاب الخطأ .. والف ومليون موعظه وتذكير لن تثنيه عن ارتكاب جرمه .. اذا هو شخصيا ونفسيا لم يقف لحظه تفكير بينه وبين نفسه واستحضر مخافة الله بقلبه وبافعاله واقواله لن يرتدع .. عذاب وعقاب الدنيا ليس كعقاب الاخره .. لاحظنا باليوتيوبات كيف يقوم مثلا جيش نظام الاسد او بالسجون العراقيه كيف يعذبون السجناء او ممن يقبض عليهم .. من كثر التعذيب تصل بالانسان الى مرحله ان يكفر بربه والعياذ بالله . وهذا عقاب وعذاب وتعذيب دنيوي من قبل افراد واشخاص وانسان مثله .. فكيف عقاب الاخره .. الاشد الما وعذابا .. وخاصة ان الله سبحاه وتعالى يبدل جلود المعذبين بنار جهنم كلما احترقت .ز اي بمعنى عذاب مستمر لا ينتهي وقد يتخلد الانسان بنار جهنم الى الابد .
لنعطي فرصه للتائبين . وعفا الله عما مضى .. ويجب ان نتحلى بالخلق الكريم .. وان نتعامل مع الانسان التائب بنفسيته وخلقه وحياته الجديده ... وان نعفو عنه .. ونسامحه .. وان نلاتقي بتعاملنا واخلاقنا الى اقصى حد كما امرنا الله سبحانه وتعالى .
ملاحظه : ما دفعني الى كتابه هذا الموضوع هو ملاحظتي لكثير من الناس لا تعطي فرصه او تغفر او تصفح عن ماضي انسان تاب الى الله .. اود ان تتغير نظرة المجتمع الى الانسان المتراجع عن خطأه وعلى من تاب .. نسأل الله الهدايه للجميع .
والسلام عليكم
Burhan_jazi@yahoo.com