حنّا سدّادين .. دولة الرئيس!


ما دامت قوى الشدّ العكسي مازالت تغرّد بكل قوتها في مجال إعاقة أي تقدم في تسريع عجلة الاقتصاد إلى الأمام، ومادامت الروح الوطنية ما زالت مغيبة عن ضمائر الفاسدين، ومادامت القيادات القديمة والتي تتحمل جزءاً من الانتكاسات الاقتصادية جاءت إلى مواقعها من جديد؛ لكي يبقى الإصلاح في إدراج الوزارات خال من دسم إصلاحي مفترض أن يقود الوطن إلى شاطئ الأمان.
ومادام دولة الرئيس مازال عاجزاً عن وقف تلك الاختلالات، وإيقاف الكثير من المتنفذين الذين مازالوا يتسيدوا المناصب القيادية بدون انجازات تذكر سوى الرواتب الفلكية، والبرستيجات التي تكلف خزينة الدولة الكثير.
ومادام الأثرياء من رجال الاقتصاد، والسياسة، مازال البعض منهم غير آبهين بما يعانيه الوطن من أوضاع مالية صعبة، وكأن الوطن فندقاً للاستجمام في فترة الرخاء، وانتكاسة لاستثماراتهم في وقت الأزمات، وهم الذين تغنوا بالأمجاد الوطنية، وبالأمن والأمان، ومازالوا البعض منهم لغاية هذه اللحظة متفرجين على معاناة الفقراء، والمساكين، والذين يدفعوا ضرائب الأغنياء، والمتنفذين.
ومادام بعض السادة النواب مازال يبحثوا عن الجاه، والمناصب الوزارية متناسين أنين المواطنين الذي يئن في قرى الوطن، وهم الذين وضعوا كل ثقتهم في مجلس من المفترض أن ينحاز لمطالبهم، والتي لا تقل عن قوت يقي أبناءهم شبح الفقر، والتي بات سيفاً يطاردهم في كل مكان يبحثون فيه عن لقمة العيش.

لذلك دولة الرئيس لا تحزن! فالشعب الأردني سدادين للذود عن اقتصاد الدولة المتهالك، فسوف نغادر سياراتنا المتواضعة، لكي لا نلزم الحكومة بالدفاع عن قراراتها الغير مقنعه بالنسبة للتسعيرة المثيرة للجدل، فالشعب سوف يمارس هواية الرياضة بدلاً من وسائل النقل، لكي يبقى الجسم معافى، وسليما، ولا نريد دولة الرئيس إضاءة تنير بيوتنا؛ فحنين الفقراء يناظر ذلك الفانوس السحري، والذي خرّج العديد من رجالات الدولة بحيث كان لهم شأن في دول العالم نظراً لكفاءتهم، بينما الكهرباء أرهقت عيوننا فحان وقت إنقاذها من الهلاك.
فلا داع دولة الرئيس لتعود مجدداً للفضائيات، لكي تخيّرنا بين الحياة والموت؛ فنحن اخترنا أن نموت دفاعاً عن الوطن واقتصاده؛ لأننا طبقة اجتماعية باتت ثقيلة الظل على الفاسدين، وقوى الشدّ العكسي، فنحن ملأنا الدنيا صراخاً من سياساتهم الفاشلة، ومع ذلك مازالوا ذو شأن في الدولة، فلنترك محاسبتهم لرب العباد، أما نحن فسوف نبقى ندفع فشل سياساتهم؛ لأن قدرنا هكذا!.