الاعلامي بسام العريان
الحمد لله رب العالمين ، عدد الأيام والسنين ، من يوم خُلِقَ آدم إلى يوم يبعث من في القبور
والصلاة والسلام على المصطفى الأمين ، المبعوث رحمةً للعالمين ، صاحب الوجه المشرق كالنور

أسعد الله أوقاتكم هي نعمةٌ عظيمة ، وأي نعمةٍ تلك ، هي من نلتجأ إليها يا ابن آدم وهي أضعف خلق الله .. إنها الأم
هي عنوان الحنان .. عنوان الوفاء .. عنوان العطف والرقة ، أي مشاعر تلك ؟!
مشاعر الأمومة
أي سعة صدرٍ تلك ؟!
أي قبلٌ تملكه في أعماقها ؟!
وأي ابتسامةٍ تبعث السرور لمن تلقاها ؟!
وأي يدٌ تبعثُ الدفء لمن يلمسها ؟!
وأي حبٌ غمرتنا به ساعة قدومنا ؟!
وأي شوقٌ لنا ونحن في أحشائها ؟!
وأي مشقةِ تكبدتها وهي ترعانا ، وهي تحمينا ، وتحرسنا ، وتربينا ، وتسهر على راحتنا ؟!
وأي شوقٌ أكنّه لها ، وأي ذنبٍ أخشى ألّا يغتفر ؟!!

إن كان لك / لكِ أمٌ ، فقل معي " يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك على هذه النعمة .. فأمي بقربي " ، وإن لم يكن لك / لكِ ، فما عساي إلا أن أقول ، جمعكم الله بها في الجنة .

أخي / أختي في الله ، جميعنا نحب أمهاتنا ولا شك في ذلك ، وأمهاتنا كذلك ، لكن حبنا مختلف ، في كل لحظةٍ تعيشها أمك تفكر بك ، وتتمنى لكم السعادة والنجاح في حياتكم ، وإن فعلت ما يغضبها أو يزعجها فهي حتماً ستسامحك وتدعو لك في ظهر الغيب ، لكن .. حبنا لأمنا مختلف ، نحن لا نحبها كما هي تحبنا ، إن فعلت أمك ما يزعجك أو ما لا تريده أو لم تنفذ رغباتك ، سيغضبك مع أنه لعل ذلك في مصلحتك
وهي تدعو لها دوماً بدوام العافية والمغفرة
هل أنتم حريصون على أمهاتكم كما هي كذلك ؟!
نحن من يجب أن نسعى لرضاها ، لكن .. صدقوني مررت بهذه التجربة ، هي تحرص على إرضائي أكثر مما أحرص على إرضائها ، ولعل هذا يحصل معكم ، راقبوا تصرفاتكم وتصرفات أمهاتكم ، أيكم أحرص على إرضاء الآخر ؟!
أمك كنزٌ ، كنزٌ ثمين ، وهو بالطبع لا يعوض ، فنحن لا نملك إلا أماً واحدة ، فاحرصوا عليها