الشياطين *
تتزايد ظاهرة من يدنسون القرآن في مساجد او جامعات او منابر او طرقات او حواري او تجمعات بشرية في محاولة للفت النظر الى مثل هذه المجموعات التي لا قيمة لها ولا مكان حتى في بيوتها لانها خارجة عن المألوف وليست الا أمرا طارئا لا يوجد ما يدعو للاهتمام به اكثر من حجمه الطبيعي.
عبدة الشياطين ليسوا جماعة بل هم تجمعات شبابية يؤذيهم ان يروا الناس تنتظم في صفوف تحتكم الى منطق العبودية لاله واحد بعيدا عن المناكفات التي لا تعطيهم لا شرعية ولا مكانة ولا منزلة بين الناس والدليل على ذلك ان ما يقومون به مستهجن لدرجة ان الناس عندما يسمعون بمثل ما يقوم به هؤلاء يفاجأون ان اناسا بهذا القدر من العلم والمعرفة يقومون بمثل هذه الطقوس وبمثل هذه الافعال التي تقصيهم عن انسانيتهم ومكانتهم الاجتماعية كطلاب علم كان الاجدى بهم ان يكرسوا وقتهم للاستزادة من محاضراتهم بما ينفعهم في الدنيا والاخرة ولكن اما وانهم اقدموا على ما اقدموا عليه فان كثيرين يتمنون لهم السجن والملاحقة القانونية وتحجيم اثرهم على مجتمعهم وناسهم وهم فعلا فئة لا تحتاج الى كثير عناء لتعرفهم كما هم ولتقوض ما هم فيه.
قد يقول قائل ان هذه المجموعة لها افكارها ولها اهتماماتها وهذه حريتهم في ان يختاروا ما يريدون من فكر وعقائد ارضية او سماوية فلماذا انتم تضيقون ذرعا بهؤلاء الشباب الذين اختاروا طريقا غير طريقكم؟ اهكذا تسير الامور؟ ولماذا لا تناقشونهم بالتي هي احسن؟ ولماذا لا تكون حجة مقابل حجة؟ الى ان تقنعوهم او تتركوهم يمارسون طقوسهم كيف يشاؤون؟.
الامر ليس بهذه السطحية وليس بهذه السهولة فخروج هؤلاء الشباب الى هذا الفضاء بهذا الشكل يعتبر اعتداء على معتقد المجتمع الجمعي وفيه سخرية على ما اجمع عليه الناس وليس الامر طعاما او شرابا يخرج بعضهم عن اجماع الاختيار فلا يريد هذه الاكلة او ذلك النوع من الطعام بل هي عقيدة الانسان التي نحترمها كما هي بدون تردد.
فكيف يمكن لاي كان ان يخرج على المسلمين ويجاهر بممارسات وطقوس غريبة في عقر دارهم بين الطلبة وفي جامعة تحمل اسما اسلاميا غاليا ويعتدون على القرآن الكريم ولا يقيمون وزنا لشعائر الناس ومعتقدهم فهل هذا مقبول؟!