السمُّ الدفين في اذناب الثعابين ..!

ليست بريئة تلك الحملة المحمومة التي يتعرض لها هذا الشعب الاصيل من شتى الاصول والمنابت وفي هذه الايام بالذات التي تشهد بها ساحات هذا الوطن التمهيد والمطالبة ببدء عملية الاصلاح والتنمية الشاملة في شتى الميادين والمطالبة بالقضاء على الفساد ومداهمة اوكار وقلاع الفاسدين الذين اتخذوا من الدولار جواز سفر للمرور عبر الحكومات ومن ارصدة الحسابات غير النظيفة في البنوك والمصارف خارج حدود هذا الوطن رقما وطنيا وتجنسوا بجنسية الشركات والمنظمات العابرة للقارات
ماذا يريد بهذا الوطن اولائك الناطقون بلسان التفريق والشرذمة والمحاصصة سواء دون علم او دراية منهم او عن سبق اصرار وترصد متجاهلين ان هذا الشعب الواحد من شتى الاصول والمنابت عاشوا ويعيشون وسيستمرون بالعيش وقد ربطت قلوبهم وشدت افئدتهم بميثاقٍ غليظٍ من صلة القربى وارتباط الدم بالدم والنسب الشريف العفيف وحسن الجوار ... عروة وثقى لا انفصام لها من حب هذا الثرى النقي الطاهر على ضفتي نهر الاردن الذي يجمع ولا يفرق ويطهر القلوب ولا يدنس الضمائر
الشعب الاردني من شتى الاصول يمتلك الترياق الشافي المعافي لذاك السم الزعاف الكامن في اذناب الثعابين التي تروح وتغدوا في مؤسسات هذا الوطن وبين جنبات هذا الشعب الواحد ورؤوسها الكبيرة تعتاش على موائد مدت اطباقها في عواصم الشرق والغرب وفي محافل التبديل والاستبدال الراقصة على انغام مشاريع بني صهيون في التهويد والتهجير والتغريب واقامة الهياكل والمعابد عبثا لتحقيق املٍ غير موجود الا في الخيال المريض ورجما بالغيب لمشروع لن يتحقق باذن الله الذي هو حسبٌ لهذه الامة ونعم الوكيل ..
نحن الاردنيون من شتى الاصول منا من ولد في القدس او نابلس او الخليل وعظام جدوده ترقد شرقي النهر في الكرك او المفرق او اربد ومنا من ولد في عمان والزرقاء وجرش وعظام جدوده ترقد هناك غربي النهر في شعفاط وجنين واللطرون وباب الواد وما وهنوا وما ضعفوا وما يزالون على العهد قلوبهم وابصارهم ترنوا الى ما هو غربي النهر من رفاة الاجداد ودماء الشهداء الندية وروائح المقدسات الزكية ولن تفت في عضدهم وسواعدهم واكفهم القابضة على جمر محبة الثرى على ضفتي الاردن تلك الهجمات الشرسة التي تحك باظافرها على دمامل انطفأت وجروح التأمت وعواطف وهمية لا وجود لها من حقوقٍ منقوصة وحصصٍ مسلوبة وسلطة مطلوبة وهو والله كلام ليس بحق وما اريد به الا باطلا بينا معروف الغاية والهدف ..
ان كان هناك من حقٍّ منقوص فهو حق هذا الشعب من شتى الاصول والمنابت في استعادة حقه في الثرى الغالي والمقدسات العزيزة غربي النهر وفي تقرير مصيره على ترابه الوطني ... ان كان هناك من حق منقوص فهو حق هذا الشعب شرقي النهر في السير قدما في الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وفي القضاء على جميع اشكال الفساد وفي الحفاظ على جميع موجودات ومقدرات هذا الوطن ... وطنٌ واحدٌ لشعبٍ واحد لا حصص فيه ولا مناطق نفوذ ولا طوائف ..
انتم يا ابناء هذا الوطن الغالي ومن شتى الاصول من بدوٍ و فلاحين وحضر .. من صناعٍ وتجارٍ وعسكر .. انتم الرماةُ المرابطون على سفح هذا الجبل الابي المطل على مآذن القدس واجراس بيت لحم فلا تخذلوه بالنكوص بحجة حقٍّ منقوص ولنكن يدا واحدة تبني وتحمي ولسانا واحدا ينشد ويغني :
ما نامت نواطير الحمى عن ثعالبهِ ... وما نكصت ولن تفنى الصناديدُ

صالح ابراهيم القلاب
salehalqallap@yahoo.com