من الاخر...الانتماء والولاء للوطن


من وحي جلسة شبابية بمعية ألاصدقاء ,كان الهم الوطني هو القاسم المشترك بيننا , وخاصة موضوع الانتماء للدولة حيث كان هو الحاضر الغائب . وكيف وصل بالحكام جميعهم اللعب على هذا الوتر الحساس.. و تقديم الولاء على الانتماء...حيث أبدع وتفنن .. الولاء عند بعض الشعوب العربية.. في تقديس الزمر الحاكمة ..التي أنتهت مدة صلاحيتها.. او من تنتظر تبديلا ..هي عبارة عن عملية ممنهجه ومدروسه ..و استطاعت هذه الزمر ان تمارس التنويم المغناطيسي لشعوبها على مدى عقود طويلة .بعد أن هامت الشعوب في التهلييل والتسبيح لزعاماتها لدرجة التقديس . واستمات المناصيربن لهم دفاعا" عنهم وعن مصالحهم .

لقد تراكمت على مدى عقود سلبيات كثيرة في وطني الكبير تم فيه تجهيل المواطنيين وتحويل أولويات المواطنة من الانتماء الى الولاء , وأشغلونا بخلافات كثيرة فقسموا الشعوب الى فئات وجماعات ,(من خلال اللعب على تناقضات مكونات المجتمع ) فدرست نقاط القوة والضعف لدي هذه المكونات واستغلالها لصالحهم الشخصي .حتى أصبح الولاء..من أستراتيجات وبرتوكولات القادة واقنعوا الشعوب بقداستهم ووحدانيتهم ..وخاصة عند الشعوب التي لا يوجد عندها تاريخي ثوري او بطولات ضد ألاستعمار ألاجنبي .. او حروب سابقة.
لا بل ..وتعدى ذلك الى قوننة التناقضات والتباينات والتفسخ الاجتماعي بقوانيين.. وانظمة.. وتعليمات تلائم بقائهم ووجودهم. وغدا المجتمع الواحد متفسخ .. الكل في حالة عصبية مفرطه في.. البيت ..والشارع.. والمكتب , وساهم التقسيم الشمالي والجنوبي والشركسي والدرزي والقبطي والشيعي وطال ذلك ايضا" البادية التي لم تسلم من التجزئة .. في تفتيت البنية الشعبية وضعف الشعور الوطني لدى هذه الفئات .. واصبح المواطنيين ,ينشدون عيش كريم .. وسكن كريم بحجم قبر.. .. وتمادوا أبضا" الى العبث ..بالارض والمكان ..فقد تم تجزئة ..اللواء الى عدة مناطق ..والبلدة الصغيرة الى شرقيه وغربية ..والعشيرة تم تفكيكها الى محمد يرث ومحمد لا يرث .. الى أن نجحوا في (جعل الروابط والجوامع بين الشعب الواحد هشه) . لقد.. نجح الحكام في تطبيق النظرية اللبنانية وما عرف بمصطلح (اللبننة) وذلك بتحويلها من صراع عرقي طائفي ديني الى صراع اخر ..وذلك .. بما يسمى لبننة فئات المجتمع( وأستثمار ها ) بين مكونات المجتمع الواحد لاذكاء الفتن والتناحر والتزاحم والتصارع لصالح ولي الامر والزمر الحاكمة. 

ان اللعب على تناقضات الشعوب من أجل المصلحة الشخصية سياسة عرجاء ..حيث ,منعوا الشعب الواحد من الانصهار في ترسيخ ألانتماء للتراب الوطني , وما سياسية زعماء العرب الذين سقطوا ألا نموذج صارخ على سياسية تجهيل الانتماء الوطني لدي شعوبهم ,حيث لم يرتقي أي زعيم عربي لغاية ألان ان يكون شبيها" لشافيس الذي أبكى شعبه في رحيله حيث بادلهم الحب والانتماء لدولتهم.
لقد نجحت الانظمة من خلال وجودها في اشغال المجتمع كله بنفسه وقوت اولاده .. وحيلولة الشعوب من مجرد التفكير بالمشاركة في حكم نفسه ..حتى لو كان على مستوى مجلس قروي ديمقراطي ,

وبعد الربيع العربي قسمت الشعوب من مواليه الى معارضه . وغاب عن فريق الموالاه ان الفرق ..بين الموالاة و المعارضة ان الفئة الاخيرة رغبت بالانتماء ( حب الوطن..والدفاع عن الدين.. والعرض ..والمال )
والاخرين انشغلوا يدافعون عن خشب مسندة وكروكوزات...وطبول جوفاء.... وضاربي دفوف... وفاسدين..وآمراء الملح ألاسود..وذلك بتمجيدهم بالقصائد و الاغاني والمسلسلات .. والحفلات.. لتصب كلها في دماء أرجل ..كرسي الحاكم.!!
.