مدراء المدارس والمناسف ....!!!


حدثني أبي نقلا عن جدي أنه سمع في العهد القديم ، قصص عجيبة ، وروايات فريدة، وحكايات رهيبة ، وأفلام مضحكه ، ومسلسلات مدهشة ، ولقطات مبعثره هنا وهناك ، وأشياء كثيرة لا تعد ولا تنحصر ، وأنه رأى في المنام مديرا بكل المواصفات والمقاييس ، يتقن فن الاداره ، ويعرف معنى الاشاره ، ويقرأ الكلمة من الحركة ، ويفرق بين الظاء والطاء ، ويفهم السيطرة من الغطرسة ، ويضع النقاط على الحروف ، كان ذلك في العهد القديم ، قبل أن تكن المناسف مرسومة على الطريق ، خراف تذبح ، ومدراء تنصب ، وآخرين يضعون مئات الواسطات ليكونوا مدراء ، وليس لديهم معرفه بعلوم الاداره وفنونها ، وليس في أذهانهم فكرا سوى الخراف المحشية ، والكلمات الانيقه ، واللسان الدافئ المطلي بدهاء الخبث والمكر ، والعقل الخفيف الساخر الذي لا يحمل فكرا ، وليس في جعبته خطه ، ولا يعرف في مخيلته إلا الخراف المحشوة بالواسطة ، تلك هي قصة مدراء المدارس في التربية ، وعليه قس في الوزارات الأخرى ، وسأقتصر المقال على مدراء مدراس عمان الثالثة ، وخصوصا لواء القويسمه ، وان كانت تلك المشكلة تعاني منها جميع مدارس المملكة ، ولكن يبقى السؤال لم أعرف ماذا تعني الخراف ؟ ولم أشعر بالحرج يوم أن ربطت بين مدراء المدارس والخراف ؟ وهل هناك تطور للتعليم في ظل الخراف ؟ وهل يعقل أن نرى للخراف مذاق كي نكون مدراء ؟ وهل هناك معايير لتعيين المدراء أم أن الخراف هي المعيار ؟ وماذا يعني أن تكون للخراف المحشية مذاق ، وللمناسف البلدية طعم آخر ؟ وهل فعلا هذا يحدث ، أم أنه هراء ، حدث ذلك في مديرية تربية عمان الثالثة حيث تم تعيين مدراء المدارس على حجم الخراف ، وتدخلا سافرا من بعض النواب في المديرية ، لذا تهيب الأسرة التربوية في الميدان ، وتطلب من نقابة المعلمين ، ووزارة التربية التعليم الإسراع في اتخاذ الإجراء اللازم بتجميد مدراء مدارس عمان الثالثة وإلغاء قراراتهم ، وبناء مقياس لاختيار مدراء المدارس قبل أن تذهب العلمية التربوية إلى الجحيم بسبب الخراف ، فمعظم مدراء هذه المديرية أصبحوا مدراء بسبب الخراف وواسطة النواب وليس للكفاءات التي يملكونها ، وأخشى ما أخشاه أن يصبح التعليم في بلدي كما " قيل أن خريجا جامعيا متفوقا لم يحظَ بوظيفة في مديرية التربية ، فبعث قصيدة إلى مدير التربية يشكو إليه حاله قائلا :

خريج جامعةٍ ببابكَ واقفٌ .... يرجو الوظيفة هل لديك وظائفُ
حـرقَ السنينَ دراسةً وفلافلاً ....... وإذ تبرجزَ فالطعامُ نواشفُ
تقديرهُ الممتازُ يشكو للورى .. فقرَ الجيوبِ و من قراركَ خائفُ

رد عليه المدير قائلاً : ــــ

ليسَ المؤهِّلُ يا فتى بشهادةٍ .......غيرُ الوساطةِ كلُ شيءٍ تالفُ
تقديرُكَ الممتازُ لا يكفي هنا .......إن الحياةَ معارفٌ و مناسفُ
انقعْ شهادتكَ التي احرزْتَها .... و اشربْ فانَّ العلمَ شيءٌ زائفُ "

بقلم : محمود العايد
الجمعة : 15/3/2013