فرنسا تتوافق مع التناغم الروسي الامريكي في ايجاد حل سياسي للازمة السورية بدون تنحي الاسد .. (وقطر تحاول نسفه)
اخبار البلد : بعدما تخلت واشنطن عن مطالبة الرئيس بشار الأسد بالتنحي، تراجعت عن شرطها استبعاده عن المرحلة الانتقالية التي أوصى بها بيان جنيف، داعيةً إياه على لسان وزير خارجيتها جون كيري إلى الجلوس مع المعارضة السورية على طاولة التفاوض لإنشاء حكومة انتقالية بحسب الإطار التوافقي الذي تم التوصل إليه في جنيف
وكشف الوزير كيري عن كامل مقاربته الجديدة لحل
الأزمة السورية سياسياً، والتي كان أوضح سابقاً أنها مبنية على «تغيير حسابات
الرئيس الأسد لإقناعه بحتمية التنحي»، وبين أمس أنها تشمل الضغط على المعارضة
السورية للتوصل إلى «توافق أكبر» بين قواها لتشكيل الحكومة الانتقالية.
إعلان كيري يأتي استكمالاً
للقاءات التي عقدها نظيره الروسي سيرغي لافروف مع أطراف الأزمة السورية. وذكرت
تقارير أن نقاش المسؤولين الروس مع وفد هيئة التنسيق المعارضة، الذي زار موسكو
مؤخراً، رسا على تصورين للتفاوض غير المشروط بين الحكومة والمعارضة السورية، إما
بشكل غير مباشر عبر ما يعرف بـ«دبلوماسية الغرف» أو بشكل مباشر على طاولة مستديرة
تجمع الطرفين، في جنيف أو فيينا.
وخوفاً من التهميش،
اندفعت باريس مقحمةً نفسها وسط المشاورات الروسية الأميركية، التي أقصي عنها
الأوروبيون والخليجيون والأتراك، وأخيراً المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي،
كاشفةً عن أن مسؤولين فرنسيين وأميركيين يعملون مع الروس على إعداد «لائحة
بمسؤولين سوريين تكون مقبولة» للتفاوض مع المعارضة السورية، على حد تعبيره.
وبالرغم من التقارب
الأميركي الروسي حول إطلاق المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السورية على أساس بيان
جنيف، بعدما خطت واشنطن خطوات كبيرة نحو المقاربة الروسية للحل السياسي، إلا أن
المشهد الدبلوماسي بين العاصمتين يبقى غير مكتمل، حيث تبادلت خارجيتا البلدين
انتقادات متبادلة بشأن الخلاف في وجهة النظر من بيان جنيف.
وخلال مؤتمر صحفي مع
نظيره النروجي إسبن بارث إيد بعد لقائهما في واشنطن الثلاثاء، قال كيري إن ما
تريده أميركا والعالم هو وقف القتل في سورية، وأضاف «نريد أن نتمكن من رؤية
(الرئيس) الأسد والمعارضة جالسين على الطاولة لإنشاء حكومة انتقالية بحسب إطار
العمل الذي وضع في جنيف، معيدا إلى الأذهان أن بيان جنيف «يتطلب موافقة متبادلة من
قبل كلا الطرفين حول تشكيل الحكومة الانتقالية»، بحسب وكالة «يو.بي.آي» للأنباء.
ومضى قائلاً: «حتى يحصل
ذلك، لابد أن يغير (الرئيس) الأسد حساباته فلا يظن أنه قادر على إطلاق النار إلى
ما لا نهاية، ولابد أيضاً من معارضة سورية متعاونة تأتي إلى الطاولة، ونحن نعمل من
أجل ذلك وسنستمر في ذلك»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تستمر في الضغط على
المعارضة السورية لتأمين وحدة صفوفها.
من جانبه، تجنب وزير
الخارجية النرويجي الرد بشكل مباشر على سؤال أن كانت بلاده تؤيد توريد السلاح
للمعارضة السورية، كما تريد بريطانيا، قائلاً: «نحن، على الأقل، إلى يومنا هذا لم
نؤيد فكرة تسليح الثوار بشكل نشط»، وأضاف «موقفنا في هذا المجال شبيه بالموقف
الأميركي ولكننا واضحون بأن الرئيس الأسد فقد مصداقيته ولا بد أن يرحل».
وفي وقت سابق من أول أمس
بحث كيري مع الملك الأردني عبد اللـه الثاني في اتصال هاتفي بينهما الأوضاع
المتدهورة في سورية، بحسب وكالة «يو.بي.آي».
سيناريوهات للمفاوضات بين
الحكومة والمعارضة
ووسط تزايد المؤشرات عن
التقارب الأميركي الروسي، رشحت سيناريوهات محتملة للقاءات بين الحكومة السورية
والمعارضة بعد لقاءات موسكو التي جمعت وفد «هيئة التنسيق» برئيس الدبلوماسية
الروسية.
ونقلت صحيفة «السفير»
اللبنانية في عددها الصادر أمس عن قطب معارض لم تسمه قوله: إن «النقاش مع الروس
رسا على تصورين للتفاوض غير المشروط مع النظام السوري. ويتضمن السيناريو الأول أن
تستقبل موسكو وفوداً من المعارضة السورية والنظام في مرحلة أولى، وأن تتولى مع
الوسيط الأممي الأخضر الإبراهيمي إدارة «دبلوماسية الغرف». ويقوم السيناريو على
مفاوضات غير مباشرة، لتحديد جدول أعمال المفاوضات في مرحلة لاحقة، وقاعدته بيان
جنيف الذي ينص على حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة».
وتابع المعارض: «أما
السيناريو الثاني، فيجمع ممثلين عن المعارضة السورية، بكل فصائلها، في جنيف أو
فيينا مع وفد رفيع من الحكومة السورية».
إلا أن مصدراً دبلوماسياً
عربياً دولياً يواكب محاولات التقارب الأميركي الروسي، لم تسمه أيضاً، وصف
لـ«السفير» أن الأميركيين التزموا محاولة التوصل إلى حل سياسي في سورية وفق التصور
الروسي، التي تدعو إلى الإبقاء على الرئيس الأسد خلال المرحلة الانتقالية، من دون
أن يكونوا مقتنعين فعلاً بوجهة النظر الروسية.
واشنطن تراهن على تغيير
موقف روسيا خلال العملية السياسية
وينقل الدبلوماسي العربي
الدولي عن الأميركيين رهانهم أن يتغير الموقف الروسي في مجرى العملية السياسية
نفسها.
وعبّر تبادل الانتقادات
في اليومين الماضيين، بين الخارجيتين الأميركية والروسية، عن تعثر التقارب
الأميركي الروسي حول عقدة تحديد مصير الرئيس الأسد وفقاً لاتفاقية جنيف. وكانت
المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قالت إن اتفاقية جنيف «تقضي
بتغييرات في هرم السلطة السورية أو إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم». ورد
نظيرها الروسي الكسندر لوكاشيفيتش قائلاً: «إنه تفسير من جانب واحد».
وردت نولاند أول من أمس
على لوكاشيفيتش، قائلةً أنها لا تفهم الانتقادات الروسية للموقف الأميركي من بيان
جنيف الذي أصدرته مجموعة العمل الدولية حول سورية، وأضافت «قلنا أكثر من مرة إنه
عند قراءة بيان جنيف، فهو يتحدث عن تشكيل تركيبة انتقالية حاكمة تتمتع بالسلطات
التنفيذية كاملة، بتوافق وموافقة الجميع»، وتابعت «لم نقل أبداً أن الوثيقة تتضمن
أي شيء عن (الرئيس) الأسد بل أكدنا ببساطة أنه ما إن يتم التوصل إلى بند توافقي،
يقوم على مشاورات مع المعارضة، فلا نرى أية طريقة يكون فيها هو مقبولاً».
باريس تستدرك التقارب
الروسي الأميركية
واستدركت باريس بوادر
التقارب الروسي الأميركي حول إطلاق الحل السياسي في سورية، ونقلت وكالة الأنباء
الفرنسية عن وزير خارجيتها لوران فابيوس قوله: «خلال الأسابيع القليلة الماضية
عملنا معاً على فكرة لم تتبلور بعد، تقضي بإعداد لائحة بمسؤولين سوريين تكون
مقبولة من الائتلاف الوطني السوري» المعارض، مشيراً إلى عرض رئيس الائتلاف معاذ
الخطيب الحوار مع النظام، وأضاف «ناقشنا هذا الأمر مع الروس والأميركيين... وهناك
اتصالات تجري حالياً للتوصل إلى حل سياسي في إطار اتفاق جنيف».
وأعرب المتحدث باسم
الائتلاف وليد البني أمس عن ترحيبه بالمساعي الفرنسية الأميركية بالتعاون مع
روسيا، لكنه رفض تحديد الأسماء التي قد تكون مقبولة من جانبهم للحوار، وقال إن
«هذا أمر سابق لأوانه».
لكن فابيوس الذي كان
يتحدث في جلسة للبرلمان الفرنسي الثلاثاء، لم يتراجع عن دعوة إلى «تخفيف الحظر
المفروض على السلاح» في سورية الذي ترفضه دول أوروبية أخرى، وأضاف «ليس سراً القول
أن فرنسا تفكر بالذهاب أبعد في مجال رفع الحظر»، وختم قائلاً: «إذا كنا نريد زعزعة
(الرئيس) بشار الأسد لا بد من إفهامه بأنه لن يتمكن من الانتصار بقوة السلاح، ولا
بد لذلك من خلق توازن قوى جديد»، معتبراً أن ذلك لا يتعارض مع إيجاد حل سياسي.
وكشف مسؤول فرنسي طلب عدم
كشف اسمه، لوكالة «رويترز» للأنباء أن باريس ستتخذ «الإجراءات اللازمة» لرفع الحظر
حتى يمكن تزويد المعارضة بوسائل الدفاع عن النفس من القصف الجوي.
محاولات قطرية لنسف
التقارب الأميركي الروسي.. لافروف: قطر دولة مارقة
وبينما تأتي جهود فرنسا
في ركاب التقارب الروسي الأميركية، فإن قطر تسعى إلى نسفه من خلال فرض حكومة مؤقتة
من قبلها، قبل انعقاد القمة العربية في 26 من شهر آذار الحالي، حسبما نقلت
«السفير» عن المصدر الدبلوماسي العربي.
وكشف قطب معارض للصحفية
عن رأي وزير الخارجية الروسي بالدور الذي تقوم به قطر في مواجهة المساعي
الدبلوماسية الروسية. وقال المصدر: أن «لافروف بات ينظر إلى قطر كدولة مارقة،
وإنها ستدفع ثمناً غالياً إذا ما استمرت في هذا الدور.
ونقل المعارض السوري
تقييماً روسياً متشائماً عن تضافر كل الشروط لتفجير إقليمي واسع، ينتظر الأردن
ولبنان وتركيا، إذا لم تتغلب وجهة المعالجة السياسية للحرب في سورية.
الخطيب يتجه للاستقالة.. والصباغ يزيّن «الحكومة
المؤقتة»
في دلالة جديدة على
الانقسامات التي تعصف به وتشرذم توجهات مكوناته، خرج الجدل بين الأمين العام
لـ«ائتلاف الدوحة» مصطفى الصباغ ورئيس «الائتلاف» أحمد معاذ الخطيب إلى العلن قبل
الاجتماع المقرر في اسطنبول يومي 18 و19 الجاري، وسط أنباء عن أن الخطيب يتجه إلى
تقديم استقالته خلاله.
وأكدت مصادر في المعارضة
بحسب صحيفة «الحياة» اللندنية، أن الخطيب يتجه إلى تقديم استقالته في الاجتماع المرتقب،
وأن المجتمعين سيبتّون بين خياري تشكيل «هيئة تنفيذية» أو «حكومة مؤقتة».
وأكد الصباغ في رسالته
إلى الخطيب، التي نشرتها مواقع إلكترونية سورية أول أمس، وجوب تشكيل «حكومة موقتة»
باعتبارها «الحكومة الشرعية التي تمثل السوريين وهي الضمان الوحيد لعدم تقسيم سورية»
حسب تعبيره، رداً على قول الخطيب في رسالة سابقة: إن تشكيل حكومة مؤقتة سيؤدي إلى
أخطار جمة بينها التقسيم.
وأضاف الصباغ: «الظن أو
الإيحاء بأن حكومة مؤقتة ستوازي سلطة حكومة النظام اعتراف بشرعية النظام، وهو أمر
خطير ينافي أهداف الثورة في إسقاط النظام. بل إن من الاحتمالات سماح النظام بوجود
هيئة تنفيذية تدير بعض المناطق ولا تُشكل بديلاً لشرعية الدولة، الأمر الذي يكون
مدعاةً لوجود تقسيم فعلي على الأرض ولو لم يكن رسمياً ومُعلناً».
ونقل أحد مواقع المعارضة
السورية عبر الإنترنت عن الصباغ مطالبته في الرسالة بضرورة «الحصول على مقعد
الجامعة العربية وحضور القمة العربية في الدوحة نهاية الشهر الجاري بكل رمزيتها
السياسية ومستتبعاتها العملية سياسياً وإعلامياً ونفسياً ودبلوماسياً».
وكشفت الرسالة أن الدعم
العسكري يبقى محدوداً نسبياً ودون حدود المطالب، «غير أن كل المعلومات خلال
الأسابيع الأربعة الماضية تؤكد دخول دعم عسكري كبير ونوعي» مدعياً أن هذا الدعم
وهو الذي سمح لهم بـ«تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض».