سقوط الحكومة اللبنانية بعد انسحاب وزراء المعارضة ووزير "توافقي

اخبار البلد- أعلن وزراء المعارضة في الحكومة اللبنانية الأربعاء 12-1-2011 استقالتهم من الحكومة وطالبوا الرئيس باتخاذ الإجراءات القانونية والدستورية اللازمة.


وألقت المعارضة بالمسؤولية على الأغلبية، أو ما وصفته بـ"الفريق المعطل" وراء تعثر الحكومة ورفضها عقد جلسة لمجلس الوزراء لبحث قضية المحكمة الدولية.


واتهموا تيار المستقبل (الأغلبية) بالخضوع لضغوط خارجية وعلى وجه التحديد من واشنطن.


شكر للجهود السعودية السورية ووجه الوزراء في بيان الاستقالة الذي تلاه وزير الطاقة جبران باسيل، الشكر لكل من السعودية وسوريا على الجهود التي بذلتها الدولتان من أجل التهدئة في لبنان.


وذكر باسيل في بيانه أن وزراء المعارضة الذين يبلغ عددهم عشرة وزراء تجاوبوا مع كل الجهود الرامية لتسوية الأزمة، وأن موقف الأغلبية عطل الحكومة وعرقل عمل الوزارات، وإنها من خلال الاستقالة تفسح المجال أمام قيام حكومة جديدة لحفظ الاستقرار وتأمين العدالة.


وتزامن إعلان الاستقالة مع اجتماع يعقده رئيس الحكومة سعد الحريري في واشنطن مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.


وفي وقت لاحق أعلن وزير الدولة عدنان السيد حسين المحسوب على رئيس الجمهورية استقالته من منصبه، ما يعني، سقوط الحكومة، التي تتألف من ثلاثين وزيرا، وتعتبر مستقيلة حكما في حال استقالة الثلث زائد واحد أي 11 وزيرا.


وجاء في بيان وزعه حسين "أعلِن استقالتي من الحكومة، تمكيناً للمؤسسات الدستورية من تشكيل حكومة جديدة تلبي طموحات اللبنانيين في الوحدة الوطنية والاستقرار الشامل".


وأشار إلى أن هذه الاستقالة تأتي "بعدما هددت الخلافات السياسية أطراف الحكومة الوفاقية أو حكومة الوحدة الوطنية"، وبعد "فشل الحكومة ... في الاستجابة لأولويات المواطنين كما وعدت في مواجهة الضغوط المعيشية والاقتصادية وتحقيق الإصلاح المنشود".


وقال السيد حسين إن استقالته تأتي كذلك انسجاما مع موقعه "كوزير توافقي في هذه الحكومة".


وقال مكتب رئيس الورزاء اللبناني سعد الحريري إن الحريري غادر واشنطن متوجها إلى باريس لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد أن انسحب حزب الله وحلفاؤه من حكومته.


وفي وقت سابق قال مسؤول لبناني في واشنطن إن الحريري الذي التقى بالرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض توجه إلى لبنان.


وقال مسؤول في مكتب الحريري في بيروت إنه سيجتمع بساركوزي الخميس.


وفي مداخلة مع قناة "العربية" قال المحلل السياسي محمد عبيد، إن رهان الولايات المتحدة على أن المعارضة لن تستطيع الإقدام على أي خطوة قد سقط، وقال إن لبنان دخل في أزمة ساسية ونفق مظلم سيطول، مبينا أن احتمالات الحل ذهبت مع المبادرة السعودية السورية.


وتوقع عبيد تصعيدا سياسيا، قد يصل لحد تصعيد ميداني، لأن الأمور تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات في لبنان حسب قوله.


وكان وزير الصحة محمد جواد خليفة، قد أعلن في وقت سابق الأربعاء أن وزراء حزب الله وحلفاءه (الأقلية النيابية) سيستقيلون اليوم إذا لم تتم الاستجابة لطلبهم بعقد جلسة لمجلس الوزراء لاتخاذ موقف من المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رفيق الحريري.


وقال خليفة المنتمي لحركة أمل "إذا لم ينعقد مجلس الوزراء، يعني أن الحكومة غير موجودة، وسيقدم 11 وزيراً استقالاتهم اليوم".


الاستقالة ستشق الصف وفي تعقيبه على الوضع في لبنان، قبل إعلان الاستقالة رسميا قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال زيارته الحالية لتركيا "في الواقع لبنان بلد يهم تركيا كما يهم المملكة العربية السعودية، ولبنان بلد خاص في طبيعة تكوينه إذ أنه يحتوي على جميع المذاهب والتيارات السياسية في العالم العربي وبالتالي من واجب المجتمع الدولي أن يحفظ هذا التفاهم".


وأضاف الفيصل "من هذا المنطلق فإننا نعتبر صادقين أن استقالة أفراد المعارضة من الحكومة سيشق الصف اللبناني في هذه المرحلة التي نحن في أحوج مايكون فيها لوحدة الصف خاصة إذا أدت هذه الاستقالة أو الانشقاق إلى صراع كما كاد أن يحدث قبل فترة وجيزة فسيكون الخطر شاملا لمنطقة الشرق الأوسط. نتمنى أن لايكون هذا الشيء صحيحاً".


وحول الاتصالات السعودية السورية أوضح الفيصل أن هدفها السعي لمساعدة لبنان على الاستقرار والتفاهم ولكن مهما كانت الاتصالات ومهما كانت المحاولات، فالمسؤولية تقع على عاتق الأخوة اللبنانيين أنفسهم بالحفاظ على بلدهم وعدم ترك الأمور تسير في الطريق الذي يهدم كل مابني والقضاء على كل ماقام به لبنان من إثراء لسياسة المنطقة والدول العربية".


وكانت قوى 8 آذار أعلنت الثلاثاء أن "المبادرة السعودية السورية انتهت من دون نتيجة"، وطالبت رئيس الحكومة بالدعوة إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء من أجل "اتخاذ الموقف المطلوب من المحكمة والقرار الظني وما يتسبب به من انقسامات وإشكالات في الوطن".


وأشار الوزير محمد فنيش المنتمي إلى حزب الله إلى أن فريقه ينتظر جواباً من رئيس الحكومة عبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال ساعات.


ويفترض أن يعقد وزراء حزب الله وحركة أمل الشيعيين والتيار الوطني الحر وتيار المردة المسيحيين اجتماعاً بعد ظهر الأربعاء بالتوقيت المحلي (الثانية بتوقيت غرينتش), في منزل النائب ميشال عون (زعيم التيار الوطني الحر) في الرابية (شمال شرق بيروت)، حيث يرجح أن تعلن بعده الاستقالة.


وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عقد اجتماعاً في القصر الرئاسي مع عدد من شخصيات المعارضة تم خلاله التداول في المخارج والاقتراحات المطروحة لإيجاد حل للأزمة الحالية.


وكان رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون قال آنفا إن "المبادرة العربية أو السعودية - السورية انتهت من دون نتيجة"، شاكراً في هذا الإطار "كل من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، والرئيس السوري بشار الأسد على جهودهما".


واعتبر أن "فريق رئيس الحكومة سعد الحريري لم يتجاوب مع المساعي، مما أوصلنا إلى طريق مسدود على مستوى المبادرة، ولكن نحن كلبنانيين لن نستسلم للطريق المسدود.


وقال إنّ "الزملاء في حزب الله وحركة أمل أطلعونا على فشل المبادرة، ونحن نبحث عن مخرج جديد مع الرئيس سليمان والنتيجة التي سنصل إليها سنُعلنها".


وأكد عون بقوله "أعطينا كل الوقت للحل العربي كي لا يُقال إننا نعمل على تفشيل هذه المبادرة، ولكن يبدو أنّ الفريق الآخر يعمل لكسب الوقت، ونحن سنحاول اليوم وغداً الوصول إلى نتيجة". ودعا عون الحكومة إلى الاجتماع لبحث الحلول المقترحة"، مشيراً إلى أن "المبادرة ليست للتداول الإعلامي