أزمة أخلاق ...!!!

أزمة أخلاق ...!!!

كلنا يتابع شاشات التلفاز ، ويشاهد الأخبار ، ويحضر المسلسلات والأفلام ، وأغلبنا له صفحات على الفيس بوك وتويتر ، يعيش فيها عالم من نسج الخيال ، تارة يصبح سيد العاشقين وملهمهم ، وتارة أخرى يصبح شيخ جليل ، وداعية نبيل ، ومرة يصبح حكيما نادرا في الوجود ، وأخرى يصبح فارسا جواد يحارب الفساد ، ويقاوم الاستبداد ، ويطالب بالإصلاح ، وتدور عجلة التنوع والتغير في الوجه والتصرفات ، ربما نحتاج سنين طوال دروس في الأخلاق ، وربما بحاجة لفرمته من جديد ، وهيكله من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين ، أو حذف لبعض الأفكار والمعتقدات ، أصبحنا في الزمن الذي تحدث عنه الصادق الأمين قبل مئات السنين ، أصبح فيه الكاذب صادقا ، والخائن أمين ، والمنافق شيخ جليل ، والرويبضه سيد القوم وقائدهم ، والسحيج رجل شريف ، والعميل مقاوم ، ويرفض التطبيع ، وهناك من يقول تغيرت الدنيا ، ولم يصبح لها أمان ، إلا أن الحكماء يقولون الدنيا لم تتغير ، ولكن النفوس تبعثرت وتبدلت عندما أصبحت تقدس المناصب والأموال ، يحدثونك عن الأخلاق ، وعن إطعام الفقراء ، ومساعدة المحتاجين ، والإخلاص في العمل ، ومحاربة الفساد ، واجتثاث الواسطة من جذورها ، وغض البصر ، وحسن معاملة البشر ، يعقدون مؤتمرات وندوات ، ثم يذهب كلامهم أدراج الرياح بسبب تصرفاتهم التي خالفت أفعالهم ، مثلهم كمثل خطيب الجمعة وإمام المسجد ، يتحدث عن عقوق الوالدين ، وصلة الأرحام ، وحسن معاملة الجيران ، واحترام الشيخ المسن ، والتبرع للفقراء والمحتاجين ، وعدم أكل الربا وأموال اليتامى ، ثم تنظر إلى سيرته الذاتية فتجده مجرم ابن حرام ، يقول ما لا يفعل ، من المسئول عن أزمة الأخلاق الدولة ممثلة بوزارة التربية والتعليم أم المواطن البسيط أم بعض الذين يبحثون عن مصالحهم هنا وهناك ؟ أتوقع أن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم ، لان تغير المناهج غير المناخ والنفوس ، فلم تعد مناهجنا تعطي طلابنا فكرا ، ولم تركز يوما على قصه فيها إيثار وتضحية ، يا نقابة المعلمين قبل المطالبة بهيكلة الرواتب ، وإلغاء إلزامية التأمين ، وإعطاء المعلمين حقوقهم ، أعطوا المجتمع حقه ، والطلاب حقوقهم بمناهج تتناسب مع أفكارهم وعاداتهم ومعتقداتهم ، بعيدا عن النظريات الماجنة ، والخزعبلات الفارغة ، عندها ستأتي إليكم حقوقكم من حيث لا تشعرون ...!!!

بقلم : محمود العايد