مؤامرة صهيونية جديدة لشطب حق العودة

منذ أزيد عن "65”عاما والعدو الصهيوني يعمل جاهدا بمساعدة حليفته واشنطن ومن لف لفها ، وبالذات بريطانيا ،فرنسا،المانيا ، على شطب حق العودة, عبر وسائل وأساليب وأدوات لا اخلاقية، للالتفاف على هذا الحق المقدس من خلال إفراغ القرارات الدولية من مضمونها, وتحويلها إلى نصوص خاوية.

وبهذا الصدد، نذكر بمحاولات واشنطن المبكرة وفي عهد الرئيس ترومان الهادفة إلى تحديد عدد من يحق لهم العودة, وما تبعها من محاولات خبيثة, وضغوط متواصلة لتوطين اللاجئين في بلاد الشتات, مستغلة ظروفه المأساوية اللامعقولة من جوع وفقر ومرض، وجميعا فشلت بسبب إصرار اللاجئين العودة إلى وطنهم، ورفضهم التنازل عن هذا الحق المقدس.

ونذكر أيضا بأن قرار القمة العربية في بيروت 2002 ،هو محاولة للالتفاف على هذا الحق المقدس، حينما أخضعت القمة قرار العودة إلى التفاوض مع العدو الصهيوني..

أمس الأول "11 آذار الحالي” كشفت تقارير عن محاولات إسرائيلية جديدة للالتفاف على حق العودة من خلال إعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني, بحيث يقتصر هذا التعريف فقط على من طردوا من فلسطين عام 1948, وإسقاط هذه الصفة عن أبنائهم وأحفادهم, حيث نقلت الصحف الإسرائيلية عبر مواقعها الالكترونية, عن ممثل الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة, رون بتسور أنه " تلقى تعليمات من حكومته لتغيير الصفة القانونية الخاصة بتعريف اللاجئ الفلسطيني, بحيث تسقط هذه الصفة عن أبناء وأحفاد الذين هجروا قسريا عام 1948 ".

هذه المحاولة الإسرائيلية لن يكتب لها النجاح لأن تغيير صفة اللاجئ يتطلب قرارا من ا لجمعية العامة للأمم المتحدة ،وهو شبه مستحيل على حد تعبير الناطق الرسمي باسم "الأونروا” معقبا على هذا الخبر, حيث "أن تعريف اللاجئ جزء من منظومة أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما منحت تفويضها "للأوبروا” عام 1950”.

هذه المحاولات الصهيونية الخبيثة تؤشر إلى حقيقتين..

الأولى: أن العدو يعمل كل ما بوسعه لشطب حق العودة مستغلا الظروف العربية والفلسطينية التعيسة, ومحاولا الالتفاف على القرار الأممي 194 الذي ينص على حق العودة والتعويض معا وهو حق مقدس, فردي وجماعي لا يلغى بالتقادم، ولا بالانابة او التفويض.

الثانية: هذه المحاولات العدوانية تستدعي من القيادة الفلسطينية ومن الشعب الفلسطيني التمسك بهذا الحق, وعدم التراجع عنه أو التفريط به، وقد ضحوا بأكثر من نصف مليون شهيد ومليون مصاب وعشرات الآلاف من الاسرى ، الذين يتجرعون الموت البطئ ، في زنازين العدو، على درب الحرية والتحرير والعودة .

ومن ناحية أخرى لا بد من التأكيد بأن التمسك بهذا الحق, ورفض التفريط به, هو الذي أبقى قضية اللاجئين الفلسطينين حية متقدة لا تنطفئ ،وفجر الثورة الفلسطينية عام 1965 وهو ايضا سبب حالة القلق التي تعصف بالكيان الصهيوني، وقد يقن تماما ن أن الشعب العربي الفلسطيني لن يتنازل عن وطنه حتى لو خير بجنات الخلود.

باختصار...المؤامرة الصهيونية الجديدة لشطب حق العودة من خلال إعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني، ستفشل حتما ولكنها أيضا تستدعي المزيد من الانتباه واليقظة والحظر ،لإفشال أية مخططات تستهدف شطب حق العودة، وهي كثيرة وتتوالد كالسرخسيات والفطريات، ولن تنتهي إلا بانتصار هذا الحق، وعودة جموع اللاجئين الى وطنهم. 
بقلم:رشيد حسن