أسرار جولة عمان: إنقسام فتحاوي حول الخطوة التالية ودعوات طعام ” أردنية ” على شرف الضيف محمد دحلان !!

اخبار البلد- إنتقل الجدل النخبوي الفلسطيني خلال اليومين الماضيين إلى مربع تحديد الخطوة التالية في أزمة ملف القيادي محمد دحلان بعد الإتهامات السياسية والتنظيمية الموجهة له. و إنقسمت اللجنة التي كلفت بالتحقيق مع دحلان إلى فريقين يدفع الأول بحماس بإتجاه التحرك خطوة إضافية نحو لائحة إتهام {امنية} مستحدثة فيما لا يتحمس الفريق الأخر لمثل هذه النقلة النوعية ويعتبرها تطورا خطيرا يحتاج إلى قرار سياسي مباشر لم يصدر بعد من الرئيس محمود عباس. وأبلغت مصادر على صلة بالنقاشات الساخنة في ملف دحلان بأن لجنة التحقيق الرباعية بعد تنحي رئيسها وحليف دحلان أبو ماهر غنيم {منقسمة } الأن بين بوصلتين يتمتعان بنفس القوة بإنتظار حسم المسألة في البعد الأمني من قبل الرئيس عباس شخصيا. ولم يعرف بعد ما إذا كان عباس يتهيأ فعلا للخطوة الأكثر دراماتيكية في مسألة دحلان وهي تلك التي تتضمن إتهامات بمخالفات {امنية} وليس فقط سياسية او نظامية لكن عضو لجنة التحقيق الأهم عثمان أبو غربية يدفع بقوة بهذا الإتجاه ناصحا بإكمال المهمة ومدعوما من القيادي محمد شتية فيما يميل رئيس اللجنة الحالي عزام الأحمد للتريث ودراسة الموضوع بسبب حساسيته أو لإنتظار {أمر رئاسي} وهو خط يدعم الأحمد فيه عضو لجنة التحقيق صخر بسيسو. ويعلم خبراء وأبناء حركة فتح بأن التقدم بلائحة إتهام أمنية ضد دحلان خطوة تصعيدية جدا تنقله من دائرة الكادر الخاضع للإستجواب والتحقيق إلى دائرة المحاكمة التنظيمية وبعض الإتهامات ثقيلة العيار التي وردت في البند الخاص بنظام العقوبات في حركة فتح فيما تقتصر العقوبات في بند المخالفات النظامية والسياسية إلى عقوبات خفيفة جدا من طراز الإنذار والتوبيخ وفي أسوأ الأحوال تجميد العضوية مؤقتا. لكن على الجبهة الموازية لا يبدو دحلان مكترثا للغاية بهذه النقاشات فقد زار عمان خلال اليومين الماضيين وتقصد قبول سلسلة من دعوات مآدب الطعام التي قدمت له من قبل شخصيات مهمة في عمان وتحدث بإسهاب عدة مرات عن ما يحصل معه مخففا من مجمل المشهد ومعتبرا كما قال بان ما يجري معه زوبعة في فنجان. وفي عمان قبل دحلان دعوتين للغداء خلال اليومين الماضيين الأولى أقامها الخميس رجل الأعمال وعضو البرلمان الأردني الأسبق وصديق عائلته زياد الشويخ بحضور نخبة من أصدقاء الطرفين , والثانية أقامها الجمعة عضو مجلس النواب الأردني سابقا والنشط العشائري والسياسي صالح الجبور. وفي هذه اللقاءات لم تظهر على دحلان أي من مظاهر القلق والإرتباك كما أفاد بعض الحضور ولم يبدو مكترثا بنتائج التحقيقات التي تجري معه وأرسل عدة رسائل وإشارات يفهم منها ان الحسد والحقد الشخصي هو العنوان الأبرز لما حصل معه مؤخرا. ويرى خبراء في حركة فتح بان الإنتقال إلى دائرة الإتهامات الأمنية في قضية دحلان خطوة حساسة ينبغي ان تحسب بعناية لإن دحلان مؤهل لتحويل أي محاكمة في هذا السياق إلى محكمة وطنية عامة لكل مسار المفاوضات والتنسيق الأمني وجميع حلقات السلطة والرئيس أبو مازن شخصيا. ويتحدث مقربون من دحلان عن إستعداده للكشف عن الكثير من مفاجآت العيار الثقيل وحتى الأسرار إذا ما إستجاب الرئيس عباس للضغوط التي تطالب بالتقدم بلائحة إتهام {امنية} ضد دحلان. ومن الواضح الأن ان عدة حلقات مهمة وأساسية داخل حركة فتح ورام ألله وخارجهما تحرض على تحويل دحلان لمتهم أمني وحركي أو لبعضها مصلحة مباشرة شخصية أو سياسية في ذلك فدحلان زار عمان وتقصد القيام بنشاطات علنية فيها بعد النشاط الواضح في الإتجاهات المضادة له في الساحة الأردنية من قبل نشطاء مقربون لفاروق القدومي او محسوبون على عباس زكي او على رابطة قدامى محاربي حركة فتح. وإضافة للقدومي وزكي صنف دحلان نفسه الجنرال نصر يوسف وعثمان أبو غربية بإعتبارهم رموزا في الماكينة التي تضغط على الرئيس لمحاكمته وإغلاق ملفه تماما وإستغلال ما حصل مؤخرا بأقسى طريقة ممكنة وخلف كل هؤلاء يردد دحلان نفسه كما ألمح لأصدقاءه في عمان بان جبريل الرجوب يلعب دور {الرجل الخفي} الذي يدير لوجستيا ومعلوماتيا الحملة ضد دحلان في الضفة الغربية . والرجوب في عالم دحلان الذي يضيق تدريجيا الان هو المحرض الأشرس وهو المتكفل بتزويد الرئاسة بالمعطيات المعلوماتية لإدامة التحقيق مع دحلان الذي يتهم الرجوب عمليا بالسعي لتصفية حساباته الشخصية القديمة معه مستغلا المشاعر الشخصية التي تشكلت عند الرئيس عباس ضد دحلان بعد إنتقادات الأخير لدور ونشاط أولاد الأول. لذلك قال دحلان على مائدة رجل الأعمال الأردني الشويخ عندما سأله احد الحاضرين عن ما يحصل معه: الأمر ببساطة أني إعتدت على قول رأيي بجرأة وحرية .. الأخ أبو مازن إنزعج مني عندما إنتقدت نشاط اولاده التجارية فبدأت الحملة المسعورة التي تحاول النيل مني . عين نيوز