"جلالة الملك" آن الأوان لتسمعنا .. فصولجانكم استخدموه سكينا لذبح شعبكم وإضعاف مؤسسة حكمكم

جلالة الملك ... آن الأوان لتسمعنا
راتب عبابنه
المتابع لما يكتب في الصحافة من السهل جدا عليه ملاحظة المقالات التي تحمل نصحا وتشخيصا للحال وابرازا لأسباب المعاناة وتسطيرا للشكوى التي تلخص مدى الجور الذي لحق ويلحق بالدولة والوطن من أشخاص لديهم كل وسائل النفوذ والسلطة. وهذه المقالات تأتي على شكل رسائل موجهة لولي الأمر جلالة الملك لعلّه يقرأ أو لعلّ من حوله من حُجّاب ينقلون له ملخص ما يكتب. لقد كتبنا الكثير بهذا الخصوص وها نحن نذكر لعل هناك من يذكر. وها نحن نقدم نصحنا فهل من متعظ؟؟ وها نحن نشكو ألمنا فهل من مستمع؟؟ وها نحن نتظلم فهل من رافع للظلم؟؟ وها نحن نشخص العلة فهل هناك من يصف الدواء؟؟
ولي أمرنا ...
لقد بحت الحناجر, وبلغ السيل الزبى, وملت الناس وجف مداد الأقلام والحال على ماهو عليه. التغيير شكلي والإصلاح سلحفائي والمتسللون للنفوذ ومواقع القرار ما زالوا بنفس صلفهم, وفسادهم استشرى وطال كافة مفاصل الدولة ولا نظنكم لا تعلمون, والوطنيون الغيارى لا نصيب لهم بإدارتكم.
سيدي ...
أرض الأردن ومن عليها من غيارى من أبناء هذا البلد ناشدوكوم ويناشدوكم ليل نهار بالتغيير والإصلاح وقد استجبتم جلالتكم بإطلاق "ثورة بيضاء" لم نرى من بياضها ما يخلق لدينا الأمل, بل ما نراه تكريسا وترسيخا لما هو عكس الإرادة الشعبية الأردنية. لقد أصبحنا متيقنين أن إرادتنا لا تحترم وعزمنا على صون الأردن يقاوم ووطنيونا يهمشون وبرامكتنا يعتلون وكوهينيونا يتغلغلون حتى لم يعد موقعا لأبناء الوطن للنفاذ منه للمساعدة بالإصلاح والترميم.
سيدي ...
إن كان هناك من يقنعوكم ويصوروا لكم تقليدية المسلكية الأردنية التي اعتادت على التحمل والصبر تقديرا للمسؤولية وجنوحا نحو الهدوء والاستقرار, فهم واهمون وعلى الأرجح مخططون للعمل على الدفع باتجاه مالم يعتاده الأردنيون. ويقينا لا يريدون الخير لكم ولا يريدوه لشعبكم وبلدكم. المسلكية الأردنية خلعت ثوب تقليديتها ولم تعد قابلة للتعويل على الفطرة المعهودة بل هي اليوم أكثر واقعية وتتفاعل مع الحدث وتتطور مع الزمن ولا نظنكم إلا عالمون أن شعبكم متعلم وواعي وذكي ويدرك جيدا ما يدور حوله. والإنسان الواعي هو الذي لا يتقبل الأمور على علاتها. لقد حان الوقت لعمل ما يتوافق وهذا الوعي وإن تركتم الأمور على عواهنها مستندين على التقليدية الفطرية فنحن نمضي لمجهول.
سيدي ...
هؤلاء المتزلفون لا يقلقوا بما يصيب شعبكم والوطن بل هم سبب البلاء ويعملون على مبدأ مصائب قوم عند قوم فوائد, فكلما ارتفعت حدة الضنك ازداد نفوذهم واقتربوا منكم أكثر حتى يمرروا خبثهم ودسائسهم التي لا نرى محاولة من طرفكم بالإنتصار لشعب يئن من وطأة سطلانهم.
سيدي ...
كان نظام الحجابة بالإسلام بمرحلة من المراحل مؤسسة تنظم كيفية التواصل بين الخليفة والشعب للوقوف عند نبضه ليتمكن من الإنصاف وإقامة العدل ورفع الظلم وحجابكم للأسف, سيدي, هم حاجز عازل بينكم وبين الشعب لمنع مظالم الشعب من الوصول اليكم, فصار مفهوم الحجابة يطبق بمفهومه الحرفي, المنع والصد والقمع وإخفاء الحقيقة حتى يُبقوا جلالتكم في الظلام لا ترون الحقيقة والواقع الذي نتوقع منكم حال وصوله لجلالتكم أن تعلنوها ثورة حمراء وليست بيضاء. نعم, لتكن حمراء تدفن زمرة البرامكة التي تصول وتجول بصولجانكم الذي قبلت به الناس احتراما وتقديرا لكم.
سيدي ...
آن الأوان لتعلموا أن صولجانكم استخدموه سكينا لذبح شعبكم وإضعاف مؤسسة حكمكم وخلخلتها ومن ثم تقويض سلطانكم لاستفزاز شعبكم الصابر والمتأمل منكم الإنتباه لمن حولكم وبقربكم من حاجبي الحقيقة ومثبتيهم. فإلى متى سيبقى الشعب يُذبح بحب صولجانكم؟؟ ومنذ متى حب الشعب لقائده كان هو الأداة التي يذبح بها؟؟ أليس شعبكم بشر كباقي البشر ذو عقل وأحاسيس ومشاعر وطموحات وأماني؟؟ شعبكم معكم فكونوا معه, ولا يرغب بالتفريط بكم فلا تفرطوا به. كونوا عونا له على من استغلوا سلطانكم وقربهم منكم وحظوتهم عندكم فأساؤوا لكم أضعاف ما أساؤوا لشعبكم لأنكم ولي الأمر وهم الأكثر قربا وقرابة لكم.
سيدي ...
لم يعد لدى الشعب قدرة على التحمل, ولا يملك شعبكم ترف الوقت ليبقى منتظرا الإنتقال لحال أفضل لا يأتي. اليأس تمكن من المشاعر, والتفاؤل غادر منذ زمن, والأمل بحال أفضل دفنه حجابكم وهم يحملون صولجانكم, فبدلوه من مدعاة للإحترام لمدعاة للترهيب, وزرعوا القنوط وخلقوا أسباب الإنفجار. الوقت لا يمضي بصالحنا, ومانسمعه من شعارات ماهو إلا هلاميات يستحيل تحديد معالمها وسرعان ما تتلاشى جاعلة من الشعب منتظرا ما هو أسوأ.
سيدي ...
تعلمون ونعلم أن إصلاح بطانتكم ليست من صميم عمل الحكومة وليس لديها بحكم التسلسل الوظيفي والمرجعية الإرتباطية سلطة عليها وإنما هي ترشح وتزكي وتوصي وأنتم تختارون وأداؤهم وعطاؤهم بصوابيته أو عدمها يظهر لكم وعليكم وربما لا يلحظه من هم خارج دائرة البطانة. أئمة المساجد بخطبهم يدعون لكم ونردد خلفهم "أللهم آمين" داعين الله أن يرزقكم البطانة الصالحة إن نسيتم ذكرتكم وإن صدقتم أعانتكم. ليس أبلغ من ذلك دليل على أهمية صلاح البطانة فبها ومنها يأتي النصح الصادق الذي ينير الدرب أمام القائد لاستطلاع الحقيقة للعمل على تعزيز الحق وتعديل المعوج. فبطانتكم سيدي لا تفارقكم إن حضورا بشخوصهم وإن بالتواصل التكنولوجي. فأنتم خير مقيّم وخير مقوّم لها, وبصلاحها تصلح أدوات الإدارة العامة للدولة وباعوجاجها يبقى الخلل.
سيدي ...
كتب تكليفكم السامية للحكومات, هي معالم طريق لكنها مستعصية على التطبيق والسبب أنكم توكلوها لمن يقاوم الإصلاح والترميم. عندما تعرّجون على الفساد والفاسدين نشعر أنها لاتجد سامعا لها وعندما تطالبون بثورة بيضاء وإذا بها تنقلب سوادا على شعبكم. فكيف تقبلون وتقربون من يحفظون توجيهاتكم بالأدراج بعد أن يُسمعوكم "حاضر سيدي" ولا يُخرجوا من أدراجهم إلا ما يذبحونا به؟؟ سيدي, صديقك من صَدَقَك وليس من صدَّقك وكما يقول مثلنا الأردني المفعم بالحكمة والعقل "إسمع من مبكيينك ولا تسمع من مضحكينك".
سيدي ...
لقد طفح الكيل ولم يعد هناك متسع عند شعبك للمناورة معه لكسب الوقت الذي يمضي والله بغير صالح الوطن وبغير صالح نظامكم. التغيير سيدي يحتاج للتضحية, والإصلاح لا بد له من ضحايا, والثورة البيضاء لابد لها من أن تطيح ببعض من ظننتم أنهم أهل للثقة والأمانة. شعبكم بأمس الحاجة لتسمعوه والوطن يستنجد أن الحقوني والبرامكة باتت أوصافهم واضحة وليسوا أشباحا وأداؤهم لا يخفى عليكم ومخرجاتهم شعر بها الأعمى والأصم. المطلب الأساسي منذ البداية للإنفجار هو محاسبة هؤلاء البرامكة.
سيدي ...
حجابكم شاخوا عزلا وصدا وشاخ عزلهم وصدهم وآن الأوان للتجديد ليحل مكانهم من هم أكثر أهلية لأداء المهمة وإلا فالأردن مقبل على شيخوخة آخر العمر. فهل يسمعوكم حجابكم سيدي هذا النبض الغيور على وطنه من الضياع؟؟ وهل يسمعوكم ما به خير الوطن الذي هو خير لكم؟؟
حمى الله الاردن والغيارى على الاردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com