فرصة للحكومة الجديدة

 

 
الواقع ومنطق الأمور يقول إننا اليوم أمام حكومة جديدة رغم أن رئيس الوزراء لم يتغير.
وعليه فمن العدل إعطاء فرصة كافية للحكم على الحكومة ممثلة بفريقها وبرنامجها قبل الشروع على الحكم المسبق عليها. ورغم المخاوف المشروعة التي تركتها الشهور الثلاث الماضية، إلا أن من التفاؤل التفكير في أن للشهور الثلاث الماضية خصوصيتها وأن المرحلة القادمة تحتم الخروج بفريق عمل يستوعب متطلبات المرحلة اقتصاديا واجتماعيا والعمل على تحقيق متطلبات كتاب التكليف السامي الذي دعا صراحة الى إصلاحات تصب في "مصالح المواطنين، وتنعكس ايجابيا على حياتهم". ضمن منظومة اقتصادية "لمحاربة الفقر والبطالة وحماية المستهلك، تضمن توسيع الطبقة الوسطى وتمكينها، إضافة الى المضي في برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي، وتحسين أداء الاقتصاد، وضبط عجز الموازنة العامة للدولة، والمحافظة على الاستقرار النقدي."
نأمل، وليس لنا إلا الأمل والتفاؤل، أن يتم تطبيق متطلبات كتاب التكليف السامي وفق منظومة تحرك عجلة النمو الاقتصادي وتجعل من توليد دخل إضافي لخزينة الدولة عبر بوابة توسيع نطاق الاقتصاد وتحريك الاستثمار وليس عبر سهولة الوصول الى جيوب المواطنين.
وهي بوابة تساعد على تحقيق متطلبات مكافحة الفقر والبطالة عبر نافذة خلق الوظائف، وتساعد على توسيع الطبقة الوسطى وحماية مستهلكيها عبر خلق دخل للمواطن نتيجة تحريك عجلة الاقتصاد، وهي بوابة كبرى للإصلاح الاقتصادي وتحسين أداء الاقتصادي عبر نافذة الاستثمار تحفيزا وجذبا.
أما ضبط عجز الموازنة للدولة، أي للحكومة والمؤسسات المستقلة، فهي مسؤولية من يتحمل شؤون المالية العامة ويمنع سبل الإسراف العام المعروفة وغير المعروفة، وهي ليست بالمهمة الصعبة أو المستحيلة إذا ما تم التعامل مع ضبط وترشيد الإنفاق العام بجدية وشفافية.
أما الاستقرار النقدي فبوابته الحفاظ على استقلالية البنك المركزي وتركه يعمل بعيدا عن أي تصريحات تضر باستقرار العملة أو السياسات النقدية.
نأمل أن تعمل الحكومة الجديدة، أو المتجددة، وفق معادلة عمل الفريق والتي أبسط معطياتها البعد عن الفردية أو التفرد أو السيطرة من شخص واحد سواء أكان الرئيس أو غيره. والأمل الأكبر أن نرى فريقا يعمل للمصلحة العامة أكثر مما يتحدث عنها.
وفي الختام فإن الواجب يقتضي إعطاء فرصة لهذه الحكومة لكي تعمل بهدوء للخروج ببرنامجها وعرضه على مجلس الأمة. ولعلني ابدأ بنفسي فأضع قلمي وابتعد عن التعليق عن عمل الحكومة الجديدة لأقف الى جانب الجمهور متفرجا حتى إشعار آخر. مع تمنياتي للحكومة الجديدة بالتوفيق لما فيه مصلحة البلاد والعباد، وبما يحقق آمال كتاب التكليف السامي.