بعد عودة النسور ... هل هذا موسم الهجرة إلى اليابان !!

بقلم : رياض خلف النوافعه

عذراً دولة الرئيس! وأنت تحلّق مجدداً بقيادة السفينة إلى شواطئ لا نعلم مدى مأمنها، قررت الهجرة إلى اليابان، بعدما عدت مجدداً لتقود معركة الأمعاء الخاوية من أبناء جلدتك من الأردنيين الأحرار، لا أعلم كم أردني سيبقى يحلم أن يبقى حياً؟ يقاوم ضنك العيش، وقساوة الحياة، حتى تنهي رحلتك الإصلاحية المؤلمة بمرارة قراراتها، وضعف تبريراتها. ولأول مرة يجد المواطن الضعيف في بوادينا وأريافنا، ومخيماتنا محاصراًً بقرارات غير مسبوقة في تاريخه، فكثرت الضرائب بأنواعها، واستعرت نيران الأسعار، ولم يبق بالجيب دينار. 

فتبريرات الحكومات المتعاقبة بأننا دولة فقيرة، ليس لنا لا حول ولا قوة نعيش على المساعدات والمنح الخارجية، باتت بضاعة مستهلكة؛ فالمواطن ليس أعمى البصيرة، ولا يجهل الحقيقة؛ فالأردن يعيش على بحر من المعادن النفيسة، والآثار التاريخية والتي تجعلنا نعيش حياة هانئة، وربما ننافس اقتصاديات البلدان التي سبقتنا كاليابان، وسنغافورة، وتركيا. 

لا يمكن دولة الرئيس! أن يخرج الوطن من هذه الورطة الاقتصادية ما دام أبطالها طلقاء، ينعمون بأموال الفقراء والمساكين بدون حسيب ورقيب، فلم تعد الضرائب الطائلة والتي فرضت على أبناء الطبقات الفقيرة تجدي نفعاً، والتي هي إحدى حلولك السحرية؛ لكي ترمّم اقتصاد البلد؛ لأنهم باتوا على أبواب مواسم الهجرة إلى من يحميهم من ويلات المطاردات المعيشية، والمعاناة الحياتية. 

بالله عليكم! لا تحاصرونا في زوايا ضيقه بات الوطن يدفع ثمنها مؤخراً، كارتفاع معدلات الجريمة، وتزايدت نسبة الانتحار الشعبي، وليس السياسي، والفوضى التي تعمّ جامعاتنا ومؤسساتنا، بالإضافة لارتفاع نسبة الإضرابات بين الموظفين نتيجة لغياب العدالة الاجتماعية، وضحالة الرواتب المعيشية، والتقاعدية. 

ومع ذلك لن نساوم على وطناً بنيناه بسواعدنا، وبعزيمة أجدادنا وآباءنا، ولن نستسلم أمام من أرادوا أن يبقى الشعب فقيراً، وضعيفاً؛ لكي يبقوا ينعمون بثرواته، ومدخراته.