افتتاح أول فندق في السلط

 

من المهم جدا ألا ننظر الى الفندق الذي تم افتتاحه مؤخرا في السلط على انه مجرد استثمار في قطاع السياحة قد لا يتجاوز حجمه الربع مليون دينار، بل ان لهذا النمط من الاستثمارات اهمية خاصة مثلما انه لهذه الجغرافيا التي اقيم الفندق عليها ايضا اهمية خاصة، فالامر ابعد كثيرا من مجرد مبلغ يستثمر، انه قبل كل شيء مؤشر ثقافي يدل على ارتفاع سوية الثقافة بشكل عام والتوجه الثقافي الجاد نحو اعتبار السلط بما تزخر به من غنى تاريخي ومن ارث قديم وجديد مؤهلة لان توجه المناخ المناسب والبيئة الحاضنة انتاج المدلول التاريخي ضمن قوالب حضارية سياحية قادرة على تسويق ذاتها وخلق طلب فعال عليها.

ان تقديرنا لما نحن عليه من غنى في الارث والتاريخ هو نقطة الارتكاز الاولى، مثلما ان وعينا في قدرتنا على دخول مضمار التسويق المهني الفاعل هو العامل الثاني الذي يوفر النجاح لفكرة اعادة انتاج فكرة تسويق الارث بالمعنى الثقافي والتاريخي، واذا كان لاقامة هذا الفندق كل هذا البعد الثقافي وكل هذه السوية السياحية فان لهذا الفندق اثره الكبير في ان يشكل نمطا استثماريا يفتح المجال لحالة اوسع من التشابك والتكامل الاستثماري السياحي مما يزيد من حجومات الاستثمار ويزيد من الطلب على الايدي العاملة وايضاً يكرس ثقافة مفتوحة على كل ضفاف تطور العمل السياسي ثقافة وممارسة.

واذا ما اضفنا الى كل ذلك اهمية ما سوف يقوم به الفندق من تدريب فندقي لطلاب الفندقة او لحديثي الخبرة الفندقية فاننا نكون ايضاً امام معهد مهني فندقي يوفر الخبرة والمهنية الميدانية مما ليس فقط يرفع من سوية العاملين في هذا المجال بل يزيد من الطلب عليهم ويقلل من معدلات البطالة.

ان هذا الاستثمار باقامة فندق في السلط هو استثمار نوعي على قلة حجم الاستثمار، وهو استثمار يعتبر من الاستثمارات التي تصب في خانة التوزيع الاقليمي لمكاسب التنمية والذي يتناغم مع كل ايقاعات التوازن التنموي، فالاستثمار الذي يعتبر رائداً في مجاله ومؤثراً في تعزيز ثقافة معينة وفاتحة لحاضنة هامة في السياحة وفي كل مجالات التشابك الافقي والرأسي في الاستثمار، نقول ان هكذا نمط استثماري هو استراتيجي وهو الذي نحن بحاجة ماسة اليه في هذه المرحلة فحجم الاستثمار ليس كبيراً ولا يتطلب رأسمال كبيراً بل تكمن فيه كل معاني وابعاد وايجابيات العمل الاستثماري الذي تحتاجه هذه المرحلة.