عوض والاستثمار

عوض والاستثمار
بقلم : ناصرمحمد الحجايا
الفقر في الوطن غربه ... لله در الفقر ياعوض ... لله درك أيها المواطن البسيط .... الشامخ بعزة نفسك ، تموت واقفا كنخيل الصحراء التي إن افترشت أرضها، والتحفت سماءها ، وبقيت بدون عشاء أنت وأطفالك ستبقى تعشق الأرض و الوطن، وتعتبر عقوقه من الإلحاد، وتدعي له بالأمن والاستقرار، لان ولاءك بالفطره رغم العوز والفقر .... ولم تربطه يوميا من الأيام بالمناصب والامتيازات ،رغم إن الخيرات تحيط بك من مكان شركات استثماريه استعماريه تنفض غبارها على بيتك وأطفالك .... وتصدع جدران بيتك المتواضع ياصديقي ... وبقرتك الحلوب يحلبها كل من سمع عنها ومر بقربها، وأنت تنتظر صامت ، ولسان حالك يقول (كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول ). ولكن اعلم ياعزيزي انك تعشق الأردن أكثر من أصحاب الكروش الممتلئة فسادا الذين نهبوا خيرات بلادك ويتسكعون بها في لندن وباريس .... اعلم ياصديقي انك لم تتورط في برامج التحول الاقتصادي – ولم تكن بارعا في عروض الداتا شو الوهمية – التي دفعت أنت ضريبتها من قوت أطفالك ... لذا كتب عليك أن تفكر في تأمين لقمة العيش لأسرتك – وتعاني أحيانا في الحصول على باكيت العصير والشيبس والمصروف لأطفالك ليشدوا رحالهم إلى المدارس – وتكوي لوعتك بسجائرك (الميركوري) ذات السعر الزهيد . وهم ينتشون بسجائر (الهافانا) التي يعادل ثمن الواحدة دخلك الشهري ، ولكن من حسن حظك انك لم تورط البلد في قروض صندوق النقد الدولي، ولكنك ربما قد تكون تورطت في الحصول قرض بسيط من أحد البنوك لدفع التزاماتك اليومية – أنت لم تنهب الأوطان أيها الصابر المرابط – أنت تعرف الحسا وجرف الدراويش والسلطاني والحامدية والجفر وطاسان وخدمت جندي في جفور والسلماني والأغوار ، ولكنهم والله لايعرفون الأردن إلا من نوافذ طائرات، والوطن لديهم حقيبة سمسونايت ، وتذكرة سفر إلى منتجعات لاس فيغاس وشواطئ نيس– عوض أنت تفكر في مستقبل أبناءك وبوظيفة متواضعة وتتشرف بذلك وتكون راضيا ،وهم يرسلون أبناءهم للدراسة في أرقى الجامعات الامريكيه والاوروبيه ... أنت تتقن كلمة ( الله حيهم) بطيبتك وضيق الحال ،وهم يتقنون (هاي ،ميرسي ).... أنت تتعب من اجل تأمين وجبة الطعام التالية لأسرتك ، وهم تتعبهم وجبتهم السابقة .وبرامج الرجيم ، عزيزي عوض اقسم لك بالله انك أكثر وطنيه منهم ويهمك مستقبل وطنك أكثر منهم ، وتحب الجيش والملك أكثر منهم لأنهم لم يقدروا ثقته ولكن يكفيهم ماقاله جلالة الملك عبدالله بن الحسين لدى زيارته مكافحة الفساد ("لا خطوط حمراء أمام عمل الهيئة، ولا حماية لفاسد في هذا الوطن". فابشر ياعزيزي سوف تتهاوى رؤوس الفاسدين واحد تلو الأخر وحينها سيكون المستقبل مشرق أمامك وأمام أطفالك فالأردن الصابر المرابط الذي تعشق أقوى من أولئك الخائبين المفسدين .