مراجيح

مراجـيـــــــــــــــح

يسار خصاونة

منذ أكثر من ستة أشهر تربعت على قاموس الأردنيين عبارة غامضة ، ولم تزل كذلك ، وهي ( حكومة نيابية ) ، وهذه العبارة أسالت لُعاب الكثيرين من المهتمين بالكرسي الوزاري ، ووجدوا أن باب النيابة وحده يوصلهم إلى هذا الكرسي ، وتنافسوا ، وتنافروا ، ونجح بعضهم ، والراسب مازال يحاول مع أحد المتنفذين أن يكون له ولو طرابيزة إلى جانب الكرسي .
كُتبت مئات المقالات عن غموض العبارة ، وكُتبت عشرات الاجتهادات في تفسير العبارة ، ومع ذلك بقيت العبارة غامضة حتى كتابة هذه السطور ، الكل يحول أن يفسر ، والكل يحاول أن ينتقد ، والحكومة صامتة ، وكأنها لا ترغب بالبت ، ولا تريد لهذه الأقلام أن تكف عن الكتابة وهي قادرة على توضيح العبارة كما كانت قادرة على طرحها .
في عصر هارون الرشيد طغت شخصية جحا العربي ، وبدأت الألسن تتحدث عن دعاباته التي لا تنتهي ، ويكون ظاهرها غباء ، لكنها وللحقيقة فيها من الذكاء ما لا نريد أن نراه ، فنحن نبحث فقط عن الدعابة والنكتة ، ولا نلتفت كثيراً للمضمون ، ولا يهمنا الهدف من العبارة ما دامت تُسلينا في جلساتنا الخاصة .
روت الألسن عن جحا أنه كان يوماً يسير في الطريق العام فصادفه غلمان ساذجون ، وبسطاء ، وأحب جحا أن يمازحهم فقال بعد أن أغلق يده أمامهم : في قبضة يدي شيء إن عرفتموه سوف أُطعمكم منه ، فأدرك الغلمان الساذجون البسطاء أن الذي بيد جحا بالتأكيد نوع من الطعام ، وأخذوا يسمون المأكولات التي يعرفونها ، وجحا يقول لهم : لا ، لم تعرفوا ، ومضى عهد هارون الرشيد ، والعباسيين والفاطميين حتى وصل بنا الأمر إلى اليوم ، ولا أحد يعرف ماذا كان في قبضة جحا ، ولو عدنا إلى عهدهم وطلبنا من جحا أن يفتح كفه لضحك كثيراً وقال : ليس معي شيء ، صدقاً لم يُخف جحا شيئاً ، لكننا توهمنا مع أننا رأيناه يُقفل يده الفارغة
نرجو من الحكومة أن تفتح كفها حتى نرى ما تفسير العبارة
كلام بسيط :
النائب جاء ليراقب عمل الوزراء ، فإذا كان وزيرا فمن يراقبه