مجلس مسلّح!!

مجلس مسلّح!! بقلم: رياض النوافعه

لماذا يتسلح نوابنا؟ وهم ذاتهم الذين تعالت حناجر أصواتهم على منصات مهرجاناتهم الجماهيرية، وهم يتغنون بأننا بلد الأمن، والآمان، منتقدين الحراكات السلمية التي تطالب بالعدالة الاجتماعية، ومحاربة الحاقدين على الوطن وثرواته.
بالأمس عاش أبناء الوطن مع فيلماً بوليسياً أشبه ما يكون بأفلام "الكابوي" المكسيكي، التي يمارس فيها الممثلون شتى الألعاب الحربية، بينما يغادر البطل القاعة بدون أن يصل المشاهد لنهاية حتمية يقرر من خلالها مدى واقعية الفيلم، ومعالجته للقضايا الاجتماعية التي باتت شبحاً يؤرق مجتمعنا الأردني.
ربما أراد المخرج أن يترك للمشاهد أن يعيش حالة من الذهول، والحيرة حول مصير البطل الأوحد! وهل أصيب بسهام النقد ؟ أما بقي حراً طليقاً يمارس حنكته السياسية، وبلاغته اللغوية في إقناع نفسه، والمشاهد، أن المسيرة الوطنية تحتاج لبطولة مطلقة لكي ينعم الشعب والوطن بالأمن، والرخاء ورغد العيش، ولو كلف الأمر المجازفة بحب الشعب، والوصول إلى ما تبقى من مدخراته.

تمنيت أن تكون أسلحة نوابنا أسلحة تشريعية تحصن الشعب من القوانين المجحفة والتي طالت جيبه المتهالك من السياسات الجائرة، والتي ما زال أبطالها طلقاء اليد يمارسون هواياتهم في السلب والنهب، لا بل يشكّلون تيارات عكسية تحارب أي مبادرات إصلاحية قد تقودهم إلى مهاجع السجون الخالية من مستحقيها.
أضاع مجلسنا النيابي أكثر من شهر ونصف وهو يعيش مرحلة تأسيسه قضاها في حفلات التعارف، وتشكيل الكتل الهلامية التي لا يكتمل بناءها حتى تنهار مجددا بفعل المصالح الشخصية، وغياب الثقافة البرلمانية.
ولأننا شعب طيب لا نهوى المنازعات طويلة الأمد بين الأشقاء، سرعان ما يتدخل أهل الصلح ، أو ما يعرف بالجاهة، فتقوم بترميم الجرح الذي نزف بين الأحبة، بدون أن تكون هناك وقفة جادة في معالجة تلك السلوكيات الخاطئة والتي ستؤثر على النشء.