مجلس النواب الكريم ........ عتبنا عليكم كبير

بقلم : د. محمد نور الجداية

نقول نحن الأردنيين: "إن العتب على قد العشم" وكان عشمنا بكم كبير في ظل الظروف الراهنة التي نعيشها نحن الشعب الكريم البسيط, لا أدري تساؤلات كثيرة تجول في خاطري: 

أنعتب على أنفسنا بأن انتخبناكم إن كان ذلك؟ أم نعتب على قانون الانتخاب؟ 

أم على سطوة نفوذ حملاتكم الانتخابية التي رويتموها بالأموال الطائلة وشعاراتكم الرنانة؟ 
أم على فزعة العشيرة؟ 

أم أصبحت النيابة غاية ومقصد يمكن تحقيقه بالتخطيط والاستعانة بأصحاب الخبرة والوكلاء وقادة الحملات لتحقيق الذات والبرستيج؟ تحقيقا لأهداف شخصية وجهوية والوصول إلى قبة البرلمان ونمرة مجلس النواب على مقدمة سيارة فارهة معفاة من الجمارك لا تُسأل وتدخل من كل الأبواب ولا يوقفها الرادار ليتسنى القول " أنا طَلاّع الثنايا متى وضعت العمامة تعرفوني". 

لا أدري أحسرة عليكم أم علينا أيها الشعب المسكين!! الشعب الذي عرف عنه بالعلم والثقافة والرقي والشهامة بين الأمم وحيث المنطق يقول كلما كبر الرقم الصحيح كلما كبر مقداره وهذا ما كان أملنا بالمجلس السابع عشر عندما كنا نعاني أثناء نيابة المجلس السادس عشر... وها هي الحسرة تبقى تدمي القلوب. انبناكم عن أنفسنا وعهدنا لكم طريق التغيير, وها أنتم ما زلتم في صراعاتكم تحت القبة ولم نرى أي تغيير. 

لقد تذكرت أيام المدرسة عند مشاهدتي لما جرى اليوم في مجلس النواب عندما كنا نتشاجر بالصف أيام الابتدائية نقفز فوق المقاعد ويشهر احدنا القلم في وجه الاّخر وإن تأزمت يفك الحزام (الزنار) ويلوح فيه بالهواء وهذا ما لم نراه بعد في مجلس النواب, ولكن كنا نصطلح قبل أن نعود ونتصافى ولا تصل القضية لا المدير ولا لإبائنا فالنتيجة معروفة...... ولكن كبرنا وما زال القلم سلاحنا, لا للضرب بل لكلمة الحق والعلم والمعرفة. 

ماذا نقول لوسائل الإعلام وللعالم؟ أهؤلاء نواب الأردن المعروف بالعلم والحضارة والثقافة والتطور والرقي؟ أهؤلاء خياركم؟ أهؤلاء صفوتكم؟؟؟ 

لا ادري متى سنكون على قدر المسؤولية وننبذ العصبية والعشائرية والفزعة العمياء؟ 
متى سنضع مصلحة الوطن والمواطن نصب أعيننا؟ 

ليتنا ندرك ونعي جل ما يدور علينا وحولنا من ظروف اقتصادية وإملاءات للبنك الدولي؟ 
ليتنا ندرك حجم الابتزاز ومحاولات سلب الإرادة والتغرير وعظم طلب المساومة على الوطن ولقمة العيش ومحاولة شراء المواقف التي تنتهك الكرامة والعزة والشموخ والكبرياء التي تربينا عليها؟ 

إن حق المواطن عليكم يا نواب الأمة أن تكونوا يدا واحدة, ساهرين حريصين كل الحرص على وطنكم واعين لما يدور حولكم, باحثين ليل نهار عن مخارج للأزمة الاقتصادية التي نواجهها, لتصنعوا لأنفسكم صورة حضارية ناصعة شفافة في أذهاننا, صورة يزينها الإسلام والقومية والوطنية ونكران الذات. 

وأختم بسؤالي كم منكم ما زال حافظا لشعار واحداُ من شعاراتكم أو لوعداً من وعودكم؟ 
هداكم الله إلى الفلاح والصلاح وإلا صدقوني إن الشعب قادر أن يستبدلكم حتى يأتي خيراُ منكم. 
حمى الله الأردن عزيزاُ شامخا وجنبه شر الفتن والمغرضين في ظل القيادة الهاشمية.