هل قرعت طبول الحرب من قبل مجلس النواب ؟



بعد سبات عميق لمجالسنا النيابية السابقة، والتي كان جلّ همّها جمع المغانم، والمكاسب الدنيوية، متناسين قواعدهم الشعبية المسحوقة من تغوّل الحكومات المتلاحقة، والتي تكنّزّ متنفّذوها، وباتوا طيوراً مهاجرة لبلاد الغرب؛ ليتقاسموا ما نهب من ميزانية الدولة، وشركاتها الخاوية إلا من الديون المتزايدة، التي يدفع المواطن ثمن ترميمها، لكي تعاد لأبناء المتنفذين؛ لكي يعتلوا رئاستها من جديد.

بالأمس قرعت طبول السادة النواب في وجه رئيس مجلس الوزراء لساعات طويلة، أرهقت من خلالها معالم رئيس وزرائنا الأفخم، وكأنها طبول الحرب على السياسات الحكومية الجائرة، والتي سلب من خلالها قوت المواطن المهزوم معنويا من جور الحكومات المتعاقبة.
تعوّدت الحكومات المتعاقبة على مجالس نواب زوّرت بفعل جهات أرادت أن يبقى الوطن ضعيفا، وبالتالي قابلتها تلك المجالس بالتصفيق لها لسنوات طويلة تعشّش من خلالها بؤر الفساد.

لم تعدّ كلمات رئيس وزرائنا الأفخم الحزينة، والدافئة تستقبل بالترحيب، بعدما أدرك المواطن أنه بات بنكاً يجلب النفع للفاسدين، ويعلي من مراتب المتنفذين، بينما هو مازال يقبع في كهوف الفقر المظلمة من تلك السياسات التي اتخذت من المواطن هدفاً؛ ليدفع ثمن وطنيته الصادقة، والتي تكسّب منها الغير.

بحياتي لم استمع لكلمات السادة النواب منذ زمن طويل، لأني أدرك أنها جعجعات إعلاميه هدفها بطولات وهمية لساعات آنية فقط، ثم يرتمي النائب في حضن الحكومة المليء بالعطايا، والهدايا. وأملي أن تكون كلمات نواب مجلس السابع عشر هي صحوة مبكرة؛ لأنهم يدركون أنهم مهددين بالعزل الشعبي بين ليلة وضحاها.

ولّى زمن التضحية من طرف الحلقة الأضعف من أبناء الطبقة الفقيرة، والوسطى والذين استنفذوا ما تبقى من جيوبهم، فحان الوقت أن يعود المتنفذين، والفاسدين لرشدهم طواعية، لأننا ملينا من المماطلة في المحاكمات وتعدد المرجعيات، فينفذ الفاسد بفعل هذه الفوضى التشريعية، فالمواطن سيغلق جيبه في وجه الحكومات ليرغمها على محاكمة الفاسدين قبل أن تفقد كراسيها.

هنيئا لبعض نواب مجلس السابع عشر على هذه الروح القتالية في مواجهة تغوّل الحكومات على قوت الشعب المتآكل من سياسات طائشة، كتب علينا على دفع ثمنها.