طار النسور وحلق الخليفات!!

ما ان وضع جلالة الملك الكره في ملعب النواب حتى بدأت الاتصالات واللقاءات مع النواب تتزايد يوماً بعد يوم من قبل من يطمحون للجلوس بالدوار الرابع أو من اصدقائهم أو من بعض الغيورين على مصلحة الأردن والأردنيين وهم كثر.
ويبدو أن الوحيد بالمطروحة اسماؤهم هو الدكتور عبد الله النسور قد عمل للوصول إلى الهدف مبكراً ومنذ تقرر موعد الانتخابات ظهر ذلك من خلال سيرته الذاتية التي وزعها بكل الطرق ابتداءً من مقابلاته التلفزيونيه وانتهاء بلقاءاته مع المرشحين الذين وصل منهم الكثير للقبة النيابية.
وبعد أن تشكلت الكتل النيابية لا من أجل مستقبل الحياة التشريعية بقدر ما كانت من أجل امرين لا ثالث لهما وهما عضوية المكتب الدائم بالمجلس النيابي واقتراح اسم رئيس الحكومة للمرحله المقبلة, وبات واضحاً أن هذه الكتل النيابية ستصبح في خبر كان بعد تشكيل الحكومة الأولى بعهد هذا المجلس لقد ظهرت أربع كتل تساوي غالبية أعضاء المجلس السابع عشر فكانت كتلة وطن التي ضمت اعضاء القائمة العامة الذين نجح منهم اثنين بالقائمة وتجمع العدد ليصل خمسة وعشرين نائبا أو أقل أو اكثر ضمن كتلة جديدة اسموها كتلة وطن تشكلت فيما بعد من أجل الحصول على مقاعد في المكتب الدائم وفي اللجان مع أن عدد من اعضاء هذا التكتل لهم علاقاتهم واتفاقاتهم السابقة واللاحقة مع كتل اخرى بالمجلس فمنهم من لم يخوض الانتخابات ضمن القائمة العامة لانه لم يعطي رقم متقدم فلجأ الى الترشيح ضمن قائمة عامة أخرى غير قائمة حزبه كما جرى مع مرشح القائمة العامة للوسط الاسلامي الذي كان عضو في حزب التيار الوطني ولم يحالفه الحظ بأن يضعه حزبه برقم متقدم فلجأ إلى قائمة الوسط الاسلامي ليحمل الرقم "3" بالقائمة ويفوز بالمقعد باسم الوسط الاسلامي كالدكتور مصطفى العماوي وكذلك كثير من اعضاء الاحزاب خاضوا الانتخابات بالدوائر وليس بالقوائم ليوزعوا انفسهم على الكتل التي تشكلت مؤخراً كأن تجد أكثر من ثلاثين نائب وزعوا انفسهم على قوائم وطن والوسط الاسلامي والتجمع الديمقراطي والمستقبل ويمثل هذا العدد على بقية الكتل.
وعودة للموضوع فقد اقترح معظم النواب على رئيس الديوان الملكي اربعة اسماء لتشكيل الحكومة هم د. عبد الله النسور والدكتور عوض خليفات والسيد عبد الاله الخطيب والسيد محجم الخريشة.
ولم يذكر أن اي من الاربعة قد سعى لذلك سوى الدكتور عبد الله النسور صاحب السيرة الذاتية الحافلة بالشهادات والخبرات والدورات الذي يسانده رئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة حسب ما رشح عن اللقاءات بين النواب ورئيس الديوان في القصور العامره مثلما تدعمه بعض المكالمات الهاتفيه "الو" بالاضافة لجهوده الجباره ومواعيده الأجبر للنواب والكتل وقد كانت الامور تسير لمصلحته الى ان اصدر قرار رفع الاسعار الاخير فانقلب السحر على الساحر وبدأت الكتل تعيد النظر بموقفها منه وبدأ النواب يتسابقون على مهاجمه الدكتور النسور بخصوص القرار وكان الدكتور النسور اعتقد ان فرصته لتشكيل الحكومة قد تلاشت لصالح نائبه الدكتور عوض خليفات الذي لم يعرف عنه انه سعى مع اي من النواب للوصول للدوار الرابع بل ان النواب قد طرحوا اسمه كتلاً وافراداً باعتباره شخص اكاديمي له خبرته بشؤون الحكومة لما عرف عنه من اعتماده على التكنوقراط في كل مجال سواء كان اقتصادي او سياسي او أمني او اجتماعي وهذا ما عرفه الاردنيين عن رؤساء الحكومة السابقين الذين نجحوا بذلك لمجرد اعتمادهم على البرامج وعلى التكنوقراط في تنفيذ تلك البرامج معتبرين ان منصبهم الرئاسي هو منصب سياسي اداري لا يحتاج الى صفحات طويله من الدورات والشهادات العلمية.
هذا كله ما دعى الدكتور النسور بالامس لان يفجر ما بداخله امام المجلس النيابي حين قال ان قرار رفع الاسعار اتخذته حكومته بكامل اعضائها ولم يعارضه اي منهم سواء الحاضرين بهذه الجلسه ام الغائبين كاشاره من دولته الى نائبه خليفات الذي لم يكن حاضراً بهذه الجلسة لانشغاله بامور وزارته في تلك اللحظات التي اعتقد بها النسور ان فرصته باتت ضعيفه امام فرص غيره من المرشحين آخذاً بعين الاعتبار ان ماجرى بالانتخابات الاخيرة قد اضعف فرصه عبد الاله الخطيب الذي لوح باستقالته من الهيئه المستقله على اثر الانتخابات.
عوض خليفات الذي تعالت اصوات نيابية كثيرة للمطالبة به كرئيس قادر على تشكيل حكومة تكنوقراط لها برامجها الاقتصاديه والسياسه بالوقت الذي لم يعرف عنه التنقل بين المعارضة والموالاة الموسمية.
انه يحمل سيره ذاتيه لا تقل بزخمها عن السيرة الذاتية للنسور وربما تفوقها فهو رئيس الجامعة لاكثر من مره والوزير ونائب الرئيس مرات ومرات وهو العين والنائب لعدة مرات. وهذا ما يجعل الرجل صاحب الفرصة الاكبر بالجلوس بالدوار الرابع في هذا الوقت بالذات الذي يلبي به النواب والشعب الرغبة بالتغيير في منصب رئاسة الحكومة على الاقل.
حمى الله الاردن والاردنيين وان غداً لناظره قريب.


نعتذر عن قبول التعليقات بناء على طلب الكاتب